خِطَاب يُزَكِّي الاكْتِئَاب

تم نشره الأحد 13 تشرين الأوّل / أكتوبر 2019 09:49 مساءً
خِطَاب يُزَكِّي الاكْتِئَاب
مصطفى منيغ

عن يقين لا زلنا مدفونين، تطبيقاً لسياسة الخارجين، ليس من عالم واحد بل اثنين، عالم عدم الإحساس بنفاذ صبر المغاربة أجمعين، باستثناء "قلة" مِن المُطبِّلين، في استمرار مصالحهم الضيقة راغبين، وعالم مرحلة مكشوفة نهايتها لدى المحللين المستقلين ، البعيدة بلدانهم عن محيط مُّشَوِّه للديمقراطية القافز على الحبلين ، الإظهار بالليونة تصرفاً والإضمار تنفيذاً بأحد الوجهين ، فرز هذا منَّا وعلينا ينبطحُ متى شئنا  يُجَازَى بالدعم والوظيف والحماية من السَّاخطين ، وهؤلاء منهم ومعهم حيثما اتجهوا التُّهَم المُلفَّقَة راكضة خلفهم لإدخالهم الزنزانتين ، احداها للنادمين وأخراها للمعذَّبين ، لما كل هذا إن كان في المغرب رجال بالكرامة متشبثين، ونساء ثائرات عمَّا أصابهن وعائلاتهن من قهر عقدين من السنين ؟؟؟. ربما لم يحن الوقت لسببين، التغيير بالتي هي أحس ، أو الدخول لإمساك ما للشعب من حق الابتداء بكلمتين ، "المغرب للجميع" فمن رضي فهو آمِن ومَن أبَى أن يختار بين الحاكمين ، العقل وخير الدارين ، أو الانفراد بتأييد نفس "القلة" المتبخرة آجلاً أو عاجلاً على طريقة تناسب المستبدِّين .

قلناها مرَّةً وعاشراً وألفاً أحسن ما في المغرب إتقان حُكامه البَدْء مِنَ الصِّفْر  والأسوأ ما فيه إنفرادهم بالقرار فلا المؤسسات الدستورية المتخصصة تمكَّنت من القضاء على وضعية "آخر من تعلم" بعدها فرض واقع يُنهي الكلام ولا الشعب  بأغلبيته المطلقة يتتبع عن كثب ما يحصل وراء كواليس طليعته الحاكمة المتفنِّنة في ابتداع القوانين ، وطرحها للتصويت المُسبَق بآمين  ،  

... بعد الحكومة المُشَكََّلَة خارج مُوافقة أحزاب بعينها بل بتدخُّل صارم في شؤونها الداخلية باختيار زعامات  جديدة تتهيَّأ لانتخابات  2021 مطبِّقة آنذاك ما اتُّفِقَ عليه في السر ضماناً لأي عائق يعكِّر صَفْوَ السياسة المُتَّبَعة من عقدين ، بالرغم من ظهور مؤشِّرين ، أحدهما تأثير التجربة التونسية على مسار القاعدتين ، الجماهيرية من جهة والعناصر التنفيذية ذي الجناحين المتناقضين ، الفارضة به فرِّق تسود من استقلال المغرب لغاية المَوْعِدَيْن المُِقبلين ، مع تغلب الحق والعودة لمن طال وجودها حصْناً مَنِيعاً للفساد والمفسدين ، من استحقاقات 2021 بخفي حنين. 

...ويأتي الخطاب يزكي الاكتئاب وآخِر مِسمار يُدَقّ على نعش الثقة مُحمِّلاً الطرفين ، الحاكمين والمحكومين ، الاعتماد على القوة بالنسبة للأولين ، والذكاء في معالجة أخطر الأزمات بالنسبة للآخرين ، أثناء اصطدام واقع خلال أقل من سنتين ، يكون الشعب الجزائري البطل قد أرسى معالم حكمه بنفسه بأسلوب لقَّن الشعوب المغلوبة على أمرها ما يجب عمله وهي تحاول مرة ومرتين ، تخليص نفسها من قبضة المفسدين ، بالإضافة للشعب التونسي الحاضن الديمقراطية الحقة وممَّا حققه من خطوات اتجاه النصر المُبين ، والشعب الموريتاني وقد انطلق لبناء معالم مستقبله مسخِّرا طاقاته مهما كان المجال مبرزاً قدرة طليعته المُفكِّرة في انجاز مفاجئات تبهر القريبين من العزيزة موريتانيا كالبعيدين ، ويكون الشعب المصري العظيم الوارث 7000 سنة حضارة وأمجادا ومواقف عزة قل نظيرها في الزمنين ، قد جعل من نظام "السيسي" مجرَّد ذكري يتسلَّى بها الأطفال على امتداد النقطتين، من منبع النيل الخالد إلى مصبه تَعَمُّقاً في حكمة الحلال بَيِّن والحرام بيِّن ، والشعب الفلسطيني وقد خرج من وهم الاتكال على رؤساء الجامعة العربية المندثرة ساعتها وجل قادة الشرق "بلا وسط" فضحتم المخابرات الإسرائيلية بما يؤكد لمن لم يتأكد بعد أنهم كانوا مجرد خدام لها للبقاء محتلين كراسي الحكم والتمتع بلا حدود من استغلال خيرات المسلمين .(للمقال صلة).

مصطفى منيغ



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات