Date : 29,03,2024, Time : 02:24:45 PM
4824 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الخميس 16 ربيع الأول 1441هـ - 14 نوفمبر 2019م 01:03 ص

العراقيات يصححن مسار الانتفاضة

العراقيات يصححن مسار الانتفاضة
علي قاسم

العراق الذي يمثّله مقتدى الصدر، ليس هو العراق الذي تطمح إليه العراقيات اليوم. ما تطمح إليه العراقيات، هو عراق حامورابي، الذي كانت فيه المرأة تتمتع بحريتها، تشارك في إدارة الدولة وشراء العبيد وتقسيم الأرزاق والطبابة والكهانة.

بخروجه عن الصمت، برهن مقتدى الصدر، أنه يعيش في عالم آخر.. ساحر فقد براعته، ولم تعد الحيل التي يخرجها من جرابه تثير اهتمام المتفرج. مجرد حيل قديمة، تماما مثل اللغة الخشبية التي استخدمها.. حتى الشكل بات قديما لا يتناسب مع متطلبات العرض.

لم يجد الصدر سوى عبارة مستهلكة يستخدمها، رابطا بين ما يحدث اليوم في الشارع العراقي، و”قوى الاستكبار العالمي”.

قديمة، العب غيرها.. الشارع العراقي ينتفض اليوم بسبب هذه اللغة تحديدا، لغة تنضح منها رائحة موالاة لملالي إيران.

على عكس الصدر، عبّر المرجع الشيعي علي السيستاني، عن خشيته من وصول الاحتجاجات إلى مدينة النجف، فهو يعلم أن الشارع العراقي انتفض ضد الأحزاب الموالية لإيران، المتخفية في جلباب الشرعية التي يصبغها عليها رجال الدين.

وبينما اندفع الصدر إلى التشكيك بالانتفاضة الشعبية، والتلميح إلى وجود مؤامرة إمبريالية تقف خلفها، رفض السيستاني الطلب من المتظاهرين الانسحاب من ساحات الاحتجاج.

أما الحكومة العراقية فتبذل كل الجهود لفض الاعتصامات، ووضع حد للانتفاضة، وإفراغ ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد من المحتجين.

قد تنجح الأحزاب الموالية لإيران في فض الاحتجاجات. لكنها لن تنجح في إزالة الأسباب التي أدت إلى انتفاضة الشارع العراقي. فالتنازلات الشكلية التي تسعى لتقديمها، وتغيير وجوه الوزراء بوجوه جديدة، لن تلقى القبول من المحتجين؛ ما يطلبه هؤلاء ليس بمقدور الأحزاب، التي تتلقى أوامرها من طهران، تلبيته، لأن ما يطلبونه هو رأس إيران.

العراقيون انتفضوا ضد السيطرة الإيرانية على بلدهم، تحديدا، وضد وكلاء إيران في العراق، وهم رجال الدين والسياسة. وما يريدونه العراقيون اليوم بعد أن ملّوا اللعبة الطائفية التي يلعبها رجال الدين، هو أن يعودوا عراقيين كما كانوا، هذا أولا.وثانيا: لم يعد بمقدور العراقيين تحمل تبعات فساد الأحزاب السياسية والمسؤولين، التي حولتهم إلى فقر من بعد عز. لن يقبل العراقيون بعد اليوم أن يذلوا في بلاد الرافدين، وأن يعيشوا في بلد لا سلطة لقانون فيه، وهو البلد الذي سن أول قانون عرفته البشرية.

وثالثا: شكل خروج المرأة العراقية، لتشارك الرجل الاحتجاجات، إضافة أكسبت الانتفاضة بعدا آخر. حيث مطالب النساء لا تقتصر على رفض الطبقة السياسية، وسطوة الأحزاب التقليدية، ونظام المحاصصة، والفساد.. المرأة خرجت بالتحديد لكسر قيود اجتماعية كانت حتى الأمس القريب غريبة عليها، قيود استوردها رجال الدين ورجال السياسة من طهران.

انتفاضة المرأة هي ضد “القبلية الدينية” التي تسوق أفكارا لتحجم دور المرأة في المجتمع.

العراق الذي يمثّله مقتدى الصدر، ليس هو العراق الذي تطمح إليه العراقيات اليوم. ما تطمح إليه العراقيات، هو عراق حامورابي، الذي خص المرأة بثلاثين مادة قانونية في شريعته، فكانت المرأة تتمتع بحريتها، تشارك في إدارة الدولة، وشراء العبيد، وتقسيم الأرزاق، والطبابة، والغناء، والكهانة. عراق حكمت فيه البلاد ملكات مثل الملكة شبعاد، وسميراميس، وكوبابا.

هل يعتقد الصدر، وأمثاله، أن ثلاثة عقود تكفي لمحو حضارة امتدت على مدى أربعة آلاف عام؟ رغم بشاعتها، لن تنسينا السنوات العشرون، أو الثلاثون، عراق نازك الملائكة، ومريم نرمة، وبولينا حسون، وليلى العطار، وزها حديد، وآسيا كمال..

قد يستطيع السيستاني والصدر، ومعهما الأحزاب الموالية لملالي طهران، قمع الاحتجاجات لفترة، لكنها فترة لن تطول حتما.

ما يحدث في العراق اليوم هو امتداد لما يحدث في سوريا، وفي لبنان، وفي ليبيا، وفي اليمن. ولما حدث في السودان، وفي مصر، وفي تونس.. إنها انتفاضة على الوصاية الداخلية والخارجية.

كان الأجدر بالصدر والسيستاني أن يلتزما الصمت، وبما أنهما اختارا الحديث، الأفضل لهما الآن أن يستعدا للرحيل.

العرب اللندنية 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد