بعد بلاك بيري، هل تجد مايكروسوفت في أندرويد طوق النجاة؟
جي بي سي نيوز-: أعلن الرئيس التنفيذي لشركة بلاك بيري مؤخرًا أن شركته ستقوم بإنتاج هاتفين خلال عام 2016 وكلاهما يعمل بنظام أندرويد فقط، دون وجود نيّة لطرح هاتف يعمل بنظام BB10 الذي طوّرته بلاك بيري وأطلقته قبل عامين تقريبًا.
حكاية بلاك بيري مع أندرويد ليست جديدة بالكامل وبدأت بخطوات خجولة للحفاظ على كبريائها الذي تأثر كثيرًا بعد دخول آيفون وأندرويد المُنافسة، فالبداية كانت مع الإعلان عن إمكانية تشغيل بعض تطبيقات أندرويد داخل الهواتف التي تعمل بنظام BB10، قبل أن تُطلق هاتف Priv مع نهاية عام 2015 كأول هاتف من بلاك بيري لا يعمل بأنظمة تشغيلها، لتعود في 2016 للاعتماد على أندرويد بشكل كامل.
مايكروسوفت في المُقابل يبدو أنها مُترددة بعض الشيء لكنها ما زالت تسير على خُطى بلاك بيري حتى هذه اللحظة، فالشركة أكّدت نيّتها دعم تشغيل بعض تطبيقات أندرويد على نظام ويندوز 10 للأجهزة الذكية، دون وجود موعد مُحدد حتى هذه اللحظة، لكن هذا الدعم قادم لا محالة في وقت لاحق من العام الجاري.
إضافة إلى ذلك، تعتبر مايكروسوفت نظام أندرويد حقلًا لتجاربها على ردود فعل المُستخدمين حول التطبيقات والتقنيات الحديثة، فالشركة كثيرًا ما وفّرت بعض التطبيقات الجديدة لنظام أندرويد قبل أن تتوفر لنظام ويندوز 10، والغرض من ذلك دراسة سلوك المُستخدم وردّات فعله قبل تبنّي التطبيق أو إضافته إلى أجزاء نظام ويندوز ليُصبح افتراضيًا بداخله.
الوضع بين بلاك بيري ومايكروسوفت مُختلف قليلًا، لكنه يفتح مجال التكهنات للجميع، فشركة بلاك بيري بالأصل مُصنّعة للهواتف الذكية، كما تعمل على تطوير نظام تشغيله الذي يتميّز بحمايته العالية، بالإضافة إلى بعض حلول الشركات التي جعلت من أجهزتها الأفضل لفترة طويلة.
اختلفت معايير السوق كثيرًا لتجد بلاك بيري نفسها خارج السباق حتى بعد إطلاق BB10 الذي اعتمد على تقنيات حديثة لكنه للأسف لم ينجح في زحزحة أندرويد وآي أو إس أبدًا، لهذا السبب وجدت أن أندرويد هو الخيار الأمثل لها من أجل المُضي قدمًا، بل ويعتبر الفرصة الأخيرة لها في سوق الهواتف الذكية حسبما أكّد الرئيس التنفيذي، حيث قال إن عام 2016 هو عام الفوز والمُتابعة أو الخسارة والانسحاب دون وجود خيار أوسط بينهما.
أما في مايكروسوفت فالوضع مُختلف قليلًا وأخطر لأنها تلعب على محور واحد وهو محور أنظمة التشغيل، على عكس بلاك بيري التي تلعب على محوري صناعة الهاتف وتطوير نظام تشغيله.
مايكروسوفت بالأساس لم تُفكّر في إنتاج أجهزتها الخاصّة، لكن وبعد الاستحواذ على نوكيا بدأت الشركة في التركيز بشكل أكبر على هذا المجال لتكون بذلك مثل آبل أو جوجل اللتان تُنتجان وتُطوران في نفس الوقت، وهذا حقّها المشروع، وإن جاءت مُتأخرة بعض الشيء.
فرص نجاح ويندوز 10 على الأجهزة الذكية ما زالت في علم الغيب، وكل شهر يمضي في دورة حياة بقية أنظمة التشغيل في السوق يعني اكتسابهم قوّة أكبر، وهو ما يجب على مايكروسوفت أخذه بالحسبان.
مايكروسوفت ليس صغيرة في عالم البرمجيات وأنظمة التشغيل، فهي علامة لم ولن تُمحى أبدًا وأرقام الانتشار تؤكد على ذلك، لكن التركيز على صناعة الأجهزة وتطوير النظام قد يُشتت الانتباه ويؤدي إلى فشل كان من المُمكن تفاديه، وأخذ بلاك بيري كمثال حي على هذا الفشل.
لا اعتقد أن ويندوز 10 للأجهزة الذكية سينافس أندرويد أو آي أو إس لأنه جاء مُتأخرًا جدًا، وقلّة الخيارات أمام المُستخدم قد تدفعه للخلف، فلماذا يتخلى المُستخدم عن هاتف من إنتاج شركات مثل سامسونج، إتش تي سي أو هواوي، مُقابل جهاز من شركة جديدة أيًا كانت، حتى لو كانت نوكيا؟
العلاقة بين الهاتف ونظام تشغيله طردية، فعندما يتم تقديم هاتف بمواصفات رائدة ونظام تشغيل مُحترم، سيذهب الجميع لاقتناءه مُهملين عامل السعر في بعض الحالات. أما إذا كان الهاتف خارقًا للعادة، لكن نظام تشغيله غير متوازن أو مُستقر أو لا يُقدم ما هو جديد خصوصًا على صعيد متجر التطبيقات، فلن يكترث لأمره أحد، وهُنا يُمكن الاعتبار من بلاك بيري من جديد.
فايرفوكس بدورها طوّرت نظام تشغيل للأجهزة الذكية، لكنها سُرعان ما أوقفت تطويره وحوّلته لمشروع آخر موجه لأجهزة إنترنت الأشياء، لأنها علمت بأن المُنافسة في سوق أنظمة تشغيل الهواتف الذكية متوقف على عامل واحد بعد استقرار النظام، ألا وهو متجر التطبيقات.
أتوقع أن تجد بلاك بيري ضالتها في نظام أندرويد، خصوصًا إذا ما تحسّنت المبيعات ونجت الشركة من الإفلاس، وستدفن نظام BB10 وهو حي مع أخذ بعض ميّزاته ودمجها مع أندرويد للحصول على نظام يجمع ما بين الانتشار وكثيرة التطبيقات، والحلول الأمنية وحلول الشركات.
مايكروسوفت في المُقابل وخلال العام الجاري تستعد لإطلاق هاتف بمواصفات عالية حسبما تُفيد الشائعات على غرار حواسب سيرفس اللوحية، وبالتالي ستدخل الحرب رسميًا، لكن ما ينتظرها ليس بالهين أبدًا.
ستبدأ حكايتها من تصميم الجهاز، فالأجهزة العاملة بنظام أندرويد متوفرة بتصاميم كثيرة، دون نسيان هواتف آيفون. وبعد التصميم ستجد نفسها في بحر المواصفات العتادية Hardware التي تبرز فيها الكثير من الأسماء. بعد ذلك سيظهر لها أرق نظام التشغيل والتطبيقات المُتوفرة له داخل المتجر، وهذا كُله يصب في مصلحة بقية الشركات المُنافسة وليس في مصلحة مايكروسوفت أولًا.
من الأفضل لمايكروسوفت أن تُركّز على تطوير ويندوز 10 للأجهزة الذكية وتتعاون بكل قوّتها مع بقية الشركات مثل هواوي، إتش تي سي، شاومي، سوني أو غيرها الكثير من الشركات الرائدة في عالم تصنيع الهواتف الذكية من أجل توفير أكثر من خيار أمام المُستخدمين.
أو يُمكنها التركيز على تطوير الأجهزة واعتبارها مصدرًا جديدًا من مصادر دخلها، لكنها قد تجد نفسها مُضطرة للتوجه إلى أندرويد من جديد لتشغيل الهاتف عوضًا عن نظام تشغيلها الجديد، خصوصًا أن الآراء الصادرة حول ويندوز 10 ما زالت مُتضاربة ولم يُجمع أحد على نجاحه أو تفوّقه.
أما في حالة التركيز على تصنيع الجهاز وتطوير نظام التشغيل، فهنا ترتفع نسبة الخطر، ولا تهم الضجة الإعلامية التي سيحصل عليها الجهاز في أول فترة، ولا يوجد أجمل من تعليق الرئيس التنفيذي لبلاك بيري حول مبيعات هاتف Priv، حيث قال إن مبيعات الهواتف مثل نزول الأفلام لأول مرّة، فلا يهم عدد مُشاهدي الفيلم في الأيام الأولى والضجة التي يحصل عليها، إنما الأهم هو استمرار التشويق والإثارة حول الفلم والرغبة في مُتابعته مرارًا وتكرارًا من قبل شريحة جديدة من المُشاهدين.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews