نزوح الجمهور الكروي العربي
خلال متابعتي لإحدى مباريات الدوري الممتاز يوم الجمعة الماضي بين فريقي الوحدات ومنشية بني حسن، فوجئت بعدد الجمهور الذي يشاهد المباراة في ستاد الملك عبدالله الثاني رغم أهميتها بالنسبة لفريق الوحدات متصدر الدوري، الذي يريد نقاطا لتعزيز تصدره بعيدا عن منافسه فريق الرمثا وفريق منشية بني حسن الذي يبحث عن الأمان في نقطة أو ثلاث تبعده عن شبح الهبوط، وقد حقق طموحه وحصل على النقاط الثلاث بعد أن فاز على الوحدات بهدف، رغم أن مستوى المباراة الفني كان ضعيفا ولم يرتق إلى مستوى الدرجة الممتازة.
لم يكن هناك جمهور يذكر في مقاعد الدرجة الثالثة ولم يتجاوز عدده في المدرجات كلها عن ألفي متفرج تقريبا.
عادت بي الذاكرة إلى سنوات سابقة ليست بعيدة جدا، عندما كانت مباريات الفيصلي والوحدات والرمثا والجزيرة والأهلي والحسين إربد والعربي تستقطب جمهورا لا يقل بأي حال عن 15 ألف متفرج باستاد عمان الدولي، ويتزايد هذا العدد ليصل إلى ما لا يقل عن 20 ألف متفرج في مباريات الفيصلي والوحدات أو أحد الفرق المنافسة القوية لكل منهما.
لقد ذكرتني هذه المباراة ببعض المباريات في بعض دول الخليج العربي الزاخر باللاعبين الدوليين الأجانب والمحليين الذين يكلفون عشرات الملايين ومع ذلك لا يتجاوز عدد المتفرجين المثات.
ولو استثنينا الدوري السعودي الذي يعج بالجمهور في غالبية مبارياته، لقلنا بأن هناك أزمة نزوح للجماهير الكروية العربية في معظم الدول العربية، وهذا شاهدته في تونس والمغرب والجزائر وبعض دول الخليج والدول الأخرى في المشرق العربي، بالاضافة للدول التي تلعب بدون جمهور لأسباب أمنية أو غيرها وفي طليعتها الجمهور الكروي المصري في هذه الأيام.
إذن هي ظاهرة سلبية ليست لدى كرتنا وجمهورنا فقط وإنما أزمة عربية تفقد الكرة جانبا كبيرا من أهم صفاتها وهي الشعبية التي تتسم بها هذه اللعبة التي يزداد جمهورها في الدول المتقدمة كرويا، بينما يقل كما قلنا في الوطن العربي الذي يتوجه جمهوره الآن وبرغبة شديدة إلى مباريات الأندية والمنتخبات الأوروبية والأميركية اللاتينية وقد أصبحت مشاهدتها متاحة فهو يريد المتعة والإبداع والمستوى الرفيع والنجوم وهذه أمور بدأت تفقدها الكرة العربية.
الأمر يحتاج إلى دراسة معمقة وحلول جذرية منطقية قابلة للتنفيذ والمسؤولية جماعية تقع على عاتق الاتحادات والأندية والاعلام وقطاعات أخرى من المجتمع المدني لها علاقة بالرياضة واللعبة ودعمها ماليا لتستطيع أداء رسالتها كاملة.
الغد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews


