Date : 18,04,2024, Time : 06:03:34 AM
2164 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الثلاثاء 15 رجب 1441هـ - 10 مارس 2020م 01:26 ص

حرب الأسعار التي شنتها السعودية محاولة لمعاقبة روسيا

حرب الأسعار التي شنتها السعودية محاولة لمعاقبة روسيا
فايننشال تايمز

تساءلت صحيفة “فايننشال تايمز” عن السبب الذي دفع السعودية لبداية حرب أسعار عالمية وإغراق الأسواق بالنفط الخام، وهو القرار الذي أحدث هزات في الأسواق العالمية وأدى لانهيار أسعار النفط بنسبة 30% بعدما أطلقت السعودية الرصاصة الأولى في حرب الأسعار، مما أدى إلى تراجع أسعار النفط الخام بشكل كبير لم يشهد مثله منذ حرب الخليج بداية عقد التسعينات من القرن الماضي.

وقالت الصحيفة إن تهديد السعودية بعرض النفط الخام بأسعار مخفضة وزيادة الإنتاج أدى إلى هبوط سعر البرميل إلى 31.02 دولارا. وتراجع سعر برميل النفط ويست تكساس المتوسط، إلى 27.71 دولارا.

ولكن ما هو السبب الذي جعل أكبر مصدر للنفط في العالم يلجأ إلى هذه الإستراتيجية، في وقت تئن فيه أسواق النفط من تراجع الطلب وسط أزمة انتشار فيروس كورونا؟ وماذا يعني القرار لصناعة النفط بشكل عام؟ ولماذا قررت السعودية الدخول في حرب أسعار؟

والجواب هو أن السعودية تريد قيادة كارتل النفط “أوبك” في وقت رغبت فيه روسيا بتخفيض الإنتاج لدعم أسعار النفط في وجه انتشار فيروس كورونا الذي أدى إلى تشويش نشاطات السوق العالمية.

وعندما ترددت روسيا في التعاون، قامت السعودية بالتخلي عن حليف عملت معه منذ عام 2016. وردت الرياض بزيادة الإنتاج وعرض النفط الخام بأسعار مخفضة جدا. ويقول المحللون إن هذا القرار كان محاولة لمعاقبة روسيا لتخليها عما عرف بتحالف أوبك+. وربما أرادت السعودية تعزيز موقعها كأكبر مصدر للنفط في العالم. وقالوا إن التحرك يعبر عن استعداد السعودية لمواجهة روسيا وغيرها من الدول المنتجة للنفط.

وقال شخص على معرفة بصناعة النفط في السعودية: “كان هناك اجماع (لتخفيض الإنتاج) ولكن روسيا اعترضت، وقالت إنه من بداية نيسان/أبريل يمكن لأي طرف انتاج الكمية التي يريدها، ولهذا تقوم المملكة بممارسة حقها”.

إلا أن المحللين تساءلوا عن حكمة القرار السعودي، فاقتصاد المملكة ليس محصنا من انهيار كامل لأسعار النفط، حتى لو شعرت أنها قادرة على الحصول على حصص السوق من منافسيها. ولكنها في ظل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان طورت سمعة في اتخاذ قرارات فيها مخاطر وغير متوقعة، خاصة عندما شعرت أنها تريد التأكيد على موقفها.

والسؤال هو عن موقف روسيا ولماذا لم توافق على تخفيض الإنتاج؟

قالت موسكو إنها تريد تقييم أثر انتشار كورونا على سوق النفط قبل أن تتحرك، لكنها في الوقت نفسه كانت تريد فحص قوة سوق النفط المستخرج من الزيت الصخري الذي تقوده الولايات المتحدة. ورأت أن تخفيض انتاج النفط سيعطي شريان حياة لقطاع جعل الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم، زيادة زبائنها النفطيين على حساب روسيا. وغضبت موسكو من العقوبات التي استهدفت فيها الولايات المتحدة شركات الطاقة الروسية بما فيها شركة النفط الروسية “روسنفت” ومحاولات أمريكا عرقلة خط الغاز نوردستريم 2 لتصدير الغاز إلى ألمانيا. وعانى سوق الزيت الصخري الأمريكي من مشاكل بيع النفط بأرباح رغم نمو القطاع بشكل كبير خلال العقد الماضي. وقال أشخاص على علم بالاستراتيجية الروسية إن موسكو شعرت بوجود فرصة للإضرار بصناعة النفط الأمريكية. وقال متحدث باسم شركة “روزنفط”، “إجمالي النفط الذي تم تخفيضه التمديد المستمر لأوبك زائد حل محله بشكل كامل وسريع النفط الذي تنتجه شركات الزيت الصخري الأمريكية”. وكان نهج السعودية لاتفاقية محتملة مع روسيا قائم على فكرة أخذها أو رفضها وطلب المشاركة في تخفيض 1.5 مليون برميل إضافي يوميا بشكل يخفض الإنتاج اليومي إلى 3.6 مليون برميل أو 4% من الإنتاج العالمي. وهو ما أغضب روسيا التي لم تنظر لنفسها على أنها شريك صغير.

والسؤال هو عما سيحدث لصناعة الزيت الصخري الأمريكية؟

وتجيب الصحيفة أن انهيار أسعار النفط جاء في وقت صعب للصناعة النفطية الأمريكية، خاصة هذا القطاع. ففي الوقت الذي زاد فيه نمو الإنتاج بالعقد الماضي متجاوزا انتاج روسيا والسعودية إلا أن الصناعة اقترضت الكثير مما أدى لتنفير المستثمرين، بشكل جعلها عرضة لمخاطر هبوط أسعار النفط. ومن هنا فأكبر انخفاض للنفط منذ بداية العام أثار الشكوك حول إمكانية توسيع الإنتاج. ولن نشاهد الأثر على سعر النفط سريعا، خاصة أن الشركات الصغيرة المنتجة للنفط من الصخر الزيتي حوطت انتاجها لبيعه بأسعار عالية. وهذا لا يعني مواجهة المنتجين في هذا القطاع من مشاكل في مجال الحصول على تمويل للتغلب على ديونهم القائمة، وعانت السندات التي أصدرتها شركات النفط من قيمة متدنية. ويمثل انهيار سعر النفط بالنسبة للرئيس ترامب معضلة، فسعر منخفض هو جزء من استراتيجيته لإقناع الناخبين انتخابه في تشرين الثاني/نوفمبر، وطالب أوبك بشكل مستمر بتخفيض أسعار النفط. واستمرار انخفاض السعر لمدة طويلة قد يعرض ولايات انتاج الطاقة الأمريكية مثل تكساس ونورث داكوتا للمشاكل.

وماذا لو استمر هبوط أسعار النفط؟

الجواب هو أن تعافي الأسعار، على المدى القصير، مرتبط بانتشار وباء كورونا والقدرة على احتوائه بسرعة. وحذر تجار النفط من إمكانية تراجع سعر النفط في عام 2020 ولأول مرة منذ الأزمة المالية العالمية قبل عقد من الزمان. وربما تراجع استهلاك النفط بنسبة 1-2 % عما توقعه المحللون بداية العام الحالي، حيث سيتأثر الطلب عليه بسبب قيود السفر الجوي والبري. ويظل منظور النفط الخام على المدى القصير قاتما في ضوء تطور فيروس كورونا إلى وباء عالمي. وكل هذا يعتمد على درجة زيادة السعودية من انتاجها. ولديها قدرات احتياطية أكثر من أي دولة، ولهذا تستطيع زيادة القدرة الإنتاجية خلال الأشهر المقبلة بمعدل مليون برميل في اليوم. ويمكنها إخراج النفط من المخازن لتعزيز قدرات التصدير. وستظل قدرة روسيا على زيادة التصدير مقيدة، خاصة أن أسعارا منخفضة ستؤثر على وعود فلاديمير بوتين بالإستثمار، على المدى البعيد في في البنى التحتية والنفقات الإجتماعية. وربما شعرت السعودية أن الانخفاض السريع لأسعار النفط قد يجبر روسيا العودة إلى طاولة المفاوضات، ويظل هذا غير محتمل. وقال أمريتا سن، المحلل البارزللنفط في “إنيرجي أسبكتس” “لن يزيد هذا النهج السعودي إلا تشددا روسيا”. ولو استمر انخفاض أسعار النفط فسيجبر المنتجون الآخرون على تخفيض قدراتهم الإنتاجية وتقليل حجم خطط التوسع. وقد يحتاج هذا لفترة طويلة، وهناك توقعات بانخفاض الطلب على النفط في النصف الثاني من هذا العقد. ولهذا فالرهان على تعاف سريع للنفط قد يكون سابقا لأوانه.

وفي النهاية فحرب الأسعار تعني الكثير للشركات الكبيرة، فبعد انهيار سعر النفط في عام 2014 اضطرت شركات مثل رويال داتش شل وبي بي وإكسون موبيل إلى تخفيض النفقات وبيع أرصدة ورشدت عملياتها لحماية مصالحها من تراجع السوق. وحسنت هذه السياسات من قدراتها وحصلت على أموال جديدة بعدما عاد سعر البرميل إلى 65 دولارا مقارنة مع 100 دولار، لكنها واجهت ضغوطا مختلفة. فقد كانت حريصة للحفاظ على الأرباح والمدفوعات للمساهمين في وقت التوقعات بزيادة الطلب على النفط في العقد المقبل. وفي الوقت نفسه فهي تحتاج لتخفيض الدين والبحث عن مصادر جديدة للطاقة والمتجددة خشية التحول من الطاقة الإحفورية، وبسعر النفط 40 دولار للبرميل فهناك من يشك في إمكانية تحقيق هذا.

فايننشال تايمز




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد