محادثات سرية بين موسكو والمعارضة السورية بأنقرة
جي بي سي نيوز:- كشفت صحيفة فايننشال تايمز عن أن المعارضة السورية تجري محادثات سرية مع روسيا في أنقرة لإنهاء القتال في حلب، في تطور يكشف إمكانية تهميش الولايات المتحدة في بعض النزاعات الأكثر محورية في الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتباحث فيها الروس مع ممثلين للمعارضة، ومع ذلك قالت بعض المصادر المطلعة على المحادثات إنها المرة الأولى التي يشارك فيها عدد كبير من فصائل المعارضة.
وأضافت أنه بالرغم من التقدم القليل الذي حققته المحادثات، إلا أنها تؤكد التغيرات السياسية في الشرق الأوسط، إذ تبدو الجهات الإقليمية الفاعلة أكثر استعدادا الآن لتجاوز واشنطن بحثا عن اتفاقيات مع روسيا التي تحرص على تطوير صورة قوة صاعدة يمكن أن تساعد في وساطة مثله هذه الاتفاقات.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قد التقى أمس الخميس نظيره التركي مولود جاويش أوغلوفي مدينة ألانيا على البحر المتوسط وقال إن روسيا مستعدة للعمل مع جميع الأطراف في سوريا، وعندما سئل عن المحادثات مع المعارضة قال "لم نتجنب قط الاتصالات مع أي فصائل معارضة سياسية أو قادة ميدانيين"، وأضاف أن المسؤولين الأتراك غالبا ما يمدونهم بالمعلومات عن المعارضة.
ومن جانبه، قال تشارلز ليستر الخبير في الشؤون السورية بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن إن اللقاء الأول بين روسيا والأتراك والمعارضة كان يوم الاثنين الماضي في أنقرة، ومن المرجح أن يكون هناك لقاء آخر غدا السبت.
وقال ليستر إن "روسيا تحاول تقليل مخاطر رهاناتها، وقد تفضل إبرام اتفاق مع المعارضة، لأنه إذا سقطت حلب فإن النظام السوري سيحتاج إلى كثير من القوات لإحكام سيطرته على المدينة وهو ما يمكن أن يسبب خلخلة في القوات في أماكن أخرى من البلاد، أو الاعتماد على المساعدة الإيرانية التي تفضل موسكو تفاديها".
وفي زاوية أخرى بالصحيفة نفسها، علق ديفد غاردنر على أنباء هذه المحادثات بأنها تسلط الضوء على توجه متزايد في الشرق الأوسط تتطلع فيه الجهات الفاعلة إلى موسكو بدلا من الولايات المتحدة، ويؤكد أيضا على المدى الذي وصل إليه بشار الأسد كبيدق لأسياده الروس والإيرانيين.
ويرى الكاتب في مقاله أن على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يفكر فيما سيحدث حال سقوط حلب، فقد تجاوزت موسكو الهجمات التكتيكية ضد هيمنة الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وتعمل على إعادة تأمين الالتزامات الشاقة لإمبراطورية عظيمة.
وأضاف أن أي جهة لديها طموحات أن تكون لاعبا فاعلا في الشرق الأوسط تسعى الآن لتخطب ود بوتين، والقائمة مليئة بحلفاء واشنطن المهمين، مثل إسرائيل ومصر وتركيا والسعودية.
فايننشال تايمز:2/12/2016
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews