قبرص واليونان وموسكو وعقدة الورقة المصرية

تم نشره الأربعاء 15 كانون الثّاني / يناير 2020 12:31 صباحاً
قبرص واليونان وموسكو وعقدة الورقة المصرية
حازم عياد

لم تمض ساعات قليلة على مغادرة الجنرال حفتر موسكو دون التوقيع على وثيقة وقف اطلاق النار حتى اعلن عن زيارة مفاجأة لرئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي للقاهرة، في محاولة لإقناع القاهرة بمسار موسكو انقرة لفض النزاع في ليبيا، والذي اطلق العنان للجهود الالمانية لعقد مؤتمر برلين؛ فمصر مستاءة من تراجع مكانتها ودورها، وتحولها الى مراقب غير فاعل  للمسارات السياسية الاساسية في المنطقة.

للمرة الثانية، وخلال اقل من شهر تحولت القاهرة من لاعب اساسي وشريك الى لاعب ثانوي ومراقب من قبل قوى راهنت عليها القاهرة كحليف او شريك سياسي؛ فما واجهته القاهرة في ليبيا لا يختلف عما تواجهه شرق المتوسط مع شركائها القبارصة الروم واليونانيين.

فبعد مرور ما يزيد على عام على اطلاق منتدى غاز المتوسط، برعاية القاهرة الذي ضم كلًّا من اليونان وقبرص والكيان الاسرائيلي، اعلنت الكيانات الثلاثة  قبل اسابيع قليلة تدشين خط انبوب الغار الاسرائيلي المار بقبرص واليونان دون مشاركة القاهرة؛ فالكيانات الثلاثة ترسم مسارا منفصلا عن القاهرة؛ مسار يسير بالتوازي مع مسار ترسمه أثينا اليونان مع تركيا وروسيا من جهة اخرى لاستكمال مشروع سيل الغاز التركي.

ما حدث في موسكو عاد ليؤكد ان شبكة العلاقات التي تملكها القاهرة في المتوسط هشة وضعيفة سرعان ما تتلاشى في لجة مياه البحر المتوسط؛ فالقاهرة عولت كثيرا على الدور الروسي في احتواء انقرة بل في الضغط عليها احيانًا اخرى، وكوسيط في حالة ثالثة، الا ان القاهرة لم تتوقع ان تتحول أنقرة وموسكو الى شركاء سياسيين في ليبيا، وان تمتد الشراكة الى اليونان؛ فالقاهرة تحولت الى مجرد ورقة تلوح بها الاطراف في مساوماتها السياسية مع تركيا بشكل اساسي، لا أكثر ولا أقل للأسف!

المشهد ذاته يتكرر في البحر الاحمر ووادي النيل، فالخرطوم تخط مسارًا منفصلًا عن القاهرة في ملف سد النهضة، مدفوعة بضغوط الازمة الاقتصادية والعقوبات الامريكية، في حين ان الوساطة الامريكية في ملف النهضة غير مضمون كغيره من الملفات؛ فالولايات المتحدة لديها حساباتها التي تتجاوز أمنيات وزير الخارجية المصري الراغب في وساطة امريكية، تدار حاليا من قبل وزير الخزانة الامريكي منوشين الذي يتعامل مع القاهرة كورقة يلوح بها في وجهة الخرطوم وأديس أبابا.

زيارة جوزيبي كونتي ترافقت مع اعلان مصري عن مناورة ساحلية ثانية في المتوسط، وعن استنفار في الجيش الثالث والثاني المصري وصل بين شمال سيناء وجنوبها، وامتد الى المنطقة المركزية والحدود الليبية السودانية؛ فمصر تحاول لفت الانظار الى قوتها العسكرية كورقة سياسية؛ وذلك لأن القاهرة اكتشفت وعلى حين غرة أنها بدون حلفاء! وجل ما تحاوله هو تكرار العقيدة السياسية الروسية القائلة بأن حليف روسيا هو جيشها.

فهل تنجح المناورات المصرية، والتحركات العسكرية في تخليص القاهرة من عقدة تحالفاتها الهشة والضعيفة؟

السبيل - 14-1-2020



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات