تقارب بين الرياض والإخوان لتشكيل جبهة سنية ضد إيران
نشر مقال حول مظاهر التقارب الذي تشهده العلاقات بين السعودية وتيار الإخوان المسلمين، أكدت فيه أن هذا التقارب ليس وليد الصدفة، خاصة أنه يأتي بعد إمضاء إيران والدول الغربية على الاتفاق النووي، وتزايد خطر تنظيم الدولة في المنطقة.
ولفت التقرير، إلى استقبال الملك السعودي وابنه محمد بن سلمان، وزير الدفاع، وابن أخيه محمد بن نايف، وزير الداخلية، لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، بعد ثلاثة أيام فقط من إبرام الاتفاق النووي الإيراني، على هامش زيارته للبقاع المقدسة.
وقال إن الترحيب الذي حظي به خالد مشعل، بعد أن ظلت المملكة تعدّه شخصا غير مرغوب فيه لمدة ثلاث سنوات، يكشف عن عمق التحول الدبلوماسي الذي رافق تولي الملك سلمان للعرش في كانون الثاني/ يناير الماضي؛ حيث شهدت العلاقات بين حركة الإخوان المسلمين والمملكة العربية السعودية تقاربا غير مسبوق.
واعتبر أن هذه الخطوة تهدف لتشكيل جبهة سنية واسعة ضد منافستها الإقليمية الشيعية؛ إيران، التي حصلت على دفعة كبيرة بفضل اتفاقية جنيف، وتهدف أيضا لتضييق الخناق على تنظيم الدولة، الهاجس الثاني الذي يقض مضجع الرياض، التي أصبحت بحاجة ماسة لدعم حركة الإخوان المسلمين.
وبحسب جمال خاشقجي، وهو أحد أبرز المحللين السياسيين في المملكة، فإن" للدبلوماسية السعودية هدفين أساسيين؛ "تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، ومواجهة المد الإيراني، عبر استراتيجية تشمل تطبيع العلاقات مع الإخوان المسلمين، لأن تأثيرهم الكبير في كل من سوريا واليمن وفلسطين، يفرض التعاطي معهم، إذا كانت المملكة تنوي تعزيز وضعها الإقليمي".
كما ذكّر بتدهور العلاقات بين المملكة العربية السعودية وحركة الإخوان المسلمين، لما يزيد عن نصف قرن، التي ازدادت سوءا مع نجاح الأحزاب المنبثقة عن هذه الحركة في الانتخابات، بكل من تونس ومصر، على إثر الربيع العربي الذي اندلع سنة 2011، بفضل ما تتمتع به هذه الأحزاب من دعم شعبي كبير.
واعتبر أن مرحلة السياسات العدائية تجاه الإخوان المسلمين انتهت الآن، مع تراجع دورهم في كل من مصر وسوريا، وعدم فوز حركة النهضة في انتخابات 2014.
ومع صعود الملك سلمان للحكم، اتضح أنه لا يشارك خلفه تلك الحساسية المفرطة تجاه الجماعة؛ حيث أبدى أكثر مرونة في التعاطي معها، ما جعل العلاقة تتوطد بين وزير داخليته محمد بن نايف والأمير تميم بقطر.
وقال إن هذا التحول الدبلوماسي كان قد أعلن من خلال تصريح وزير الخارجية السابق، سعود الفيصل، الذي أعلن فيه أن "المملكة العربية السعودية لا تحمل أي ضغينة ضد الإخوان المسلمين، فمشكلتها الوحيدة هي أتباع المرشد الأعلى"، في إشارة إلى علي الخامنئي.
وأضاف بأن هذه التصريحات المفاجئة ميزت بين القيادة الإخوانية "الأم" بقيادة المرشد الأعلى محمد بديع القابع في سجون العسكر، وبقية الفروع؛ إذ ترفض المملكة التطبيع معها أو التخلي على حليفها السيسي، في حين تبحث في سبل التهدئة مع أحزاب الإخوان خارج مصر.
ونقل عن جمال خاشقجي تأكيده على أن هذه العملية الدبلوماسية مع حماس لا تزال في بدايتها؛ حيث ينوي قادتها العودة إلى المملكة العربية السعودية بعد عيد الأضحى، أي مع نهاية أيلول/ سبتمبر المقبل.
وذكر أن موسى أبو مرزوق، الرجل الثاني في حماس، كان قد اعترف للمرة الأولى خلال تموز/ يوليو الماضي بتوقف إيران عن مد الحركات الإسلامية الفلسطينية بالمساعدات، العسكرية منها خاصة.
واعتبر أن رد الفعل الإيراني هذا جاء على خلفية قطع حركة حماس لعلاقاتها مع النظام السوري من ناحية، عندما بادر خالد مشعل بمغادرة سوريا إلى الدوحة سنة 2012، ودعم الحركة لمحاربة المملكة للحوثيين في اليمن من ناحية أخرى.
ويتوقع أن تطلب الرياض من حماس المصالحة مع حركة فتح، التي ينتمي لها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والتعهد بألا يستفيد جناحها العسكري، ممثلا في كتائب عز الدين القسام، من الدعم المتوقع إسناده لها.
وبالإضافة إلى خالد مشعل، استقبلت المملكة العربية السعودية في الأسابيع الأخيرة، رئيس حزب حركة النهضة التونسية؛ الشيخ راشد الغنوشي، وأحد القيادات الإخوانية بالأردن؛ همام سعيد، والقيادي في حزب الإصلاح اليمني؛ عبد المجيد الزنداني.
وفي الختام، اعتبر أنه بالنسبة لهذا التيار الإسلامي المعتدل الذي لطالما كان ضحية سنوات من القمع والظلم، فإن هذه التحولات الدبلوماسية تمثل فرصة ذهبية للعودة بقوة.
(المصدر: لوموند 2015-08-25)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews