لتفادي نموذج “حماستان 2”: الضم “الفعلي” لمناطق “ج” وتقسيم “ب”
انغرس حل الدولتين للشعبين كحل مطلق للنزاع الإسرائيلي–الفلسطيني. انغرس لدرجة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تحت ضغط إدارة أوباما والاتحاد الأوروبي، اضطر إلى أن يتعهد بهذا المفهوم في خطاب بار ايلان، المكانة التي تجسد التعبير “كمن تملكه الشيطان”. انغرس هذا المفهوم لدرجة أن ترامب، الرئيس الأكثر عطفاً من رؤساء الولايات المتحدة، أجاب على سؤال المراسل في الأمم المتحدة إذا كان مع حل الدولتين، قائلاً: “أحب هذا الحل”. من المهم الانتباه إلى تعابير ترامب. الحب والتجارة لا يسيران معاً.
الواضح من وراء التصريحات هو أن حلاً يتضمن إقامة دولة فلسطينية بحجم كهذا أو ذاك سيئ وخطير لإسرائيل. دولتان تعنيان دولة واحدة هي فلسطين في يهودا والسامرة، برئاسة السلطة ستصبح في غضون فترة زمنية قصيرة حماستان 2، على نموذج غزة. ودولة ثانية، إسرائيل، بسكانها المختلطين وباستمرار الصراعات القومية والدينية والاجتماعية الداخلية الجارية فيها المدعومين من الجمعيات. أي سنتنازل عن الذخائر، ونطور تهديداً جديداً على الحدود الشرقية، ونواصل الغرق في المشاكل الداخلية ذاتها، بتصعيد القومجية الفلسطينية لعرب إسرائيل وزيادة النشاط التآمري للجمعيات التي تمثل مصالح أجنبية. هذه مشاكل تعرضنا للخطر بقدر لا يقل عن المخاطر الخارجية. بهذا، فإننا سنطرد من المدينة، ونتعرض للضربات ونأكل السمك المالح كأفضل التقاليد اليهودية.
هذا المفهوم يجب شطبه عن جدول الأعمال.. والآن. أما الحل المعقول فهو إحلال القانون الإسرائيلي على المناطق “ج” لإعطاء حكم ذاتي كامل (هو في واقع الأمر موجود بحكم الأمر الواقع) للمناطق “أ” بإدارة السلطة الفلسطينية. في المناطق “ج” أقل من 100 ألف فلسطيني سيحصلون على بطاقات هوية زرقاء مثل سكان شرقي القدس وسكان هضبة الجولان. ليس في هذا ما يؤثر على الميزان الديمغرافي. فالكتلة الكبرى من الفلسطينيين ستبقى في المناطق “أ” كمواطنين للسلطة الفلسطينية. أما المناطق “ب” فتقسم بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وفقاً لمعايير أمنية يتفق عليها الطرفان. تجد مثل هذه الخطوة بالطبع معارضة شديدة من السلطة الفلسطينية (أما حماس فليست جهة يمكن التوقع منها أي شيء لمثل هذه التسوية أو تلك) وبالطبع من الاتحاد الأوروبي الذي يلف مستقبله الغموض. لا حاجة للفزع. الكل سيعتاد، مثلما اعتادوا على إحلال القانون على هضبة الجولان. هكذا نجد أنفسنا أسياداً على دولة تجلس في الأماكن التي لها فيها حق تاريخي، وديني، وقانوني، وأمني. إن نافذة الفرص لمثل هذه الخطوة هي الآن في ولاية ترامب، ويجب استغلال هذه اللحظة المناسبة؛ لأن تفويت هذه الفرصة سيكون بكاء للأجيال. ترامب رئيس مساند، وما لا يتم الآن، فمشكوك أن ننجح فيه مستقبلاً.
إن أفعال ترامب تتحدث عن نفسها. فما يجري من تحول في الأمم المتحدة الذي قادته نيكي هيلي، والتقليصات في ميزانيات اليونسكو والأونروا، ونقل السفارة إلى القدس، والعقوبات وإلغاء الاتفاق مع إيران.. كل هذا يشهد على تصميمه للحفاظ على إسرائيل كدولة قوية ومستقرة، وعلى إرادته لخلق واقع محيط يسمح لإسرائيل بكل الدفاعات اللازمة لوجودها. كما أنه سيوفر لإسرائيل المظلة اللازمة لتنفيذ الخطوة الواجبة هذه، أي: الضم الفعلي لمناطق “ج”.
معاريف
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews