هنية: بعض وسائل الإعلام المصرية تحرض على ضرب غزة
جي بي سي نيوز :- قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في كلمة له خلال مؤتمر "فلسطين أسباب الاحتلال وعوامل الانتصار" في غزة مساء الثلاثاء، أن غزة وملفاتها مسؤولية عربية وفلسطينية وإسلامية فهي تعاني من ملفات مؤلمة أبرزها الحصار وتوقف الإعمار والرواتب.
وأضاف هنية أن غزة لا تخشى التهديدات الإسرائيلية التي تأتي في مضمار الانتخابات الإسرائيلية، فغزة لا تسعى إلى الحروب والتصعيد وأهلها يريدون العيش بحرية على أساس حق العودة والاستقلال وتقرير المصير.
وطالب الحكومة الفلسطينية بالدخول إلى غزة وعدم التمييز بين المواطنين على أسس تنظيمية والإشراف على المعابر وتكريس أجواء المصالحة.
ولفت إلى أن مصر لها تاريخ مع القضية الفلسطينية، ويسمع في إعلام مصر من يدعو لضرب قطاع غزة.
وشدد على أن غزة هي من تحمي الأمن القومي لمصر، وأن الشعب الفلسطيني لن يتدخل بالشأن المصري وحريص على أمن واستقرار مصر، بينما غزة تريد من مصر الاحتضان والمشاركة في إعادة الإعمار وفتح المعابر.
وتالياً النص الكامل لكلمة نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية:
وابدأها من غزة الانتصار:
هذه غزة المنتصرة والعزيزة تعانى من العديد من الملفات المؤلمة وفي مقدمتها الاعمار والحصار ورواتب الموظفين وغيرها، وغزة بعد ثلاثة حروب تترك ليعاني أهلها الصابرون المجاهدون، هذه مسئولية فلسطينية وعربية وإقليمية ودولية، وعلى الجميع تحمل مسئولياته من أجل إنهاء هذه المأساة الانسانية عن القطاع.
لقد فرضت الحروب الماضية على غزة من منطلق رغبة العدو بكسر المقاومة وصمود غزة، ومن خلال تلاقي إرادت ورغبات العديد من الأطراف التخلص من هذا القطاع الصلب لكن العدو فشل في حروبه العدوانية وانتصرت غزة وحطمت مقاومتها اسطورة الجيش براً بحراً جواً ونحن هنا في الوقت الذي لا نخشى فيه التهديدات والمزايدات الانتخابية للكيان الاسرائيلي نؤكد بأن غزة لا تريد الحروب أو التصعيد بل تريد أن تعيش بكرامة وأن يعيش أهلها بحرية ضمن الوطن الفلسطيني على أساس من العودة والاستقلال، وحق تقرير المصير، وبالتالي فإن الذي يتحمل أي تصعيد هي اسرائيل وعلى العالم أن يدرك ذلك ونحن دوماً ضحية للعدوان والحروب والحصار ودليل ذلك أن معظم شهدائنا في الحرب مدنيون ومعظم قتلى العدو عسكريون.
المصالحة:
نحن في غزة قدمنا كل ما يلزم من خطوات لتحقيق المصالحة، وتخلينا عن الحكومة واستقبلنا حكومة الوفاق برئاسة الأخ د. رامي الحمد الله بكامل وزارائها، وسهلنا عملية الانتقال من حالة الانقسام الى حالة الوحدة، لكن المصالحة متعثرة حتى الآن فهناك تقصير من الرئاسة الفلسطينية والحكومة الفلسطينية وكان الأصل أن تأتي الحكومة بعد الحرب وتضمد جراح شعبنا في غزة وأن تقف الى جانب أهالي الشهداء والجرحى والأسرى وأصحاب البيوت المدمرة، وأن تحتضن كل أبنائها من الموظفين الذين ضربواأعظم نموذج عرفته الحكومات والدول في التضحية والفداء والمهنية والأمانة والنقاء، لا أن تضع المبررات من قضية المعابر وفلادلفيا والادعاء بعدم تمكين الحكومة من العمل.
وإنني أقول بأن غزة بكل أهلها وأبنائها من حماس وفتح والجهاد والجبهات لا يجدون عذراً لأحد في التقصير وادارة الظهر وتفاقم المعاناة.
وإنني ومن خلال هذا المؤتمر العتيد أدعو الحكومة الى القدوم الى غزة وتحمل المسئولية وادارة الشأن الوطني واحتضان الجميع وعدم محاربة احد في راتبه بسبب انتمائه أو رأيه او موقفه السياسي والاشراف على الشأن العام بما في ذلك المعابر وغيرها بدون اقصاء أحد وتكريس مبدأ الشراكة لكل أبناء الوطن، بل أدعو الرئيس أبو مازن نفسه الى أن يحضر الى غزة الجزء العزيز من الوطن الفلسطيني.
ثم أريد التأكيد بأن المصالحة ليست تشكيل الحكومة وفقط وتعطيل بقية الملفات وأتساءل هنا لمصلحة من تعطيل العمل بملفات المصالحة الأخرى؟
لماذا لم يلتق الإطار القيادي لمنظمة التحرير قبل الحرب وأثناء الحرب وبعد الحرب؟ ولماذا لم يجتمع بعد اسبوع من تاريخ تشكيل الحكومة كما نص عليه اتفاق الشاطئ؟
لماذا لم يتم التحضير لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني؟
لماذا لم يتم دعوة المجلس التشريعي للانعقاد بعد شهر من تشكيل الحكومة كما هو متفق عليه، حتى يأخذ دوره في سن القوانين والرقابة واقرار الموازنات؟
لماذا لم يتم وضع آلية لتنفيذ المصالحة المجتمعية، كي نمسح جراح العائلات التي فقدت أبنائها في الصراع الداخلي؟
لماذا تستمر حملة الاعتقالات السياسية في الضفة والمداهمات وتكميم الأفواه وحرمان الناس من ممارسة نشاطهم السياسي والنقابي والجامعي، ولماذا لا يتم تنفيذ مقررات لجنة الحريات بهذا الخصوص؟.
أننى أؤكد هنا لكل أبناء شعبنا نحن هنا جاهزون لذلك وحريصون على تنفيذ كافة ملفات المصالحة والشروع في الخطوات العملية الحقيقية في هذا الاتجاه.
لقد جرى في الحوارات المباشرة الحديث عن قرار السلم والحرب وضرورة ألاَّ يتفرد طرف لوحده في هذا القرار، ونحن مع ألاَّ ينفرد أحد في هذا القرار لأنه قرار وطني، ولكن في نفس الوقت يجب أن يكون معلوماً بأن كل القرارات يجب ألا ينفرد بها أحد قرار المفاوضات والقرار السياسي والعسكري والأمني قرار التوجه لمجلس الأمن والمشاريع التي يتم تقديمها كل ذلك يجب أن يصدر عن توافق وطني واستراتيجية وطنية.
العلاقة مع أمتنا:
إن حركة حماس في الداخل والخارج بقياداتها وكوادرها وقواعدها وأنصارها كما تنفتح على ساحتها الفلسطينية بكل مكوناتها فصائل وقوى ومستقلين ومجتمع مدني في الوقت ذاته تنفتح على أمتها العربية والاسلامية متمسكة باستراتيجية الانفتاح على الجميع ونتواصل مع الجميع وتحرص على بناء علاقات قوية ومتينة مع حاضنتنا العربية والاسلاميةلأننا نحتاج الجميع ونطرق باب الجميع.
يؤلمنا في حماس ما تتعرض له دولنا العربية اليوم من صراعات ونزيف للدماء وتبديد للجهود واضطراب للأولويات، ونريد للأمة أن تتوحد وان تتجنب الصراعات الداخلية والبينيةوأن تحظى الشعوب بحقوقها السياسية والمدنية وان تعيش بكرامة وحرية، لأن أمر الأمة يهمنا ووحدتها وقوتها وأمنها واستقرارها يهمنا، فنحن أصحاب قضية، هي قضة الامة المركزية، وكلما كانت الأمة بعافية فقضية فلسطين بعافية والعكس كذلك.
وهنا أتحدث بخصوصية العلاقة مع الأشقاء في مصر الجارة والشقية الكبرى والحاضنة التاريخية والجغرافية، لمصر تاريخ طويل مع غزة وفلسطين ولنا تاريخ طويل معها ومع جيشها الذي خاض حروباً على أرض فلسطين واختلطت دماء الجيش المصري بدماء شعبنا الفلسطيني على أرض فلسطين المباركة.
اليوم للأسف هناك من يفترى على غزة وعلى حماس وعلى كتائب القسام وهناك من يحرض اليوم في مصر على غزة وعلى المقاومة الباسلة شرف الأمة وعزها، ونسمع في بعض وسائل الاعلام من يطالب بضرب غزة.
وهناك للأسف أطراف أخرى بما فيها داخل ساحتنا الفلسطينيةتحرض على غزة وأهلها تختلق الأكاذيب وتعد التقارير المفبركة وتنسج القصص وتزج بالقسام والمقاومة في الشأن المصري وفي احداث سيناء وغيرها، متجاوزين كل الأدبيات والقيم الوطنية حمايةلمصالح ونظرات ضيقة ونحن نقول على المستوى الرسمي والشعبي والأمني هذه خطيئة بحق غزة التي علمت الدنيا معنى الرجولة والثبات والوفاء لأبناء شعبها وأمتها ولشعب مصر الشقيق، فغزة تحتاج من مصر الاحتضان وفتح المعابر، ورفع الحصار وادخال مواد الاعمار، تحتاج من مصر أن تمد لها اليد الرحيمة الحانية التي عرفناها عن مصر ودورها وتاريخها.
ونحن حريصون على أمن مصر واستقرارها وعدم التدخل في شأنها الداخلي، وان عدم التدخل أو المس بأمن مصر لم يحدث في الماضي ولن يحدث في المستقبل وأخوتنا في أجهزة المخابرات والأمن والجيش المصري يعرف ذلك جيداً، وان شعبنا لم يتدخل في الوضع الخاص لمصر، بل نحن حريصون ومعنيون بالعلاقة والتعامل مع مصر بغض النظر عن وضعها الداخلي، نحترم خصوصيتها ونحن لا نتدخل في هذه الخصوصية، وكنا قد تعاملنا مع مصر الدولة في كل العهود،وهذا موقف استراتيجي لن يتبدل، وندعو الله أن يوحد صفها ويجمع كلمتها ويحقن دماء أبنائها.
القدس والثوابت الوطنية:
نحن أمام معركة قاسية ومفصلية في القدس والأقصى، فنحن نرى عملية التصعيد الاسرائيلي في القدس وبناء المستوطنات في الضفة وتصعيد القمع الاسرائيلي، ومعركة المسجد الأقصى والأسرى.
رسالة الى المجتمع الدولي والمجتمع الاقليمي:
يجب أن تعرفوا أننا لا نقبل من احد أن يخلط الاوراق المقاومة مقاومة والارهاب ارهاب، مقاومتنا مشروعة مسئولة حكيمة حددت معركتها وسياستها وبوصلتها، وأحيى في هذا الصدد تصريحات السيد أمين عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي بشأن القسام والمقاومة الفلسطينية، ونحن أهل فلسطين أكثر من اكتوى بنار الارهاب، ارهاب الاحتلال الذي بدأ منذ العصابات الصهيونية ومروراً بنكبة 48 وحتى وقتنا الحاضر، نحن ضد الارهاب لأننا نرفضه فكراً وسياسة، وضد الارهاب بسبب الدين او الطائفية او العرقية، ونؤكد بأن ما يفعله شعبنا الفلسطيني وشعوب أمتنا حينما تتعرض للعدوان الخارجي هو دفاع مشروع عن النفس ومقاومة هي طبيعة العلاقة مع المحتل هنا وفي أي مكان.
ختاماً:
لا شك بأن شعبنا ومقاومتنا وحركتنا تمر في ظروف صعبة واستثنائية ولكنا نطمئن أحبابنا بأن حركة حماس التي تثق بربها وشعبها وأمتها وتتولى قضية عادلة مقدسة قادرة على تجاوز الصعاب وامتصاص الازمات وحماية الثوابت الايمانية والوطنية وان هذه الحركة المباركة المجاهدة تواجه كل ذلك بصف موحد وقيادة متماسكة وكتلة صلبة في الداخل والخارج، في إطار تعزيز قيم المؤسسية والشورى والمرجعية الناظمة للحركة في كافة أماكن تواجدها.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews