Date : 26,04,2024, Time : 01:17:35 AM
4569 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأحد 18 ذو القعدة 1440هـ - 21 يوليو 2019م 12:14 ص

أوراق القوة التركية للتخلي عن الحلف الغربي

أوراق القوة التركية للتخلي عن الحلف الغربي
رانيا مصطفى

تركيا أعادت حساباتها بشأن تحالفها مع الغرب الأوروبي والولايات المتحدة، باتجاه تعزيز تحالفها مع الشرق، روسيا وإيران؛ الأمر الذي سيعيد خلط أوراق التحالفات في المنطقة.

وصلت الدفعة الأولى لقطع منظومة الدفاع الجوي الروسية، صواريخ أرض جو أس-400 إلى تركيا، وسط استعراض إعلامي كبير من الجانب الروسي، باعتباره انتصارا للنفوذ الروسي في المنطقة، وانتزاعا لتركيا من الحضن الأميركي، وزرع خلافات في حلف الناتو، الذي ترغب روسيا في ضربه من الداخل.

ردّا على ذلك، عطلت الولايات المتحدة مشاركة تركيا ببرنامج طائرات أف-35، فيما تصعّد تركيا عسكريا، مقابل تل أبيض وتل رفعت شرق الفرات، وتحشد الجنود والمدرعات والمدفعية ومضادات الصواريخ بكثافة، وتتفق مع فصائل المعارضة التابعة لها للاستعداد لمعركة محتملة، إضافة إلى زيارة مسؤولين أتراك رفيعي المستوى إلى الوحدات العسكرية المتمركزة على الحدود السورية، في وقت تجدد فيه الضغوط على واشنطن بخصوص المنطقة الأمنية شمال شرق سوريا، وتطبيق خارطة الطريق في منبج الموقعة في 4 أبريل 2018.

لطالما اتبع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، سياسة خارجية تقوم على عدة تحالفات مع أطراف متنافسة على النفوذ، والاستفادة من تناقضاتها؛ فتركيا عضو في حلف الناتو، وحليف استراتيجي للولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه هي شريك لروسيا وإيران في سوريا، عبر حلف أستانة.

لكن أردوغان مضى بتنفيذ صفقة أس-400 الروسية، رغم التحذيرات الأميركية والتهديدات بتعطيل مشاركة تركيا في برنامج طائرات أف-35، وخسارة تركيا لـ130 طائرة، وإيقاف تدريب الطيارين الأتراك، ورغم التهديدات الأميركية بالعقوبات الاقتصادية، وإمكانية فرض قيود على الاستثمارات في السندات الأميركية، والطلب إلى صندوق النقد الدولي رفض تقديم قروض لتركيا.

أعادت تركيا حساباتها بشأن تحالفها مع الغرب الأوروبي والولايات المتحدة، باتجاه تعزيز تحالفها مع الشرق، روسيا وإيران؛ الأمر الذي سيعيد خلط أوراق التحالفات في المنطقة، وفي الملفين الإيراني والسوري. ولدى تركيا أوراق قوة وحجج تدفعها إلى اتخاذ موقف حاسم بشأن تعزيز التقارب مع روسيا وإيران، والابتعاد عن الحلف الأوروبي- الأميركي.

أول هذه الأوراق، أن بقاء تركيا في حلف الناتو، وارتباطها ضمن آليات الأمن الجماعي، لم يحقق طموحاتها، ولم يخدمها في موقفه غير المساند حيال حادثة إسقاط تركيا لطائرة سوخوي 24 الروسية في 2015.

وثانياً، إن التحالف التركي- الروسي في سوريا أثمر، بالنسبة لتركيا، عن سيطرتها الكلية على منطقة جرابلس والباب وإعزاز، وعلى عفرين، مقابل تخلي تركيا عن دعم فصائل في حلب الشرقية والغوطة. بينما الصفقات الأميركية- التركية في سوريا، لم تنجز، بدءا من تطبيق “خارطة منبج” إلى تفاصيل المنطقة الأمنية، حيث لم تقم واشنطن بإخراج الوحدات الكردية من منبج، ولا بتشكيل مجلس مدني من الأهالي، واكتفت بتسيير دوريات مشتركة، ولم تقبل أيضا بدور للجيش التركي في المنطقة الأمنية، ولا بعمق يرضي تركيا (30-35كم)، بل تستمر الولايات المتحدة بدعم “وحدات حماية الشعب” الكردية، والطلب إلى دول غربية بإرسال جنود لملء فراغ سحب قوات أميركية، وتعزيز التواجد الأميركي في قاعدة التنف، والسماح لدول عربية تعادي أنقرة بالنفوذ ودعم قوات سوريا الديمقراطية.

وثالثا، تأمل أنقرة أن يحقق التقارب مع روسيا تقدما في الملف السوري، خاصة في ما يتعلق بالعودة إلى تطبيق اتفاقي خفض التصعيد، والمنطقة منزوعة السلاح بخصوص إدلب، وأن تمنحها موسكو مهلة إضافية لتفكيك هيئة تحرير الشام ودمجها بالجبهة الشامية، وصولا إلى تحقيق تقدم في الحل السياسي، بتثبيت الواقع على الأرض، خاصة بعد الاختراق الذي تمكّن بيدرسون من تحقيقه في ملف اللجنة الدستورية بعد اتفاق روسي تركي، إضافة إلى أمل تركيا بصفقة مع روسيا تسيطر بها على مدينة تل رفعت الاستراتيجية، وتطرد منها الوحدات الكردية. وبذلك تخسر واشنطن من دورها في ملف إدلب، بعد أن كانت تدعم الدور التركي وفصائل المعارضة المقربة منه.

ورابعا، تجد تركيا أن من مصلحتها المضي في التنقيب عن مصادر الطاقة في مياه المتوسط الشرقية، وقد وقعت اتفاقيات بخصوص ذلك مع جمهورية قبرص الشمالية (التركية)، غير المعترف بها أوروبيا، ما عمّق الغضب الأوروبي تجاهها، خاصة الفرنسي؛ فاستثمار الغاز المتوسطي سيحل مشاكل اقتصادية داخلية لتركيا، التي تعاني من تدني قيمة عملتها، ومن البطالة والركود الاقتصادي.

خامسا، واشنطن والاتحاد الأوروبي يحسبان حسابا لاستمرار تحالف تركيا مع كل من إيران وروسيا، خاصة في المجال الاقتصادي، كون تركيا هي الرئة الاقتصادية الأوسع لإيران، إضافة إلى اتفاقيات نقل الطاقة عبر الأراضي التركية إلى أوروبا مع روسيا.

سادسا، إن نشر تركيا لمنظومة روسية متطورة على حدودها مع سوريا، هو أمر في غاية الأهمية بالنسبة لروسيا، كون هذه الصواريخ قادرة على رصد تحركات الطيران والأهداف الأجنبية في الأجواء السورية والمناطق المحيطة، حيث يصل مداها إلى 400 كيلومتر، ما يعزز نفوذ روسيا في المنطقة.

سابعا، إن تقوية الحلف الروسي التركي الإيراني، يزعج إسرائيل أيضا، وقد يعطل بعض مرامي الاجتماع الأمني الثلاثي في القدس المحتلة، خاصة ما يتعلق بتقليص النفوذ التركي، إلى جانب النفوذ الإيراني، وهو مطلب عربي أيضا؛ وبالتالي تركيا تحاول التشبث بنفوذها في سوريا، لتعزيز أمنها القومي من خطر الوحدات الكردية، باعتبارها فرعا لحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابيا لدى تركيا.

ثامناً، تركيا تهدد المجتمع الأوروبي بتفجير ملف اللاجئين، لتقليل ردات فعله تجاه قراراتها الأخيرة، وبالفعل بدأت حكومة أردوغان بالحديث عن ترحيل السوريين من تركيا، والبالغ عددهم 4 ملايين، بحجة تلبية رغبات معارضيها المطالبين بذلك، بعد تقدمهم في المدن الكبرى، خاصة إسطنبول، في الانتخابات البلدية الأخيرة.

التصعيد التركي الأخير والانحياز إلى المعسكر الروسي في ما يتعلق بالتسليح، سيقلبان أوراق التحالفات في المنطقة؛ فقد وضعت أنقرة واشنطن في ورطة تجاه العلاقات مع تركيا. ترامب هدّأ من حدة تصريحاته والتلويح بعقوبات تجاه تركيا، واكتفى بإلغاء صفقة طائرات أف-35؛ وجيمس جيفري، المبعوث الأميركي إلى سوريا، سيزور أنقرة غدا الاثنين، للحديث حول تطبيق اتفاق منبج والمنطقة الأمنية. في حين أن التحضيرات جارية لقمة الدول الضامنة في أستانة، أواخر الشهر المقبل، والتي ستليها جولة ثانية من القمة الرباعية في إسطنبول بين تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا. والتصعيد التركي المستجد، بالتوافق مع روسيا، سيجبر هذه اللقاءات على إفراز نتائج ملموسة في الملف السوري الشائك.

العرب اللندنية 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد