Date : 26,04,2024, Time : 06:38:41 AM
4267 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الاثنين 29 جمادي الآخر 1441هـ - 24 فبراير 2020م 01:06 ص

الفلسطينيون ومفترق الطرق: إما ربيع عربي بنمط الكفاح التقليدي أو مفاوضات وفق خطة ترامب

الفلسطينيون ومفترق الطرق: إما ربيع عربي بنمط الكفاح التقليدي أو مفاوضات وفق خطة ترامب
احتجاجات ضد صفقة القرن

خطة التسوية الإسرائيلية- الفلسطينية التي اقترحتها إدارة ترامب تقع على الفلسطينيين في إحدى الفترات الأصعب في تاريخهم. القيادتان: قيادة أبو مازن في رام الله، وقيادة حماس في قطاع غزة، تشكلان في السنوات الأخيرة هدفاً لانتقاد جماهيري حاد، وتعانيان من فقدان الشعبية، إذ إنهما فشلتا في تحقيق الأهداف التي وضعتاها لنفسيهما ولا تعرضان أهدافا بديلة.

استراتيجية المفاوضات التي تبناها أبو مازن برفض الكفاح العنيف، وانتخب للرئاسة في 2005على أساسها، وإن كانت عززت المكانة الدولية للفلسطينيين ودفعت إلى الأمام بعضويتهم في محافل دولية مختلفة، إلا أنها لم تجد نفعاً في الحفاظ على الزخم السياسي وتطوير البنى التحتية والتقدم إلى التسوية الدائمة مع إسرائيل والاستقلال السياسي. أما حماس فقد فشلت هي الأخرى في مساعيها لدفع تحرير “أرض فلسطين” إلى الأمام من خلال المقاومة المسلحة. وفي الوقت الحالي، في ضوء أزمة البنى التحتية والإنسانية في القطاع، اضطرت إلى أن تعيد تعريف طبيعة النزاع مع إسرائيل لنشطائها وللجمهور الفلسطيني كله.

في الوسط، ثمة جمهور غير المكترث لدعوات القيادتين، والذي لا يسارع إلى المشاركة في أعمال الاحتجاج الجماهيري التي تنظمها. واضطرت حماس مؤخراً إلى وقف المسيرات على طول جدار حدود القطاع بسبب كثرة الإصابات والقتلى وإحساس الاستنفاد العام، بل وتسارع إلى تفريق المظاهرات التي لا تنسق معها.

وحتى نشر خطة ترامب، أثقلت السلطة الفلسطينية هي أيضاً على وقوع احتجاجات لم تنسق معها، ويصعب عليها الآن تجنيد الجماهير لاحتجاجات ضد الخطة. إن ارتفاع حجم مظاهر العنف والقيام بالعمليات، الذي سجل في الأيام الأولى بعد نشر الخطة، ينبع أساساً من الاحتكاك بقوات الجيش الإسرائيلي، ولا يعكس بالضرورة الاستجابة لدعوة أبو مازن للخروج والاحتجاج. لا تنجح السلطة حالياً في منح الجمهور الغفير إحساساً بتهديد حقيقي على مستقبل المشروع الوطني. وفي الوقت نفسه، يطالب الجمهور على نحو ثابت من قيادتيه بالوحدة وبالمصالحة، وهذا ما ينعكس في استطلاعات الرأي العام والشبكات الاجتماعية. فالإحساس العام هو أن الانشقاق يضعف ويشل، ويبقي الشعب الفلسطيني بلا طريق ويفرض عليه حياة غير منظمة تحت الاحتلال والحصار المتواصلين.

بعد نشر خطة ترامب، انطلقت هذه الدعوة أيضاً من كل منظمات المعارضة لقيادة رام الله، بما فيها حماس، والجهاد الإسلامي، والجبهتان الشعبية والديمقراطية، وغيرها. فتح وأبو مازن يتعاطيان بإيجابية مع هذه الدعوة، وإن كان دون إحساس بالإلحاح.

وفور نشر خطة ترامب، قال أبو مازن إنه أجرى مكالمة مع إسماعيل هنية، رئيس حماس، وشدد على خطورة الوضع وحجم الساعة، ودعا كل المنظمات لأن تنطوي تحت جناح “م ت ف” كي تتصدى بنجاعة للتحديات التي تطرحها الخطة. اثنان من كبار مسؤولي “فتح” وهما: روحي فتوح، من سكان رفح أصلاً، وإسماعيل جبر، قائد قوات الأمن في الضفة سابقاً، أرسلا إلى القطاع بدلاً من وفد كان يفترض أن يمثل عموم فصائل م ت ف، ولكن لم يتحقق أي تقارب بين التنظيمات.

وفي خطاب ألقاه أبو مازن في مجلس الأمن في 11 شباط، كرر تمسكه بالقرارات الدولية المتعلقة بالنزاع، وبالمفاوضات وبمكافحة الإرهاب والعنف من كل نوع. ومع ذلك، أشار بكل فخر إلى الاحتجاج (الجماهيري، على حد قوله) الذي جرى في رام الله في لحظة الخطاب.

عائق مركزي أمام المصالحة الفلسطينية، بما في ذلك العمل المشترك ضد خطة القرن، سيكون موضوع التنسيق الأمني الإسرائيلي- الفلسطيني.

وحسب التقارير (المتناقضة في بعض منها) من رام الله، بعد اللقاء مع رئيسة السي.آي.ايه الذي انعقد في 30 كانون الثاني، وبعد كلمة أبو مازن أمام رؤساء أجهزة الأمن الفلسطينية في 3 شباط، كان يخيل أن استمرار التنسيق الأمني منوط بعدم تنفيذ الخطة. ولكن -على حد قول أبو مازن في مجلس الأمن- وضعوا حداً لانعدام الوضوح. فقد أوضح بأنه مهما يكن، سيواصل الفلسطينيون مكافحة الإرهاب وسيمتنعون عن العنف.

هكذا لطف أبو مازن موقفه من الرئيس ترامب، إذ قال إن الخطة ليست من صنع يديه، بل نتيجة نصائح غير جيدة تلقاها. ما يتعلق بالجهاد الإسلامي، تفسر الأمور كإغلاق سبيل في وجه المصالحة المحتملة. محمد الهندي، من كبار رجالات التنظيم، قال إذا واصل أبو مازن “السير في هذه المتاهة (التنسيق الأمن ومكافحة الإرهاب)، فسيقودنا إلى طريق مسدود بلا مخرج”.

أما حماس فتعتقد بأن هذه أقوال أبو مازن لا تنسجم والمصالح الفلسطينية، ويتساءلون لماذا لا يأمر بخطوات عملية أكثر. أما أبو مازن، من جهته، ففي خطاب ألقاه في مؤتمر وزراء الخارجية العرب في 2 شباط، ادعى بأن الفلسطينيين (م ت ف) وقعوا على 83 اتفاقاً لمكافحة الإرهاب مع الدول، بينها الولايات المتحدة، ومع أجسام دولية، وأن وقف التنسيق الأمني يتعارض مع هذه التعهدات.

ما زال في معسكر أبو مازن من يعتقدون بأن رده رقيق جداً، وأنه الخطابات والقرارات التي اتخذت حتى الان غير كافية، بل ينبغي ترسيم طريق للجمهور لتجنيده وللإيضاح بأن الواقع تغير، وأن الجانب الفلسطيني لن يمر عن خطة ترامب مرور الكرام. فارس قدورة، المسؤول الكبير في “فتح” لكنه ليس مقرباً من أبو مازن، يعتقد بأنه يجب اللجوء إلى عصيان مدني هادئ، دون حمل السلاح ورشق الحجارة. وضمن أمور أخرى، يقترح على الجماهير الجلوس في المفترقات المركزية ووقف سير الحياة اليومية العادي، فتلك خطوة ستجبر إسرائيل على استخدام العنف، وهكذا يتم اجتذاب الاهتمام الدولي. محمد دحلان، رجل التيار الإصلاحي في “فتح” وخصم أبو مازن، يدعوه للإعلان عن دولة فلسطينية في خطوط 1967، عاصمتها القدس، لإلغاء وثيقة الاعتراف المتبادل مع إسرائيل في 1994، ولوقف التنسيق الأمني. أما مطالبات المتحدثين من خارج معسكر “فتح” فتسير شوطاً أبعد، وهو العودة إلى العصر ما قبل اتفاقات أوسلو، بما في ذلك الانسحاب من التعهدات التي اتخذتها م.ت.ف على نفسها في إطارها. وبرأيهم، فإن خطوة في هذا الاتجاه ستزيل كل العوائق التي تمنع المصالحة بين المنظمات في الساحة الفلسطينية.

غير أن دعوات بهذه الروح في هذه الأثناء لا تشجع الاحتجاج الجماهيري الذي يثير عاصفة دولية. فضلاً عن ذلك، فإن احتمال المصالحة بين التنظيمات، التي تدير فتح وحماس كفاحاً منسقاً في إطارها، لا يبدو حقيقياً أكثر مما في الماضي. ودون المصالحة، مشكوك أن يستجيب الجمهور لدعوات القيادات للمشاركة في الاحتجاج الجماهيري.

وجاء في وسائل الإعلام العربية بأن الدول العربية تؤيد علناً الموقف الفلسطيني، ولكن شريطة ألا يتوقف التنسيق الأمني. كما يذكر أن أبو مازن نفسه –مثل زعماء عرب آخرين– شكاك تجاه كل جسم إسلامي سياسي، مثل حماس. في نظره، يبدو الارتباط بحماس مثله كمثل الارتباط بين الدين والقومية، وقد يجعل من الصعب جداً اتخاذ أي قرار وطني يدرج على جدول الأعمال.

في واقع عديد الاضطرابات، يبدو أنه لم يتبق للفلسطينيين غير العودة إلى طرق الكفاح القديمة ومحاولة تكييفها مع الواقع المحلي والعربي والدولي الحالي. في الماضي، كما يذكر، بعد أن استنفد السلاح الناري ذاته، استخدم البعد الجماهيري على نطاق واسع، في محاولة لتحقيق عصيان مدني، لخلق تعاون بين التنظيمات، وكذا الاحتكاك مع إسرائيل بهدف اجتذاب الانتباه.

أما الواقع الحالي فأكثر تعقيداً. وعليه، فرغم أحاسيس الغضب والإحباط، سيواصل الحذر إملاء رد الفعل في عصر أبو مازن. وهذا كفيل بأن يتميز بعدة مستويات:

– جهد لتجنيد الدعم الإقليمي والدولي الواسع قدر الإمكان للإيضاح للإدارة الأمريكية بأن الأسرة الدولية ترفض الخطة. بيان الاتحاد الأوروبي الذي يحذر من مغبة اتخاذ إسرائيل خطوات من طرف واحد، وإمكانية عرض خطة بديلة لخطة ترامب، يعزز سير أبو مازن في هذا الاتجاه.

– الانتظار لإقامة حكومة جديدة في إسرائيل للوقوف عند طبيعتها. قادة قائمة “أزرق أبيض”، رغم تأييدهم العلني لخطة ترامب، يكثرون من الحديث عن المفاوضات كوسيلة لإنقاذ الحوار الإسرائيلي – الفلسطيني من الطريق المسدود. كما أن سفيرة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة، دعت في نقاش بمجلس الأمن الذي ألقى فيه أبو مازن خطاباً، إسرائيل والفلسطينيين لاستئناف المفاوضات المباشرة، بإيضاحها أن خطة ترامب هي انطلاقة خطوة وليست نهايتها.

– الضم الإسرائيلي لمناطق الضفة الغربية كخطوة محطمة للتعادل، إذا ما نفذت فستنفذ السلطة الفلسطينية التهديد بقطع العلاقات والتنسيق الأمني.

– السعي إلى توحيد القوى، وليس بالضرورة مصالحة، هو بلورة رد موحد ومتفق عليه على الخطة. التخوف الذي في رام الله هو من خراب ودمار يأتيان كنتيجة رد إسرائيلي، إذا ما صعدت حماس كفاحها ضدها، وهو بالمقابل تخوف في حماس من كفاح انبطاحي، عديم الجدوى.

– احتجاجات جماهيرية، وقدر الإمكان دون استخدام السلاح، في محاولة لاجتذاب الانتباه الإعلامي والدولي، بالاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.

إذا سمحت الولايات المتحدة لإسرائيل بضم مناطق في الضفة الغربية ولم تبد الدول العربية معارضة قاطعة لذلك، ووقف الاتحاد الأوروبي جانباً ولم يعرض خطة خاصة به، وبدا والأفق السياسي مغلقاً، فمن شأن أبو مازن أن يأمر بتنفيذ قرارات المجلس الوطني والمجلس المركزي لـ م.ت.ف، التي معناها فك الارتباط عن إسرائيل، وحل السلطة الفلسطينية في ظل إعادة الصلاحيات في القرارات الوطنية إلى م.ت.ف نفسها. إذا حصل هذا، ستعمل م.ت.ف من منطقة رام الله أو من خارج الضفة الغربية كي لا تقيد حركة رجالها.

إن خطر الفوضى الداخلية في هذه الحالة سيحتدم، وحرب الخلافة داخل فتح كفيلة هي أيضاً بأن تتسارع، وستسعى حماس من جهتها إلى التأثير على تحديد القيادة التي ستحل محل أبو مازن. في هذه الحالة، ليس من المستبعد أن تأتي الاحتجاجات الجماهيرية بأسلوب الانتفاضة الأولى وإحداث ربيع عربي بنمط الكفاح.

لهذه الأسباب، على إسرائيل أن تمتنع قدر الإمكان عن تنفيذ خطوات ضم من طرف واحد. ومن الأفضل الاستناد إلى خطة ترامب كإسناد للمطالب وكرافعة للحوار. إلى جانب السعي إلى إطلاق مفاوضات واسعة مع دول براغماتية في المنطقة ومع الفلسطينيين لغرض بلورة توافقات ترتب على أساسها منظومة العلاقات.

نظرة عليا 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد