شيء من الهلال
في سماء (الجوهرة)، لم يتوقع كثيرٌ من الهلاليين أن تتقشع الغيوم التي تحجب رؤية الهلال، وأن يظهر الهلال بدرًا، ويبزغ بهذا البهاء والضياء، لينير ليلة لم يكن الهلال فيها مجرد ضيفٍ ثقيلٍ على الأهلي، بل ظهر بحضوره وجمهوره صاحبًا للمكان، و (راعي محل)، مجبرًا خصمه المضيف على أن يكون ضيف شرف، وأن يصبح طموحه الخسارة بشرف!.
** الهلال الذي خرج من عنق الزجاجة أمام الفتح فالرائد، ونجا في المواجهتين من فخ التعادل بهدف قاتل، خالف التوقعات، وأخلف ظنون محبيه المحبطين، وحضر بكل عنفوانه ليفرح العاشقين، ويحيي الأمل في نفوس الهلاليين الذين اشتاقوا للهلال الذي يفرض هيمنته وهيبته على خصومه في كل مكانٍ وزمان!.
** لم يكن الهلال بحاجةٍ لساحر حتى يحوله من فريقٍ مقلم الأظافر أمام فرق الوسط والقاع إلى فريقٍ يبسط نفوذه ويفرض شروطه ويقول كلمته في المناسبات الكبيرة، بل كان بحاجةٍ لمدرب يرتب أوراقه الفنية، بعد مواسم فقد فيها الزعيم الكثير من هيبته، وسمح فيها للبعض باستثمار غيبته، وكان لابد للزعيم أن يعود، بعد أن طال الغياب، وتطاول الصغار!.
** الأرجنتيني دياز ليس ساحرًا، ولم يفعل المستحيل في أمسية الجمعة، بل لم يفعل الكثير، سوى أنه تعامل بذكاء وخبرة مع الظروف، ووضع النقاط على الحروف، فظهر شيء من الهلال، بعد أن بهت اسمه ورسمه مؤخرًا، وأصبح بلا لون ولا طعم ولا رائحة، وتحولت مبارياته من موعد يقطعه مع عشاقه للفرح والبهجة إلى وقتٍ عصيبٍ يمر عليهم ولا يكادون يطيقونه!.
** حضر شيء من الهلال، فكان كافيًا لأن ينفرد الزعيم بالصدارة من بوابة حامل اللقب، لكن الهلاليين لازالوا يحلمون باكتمال الهلال، ويأملون بأن تكون مواجهة الأهلي مجرد بداية لهلالٍ أجمل، ويخشون من أن تكون حلاوة هلالهم أمام الأهلي مجرد حلاوة روح، ولا شك أن عشاق الأزرق قد ملُّوا مسلسل الحضور والغياب، ويطمحون بحضور لا غياب بعده، على الأقل ليس قبل أن يسترد الهلال زعامته المحلية والآسيوية مجددًا!.
** لازال لدى دياز الكثير، ولازال لدى الهلال أكثر، وأسلحة أكثر، وقوة كامنة لم تظهر، وإذا ما استطاع الهلاليون أن يستثمروا فترة التغيير الشتوية بنجاح، وأن يعززوا صفوف الفريق بصانع ألعاب أجنبي وحارسٍ مميز، وواصل دياز مشوار تعرفه على الفريق وإعادة اكتشافه وتفجير طاقاته وقدراته واستنهاض روحه الغائبة؛ فستكون عودة الهلال الغائب إلى زعامته المحلية والآسيوية مسألة وقت، وسيعود حينها كلٌ إلى مكانه وحجمه الطبيعي، لكن إلى ذلك الحين فاسمحوا لي أن أقول مجددًا أن ما ظهر ومن ظهر أمام الأهلي مساء أمس الأول ليس إلا .. شيء من الهلال!.
(المصدر: عين اليوم 2016-11-29)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews