Date : 29,03,2024, Time : 04:24:39 PM
4642 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأربعاء 16 ربيع الثاني 1442هـ - 02 ديسمبر 2020م 01:35 ص

اغتيال فخري زادة لن يؤثر على برنامج إيران النووي

اغتيال فخري زادة لن يؤثر على برنامج إيران النووي
نيويوركر

قالت المعلقة في مجلة “نيويوركر” روبن رايت إن اغتيال عالم لن يترك أثرا على برنامج إيران النووي. وقالت إن عملية الاغتيال في الطريق التي تمت في الأسبوع الماضي لعالم الذرة الإيراني محسن فخري زادة بدت كفيلم إثارة معد بدقة، وذلك بحسب الإعلام الإيراني الصريح على غير العادة.

وطالما قورن فخري زادة الذي كان في حوالي الستين من عمره وتميزه لحيته البيضاء التي انتشر فيها الشيب بجي روبرت أوبنهايمر، الأب للقنبلة النووية الأمريكية، أو عبد القيوم خان، الأب للبرنامج النووي الباكستاني. وكان لدى فخري زادة من الأسرار في رأسه لدرجة متابعته دائما بفريق من الحرس، ومنح رتبة عميد في الجيش الإيراني. وكان في يوم الجمعة مسافرا مع زوجته في سيارته سيدان السوداء لزيارة عائلتها في أبسارد، قرب العاصمة طهران.

وتعرف الطرق السريعة حول طهران بالازدحام الشديد إلا أن القيود التي وضعتها السلطات على الحركة بسبب كوفيد-19 عنت أنها خالية نسبيا من الحركة. وعندما اقتربت سيارته من دوار اعترضتها شاحنة صغيرة زرقاء بدأت بإطلاق النار قبل انفجارها ثم بدأ مسلحون من سيارة “سوف” وآخرون على دراجات نارية بإطلاق النار. لكن وكالة أنباء “فارس” تحدثت عن تفجير للشاحنة عن بعد وأنه لم يكن هناك مهاجمون في مكان العملية التي لم تستغرق سوى 3 دقائق. وفي كلتا الروايتين أصيب فخري زادة بعدة طلقات وسقط من سيارته وهو ينزف، ومع حضور سيارات الإسعاف من طهران كان قد مات. وأثار الهجوم غضبا في إيران واهتماما إعلاميا حول العالم وتكهنات بانتقام قد يقود إلى حرب صغيرة.

ولم يعلن أحد مسؤوليته عن العملية. لكن عملية الاغتيال التي احتاجت لمعلومات أمنية حول خطة المسؤول السرية في نهاية الأسبوع والتوقيت ومساره الذي اتخذه تعكس 4 عمليات اغتيال لعلماء ذرة إيرانيين تمت ما بين 2010- 2012 والتي نسبت إلى الموساد. وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة: “اغتال الإرهابيون اليوم عالما إيرانيا بارزا” و”هذا العمل الجبان والإشارات الخطيرة عن الدور الإسرائيلي تظهر المحاولات اليائسة للقتلة وسعيهم للحرب”. وتعهدت القيادة الإيرانية بالرد حيث أكد الرئيس حسن روحاني أن الشعب الإيراني الشجاع لن يترك هذا العمل بدون رد مع أن الحكومة لن تتعجل بالرد.

وترى الكاتبة أن العملية وما أحاط بها من إثارة تشير إلى مفارقة صارخة حول أثرها على البرنامج النووي الإيراني. وقال المحلل السابق في سي آي إيه والزميل بمعهد بروكينغز بروس ريدل: “لم تعد هناك أهمية لفرد في برنامج نووي كهذا”، وأضاف: “تعلم الإيرانيون التكنولوجيا منذ 20 عاما. وهذا الرجل كان مهما، ولا شك في هذا لكنه ليس حيويا له ولم يعد أحد مهما له. ولهذا فوصف هذا بأنه مدمر كلام تافه”. ويقول أريان طبطبائي، الزميل في صندوق مارشال الألماني ومؤلف كتاب جديد “لا غزو ولا هزيمة: استراتيجية الأمن القومي الإيراني”، إن فخري زاده كان مهما في تطوير البنية التحتية لبرنامج الأسلحة وتجميع الفريق الذي أداره حتى عام 2003. وفي تلك السنة وافقت إيران مع 3 دول أوروبية على تعليق برنامجها. وكانت إيران عند هذه النقطة تملك المعرفة التكنولوجية. وحرفت إيران اهتمامها إلى تخصيب اليورانيوم الضروري للقنبلة ولمشروعها السلمي.

وتوصلت المخابرات الأمريكية، سي آي إيه، إلى أن إيران لم تعد للتسلح النووي. ونقل فخري زادة لاحقا إلى منظمة الإبداع الدفاعي والبحث في وزارة الدفاع. والعامل المهم اليوم هو أن إيران لديها المعرفة المطلوبة لبناء قنبلة نووية لكن ينقصها المواد الضرورية لبناء القنبلة مثل اليورانيوم المخصب بمستويات عالية أو البلوتونيوم. ويرى داريل كيمبال، المدير التنفيذي لجمعية الحد من الأسلحة في واشنطن، أنه “مهما كان دور فخري زادة في البرنامج النووي فاغتياله لن يترك أثرا ماديا على قدرات إيران على تجميع كميات أخرى من اليورانيوم المخصب”. وعملية التخصيب هي من مسؤولية منظمة الطاقة الذرية الإيرانية التي يترأسها علي أكبر صالحي المتخرج من معهد أم أي تي المعروف في أمريكا.

 

وكان صالحي لاعبا مهما في العامين من الدبلوماسية الدولية المكثفة التي قادت إلى الاتفاقية النووية عام 2015. وفرضت إدارة ترامب عليه ومنظمته في كانون الثاني/يناير عقوبات. ويقول طبطبائي: “نظرا لمعرفة إيران النووية فلن يكون أي عالم إيراني بمفرده ضروريا لتجميع التكنولوجيا وتحويلها إلى قنبلة”. وسيكون القرار سياسيا ويصدر عن المجلس الأعلى للأمن القومي الذي سيقدمه إلى المرشد الأعلى للجمهورية، آية الله علي خامنئي. وهي نفس العملية التي قادت للمحادثات مع الولايات المتحدة عام 2013، والاتفاقية النووية عام 2015. وسيكون أثر مقتل العالم الكبير محليا نظرا للشعور بالإهانة، حيث ستواجه القيادة الإيرانية ضغوطا للرد وبقوة. وقال رئيس بلد أجنبي: “هذه ضربة خطيرة وحقيقية لإيران وتحديدا أمام الرأي العام المحلي” و”سيكون لها تداعيات عميقة على الديناميات المحلية، ولهذا السبب قد يختارون الانتقام والتغلب على حس الإحراج والضعف”.

وطالبت صحيفة “كيهان” المقربة من المرشد الأعلى بضرب حيفا كـ “ردع لأن الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي وعملاءه ليسوا مستعدين وبأي طريقة للمشاركة في حرب ومواجهة عسكرية”. ويأتي اغتيال فخري زادة بعد قتل القائد العسكري الجنرال قاسم سليماني في كانون الثاني/يناير بطائرة بدون طيار عندما كان خارجا من مطار بغداد. وتتهم إيران إسرائيل وأمريكا بالتعاون في استراتيجية ضدها. ولم تعلق إدارة دونالد ترامب على القتل لكن الرئيس ترامب نشر في تغريدة مقالا لصحيفة “نيويورك تايمز” وتغريدتين بالإنكليزية والعبرية لصحافي إسرائيلي على إثر اغتيال فخري زادة وأنه “ضربة نفسية وحرفية قوية لإيران”.

وبعد مقتل سليماني استهدفت إيران قواعد عسكرية أمريكية في العراق، ولم يقتل أي جندي مع أن أكثر من مئة تعرضوا لصدمات بسبب الضربات. ومنذ تخليها عن الاتفاقية النووية في 2018 فرضت إدارة ترامب استراتيجية “أقصى ضغط” على طهران لإقناعها بالتخلي عن برامج الصواريخ الباليستية والحد من نشاطها في الشرق الأوسط ووقف انتهاكات حقوق الإنسان. وفرضت أمريكا عقوبات على مراكز ومؤسسات وبنوك وأفراد ومؤسسات عسكرية وهددت بمعاقبة أي طرف ثالث يتعامل مع إيران ولكنها فشلت حيث طالبت إيران بتأكيدات لرفع العقوبات في أي مناسبة تعود فيها إلى المسار الدبلوماسي. ومنذ مقتل فخري زادة فالسؤال الذي طرح في واشنطن والشرق الأوسط الهش حول دوافع القتل: هل كانت العملية كما يفترض الآن من تنفيذ إسرائيل أو أنها تهدف للتعطيل على خطط الرئيس المنتخب جوزيف بايدن الذي وعد بمنح إيران مسارا دبلوماسيا؟

وقال ريدل: “أعتقد أن الثلاثي أميغو (المرح) وزير الخارجية مايك بومبيو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان يشتركون في التصميم على منع بايدن العودة للمسار الدبلوماسي والاتفاقية النووية”. وسافر بومبيو الشهر الماضي إلى الشرق الأوسط ورتب لقاء سريا بين نتنياهو وبن سلمان فيما يراه ريدل رغبة أمريكية وسعودية لإحباط أي نوع من الدبلوماسية التي مورست أثناء باراك أوباما: “عندما تعود إلى الوراء عام 2016 حيث اتصل جون كيري بنظيره الإيراني كل أسبوع – كان أمرا غير عادي. و”السعوديون والإسرائيليون في وضع يائس يريدون منع هذا مرة أخرى. وكيف يقطعون الطريق على بايدن بحيث لا يمكنه عمل أي شيء؟”.

ويعتقد ريدل أن ترامب رغم ما قيل إنه تراجع عن ضربة عسكرية ضد إيران لا يزال يفكر بغارة وضرب المفاعل النووي الرئيسي في ناتنز. لكن اغتيال فخري زادة لن يقتل الدبلوماسية كما تقول المفاوضة السابقة مع إيران ويندي شيرمان “يعقدها ولكنه لا يغلقها”. ويواجه البلدان تحديات خاصة إيران التي تحضر لانتخابات في حزيران/يونيو، فهل تقوي عملية الاغتيال التيار المتشدد أم تضعف الحرس الثوري والمخابرات التي عجزت عن حمايته، تساءلت شيرمان.

وفي جنازة فخري زادة يوم الإثنين رفض المرشد الأعلى التفاوض مع الولايات المتحدة: “أعداؤنا يرفضون طبيعة الجمهورية الإسلامية” و”لن يوقفوا أعمالهم العدوانية ضدنا”. لكن إيران منقسمة حول الانتقام الذي يدعو إليه المتشددون والدبلوماسيون، كما يقول هادي سيماتي، المحاضر السابق بجامعة طهران. ويقولون “كفاية” وبعضهم يتحدث عن الخروج من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية وتصنيع القنبلة. وهناك من يحذر من الانتقام والتعاون مع بايدن: “لا يريدون منح الفرصة للمتشددين في الولايات المتحدة وإسرائيل” و”يفهمون أن النظام أكبر من عملية اغتيال”.

نيويوركر




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد