الزمالك يقتل نفسه
جي بي سي نيوز:- ما يحدث في مدربي أندية الدوري المصري شيء لا يصدقه عقل. ولا يحدث في أي مكان في العالم.. فمثلما تخصصت أندية في تحقيق الألقاب وإفراز النجوم. أصبحت هناك أندية متخصصة في مصر الآن في تغيير المدربين تباعاً. حتي وصل الأمر إلي أن كل مدير فني يتولي المهمة يضع له مشجعو النادي فترة تقريبية يقضي فيها فترته في المنصب حتي رحيله. لتأتي بعده الضحية الجديدة.
فهناك بعض الأندية مثل أسوان مثلاً. توالي عليه 7 مدربين حتي الآن. وربما لن تنتهي المسابقة إلا بالمزيد من الضحايا. حتي بعد تولي الكابتن أسامة عرابي للمهمة بعد فترة قصيرة من ترك ناد آخر هو النصر للتعدين. والبقية تأتي.
والأكثر طرافة أن المدير الفني الذي يرحل من مكانه. أي ما يعني ضمنياً فشله مع هذا النادي. لا تمر سوي أيام قليلة حتي يتحول إلي ناد آخر. وهكذا تدور الدورة داخل أندية الدوري بين مجموعة من المدربين الذين يجلسون "استبن" لأي مدرب يرحل من أي فريق.
ولكن ما يحدث في الزمالك بالذات أمر يثير الدهشة ويجعلني أشفق علي تلك المؤسسة الكروية الكبري التي تمثل ركناً مهماً ورئيسياً من أركان الرياضة المصرية.
أشفق علي الزمالك من أناس قرروا أن يجعلوا من النادي عزبة خاصة. بهم يطردون من يشاءون ويحضرون أيضاً من يريدون.
ما قامت به جماهير الزمالك التي سخرت من الوضع القائم برحيل ثالث المدربين خلال نصف موسم. حين قالت: إنه يجب أن يتم تعيين مدربين "باليومية" إلا رد فعل لجماهير تعشق النادي أكثر من هؤلاء المفسدين الذين لن يصلوا بالنادي إلي أي خير.
والعجيب أن الإطاحة الأخيرة بحلمي تأتي في وقت حقق فيه الزمالك بطولة كانت بعيدة وهي السوبر المصري. التي رفعت معنويات لاعبي الزمالك وجماهيره بالفوز بلقب استعصي علي النادي 4 مرات سابقة أمام نفس المنافس.
والأكثر عجباً أن حلمي لم يقال بعد الخسارة أمام الإنتاج. وإنما بعد فوز علي الأوليمبي في الكأس أسوة بمؤمن سليمان. أول ضحايا هذا الموسم. الذي ترك الفريق دون أن يخسر أي مباراة في الدوري.
الأمر أصبح لا يصدق بعد أن توالي 11 مديراً فنياً علي القلعة البيضاء خلال أقل من عام.
الأصعب للزمالك الذي يملك كتيبة من أفضل المدربين في تاريخ مصر أن كل هؤلاء أصبحوا الآن علي دراية بالمصير المحتوم لأي مدير فني فأصبحوا الآن يبتعدون عن بيتهم الزمالك. لأن كل من لديه كرامة لن يقبل مهمة لبضعة أسابيع. أو ربما أيام ليكتب في سجله أنه تولي تدريب الزمالك.. ناهيك عن الأجانب الذين أصبحوا الآن يبتعدون عن الدخول في مفاوضات مع فريق يغير مدربه كما يغير اللاعبون زيهم بعد كل مباراة لأن العالم الضيق الآن أصبح يعلم تماماً بكل تفاصيل تلك الكارثة.
الجمهورية 2017-02-19
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews