5 رجال وامرأة يتحكمون في القرارات الحاسمة لحي لندن المالي

مديرو خمسة من أبرز ستة صناديق من الصناديق المشتركة يشرفون على إدارة مليارات الجنيهات، ويستخدمون نفوذهم للتأثير في قرارات حاسمة في بعض من أكبر مجالس إدارات الشركات البريطانية، وحتى يمكنهم تحديد نتيجة عمليات الاستحواذ. لكن خارج الحي المالي في لندن لم يسمع بهم سوى قليلون.

هؤلاء هم المديرون الرئيسون لخمسة من أول أكبر ستة صناديق استثمار في المملكة المتحدة، الذين يستحوذون معا على 76.2 مليار جنيه استرليني من الأصول الخاضعة للإدارة، بما في ذلك أسهم بعض من أعلى الشركات المدرجة، نيابة عن العملاء، ولديهم أكثر من 100 سنة من الخبرة الاستثمارية المشتركة.

وكثير من المجموعات التي يعملون من أجلها مألوفة، وهي تشمل M&G للاستثمارات، الذي أنشأ أول وحدة صندوق تمويل في المملكة المتحدة في عام 1931، وستاندارد لايف، شركة التأمين الاسكتلندية. وتدير M&G خامس أكبر صندوق في المملكة المتحدة، الذي يشرف عليه ستيوارت رودس، ولديه 9.4 مليار جنيه من الأصول الخاضعة للإدارة.

بلاك روك، أكبر مجموعة استثمارية في العالم، بـ 4.5 تريليون دولار خاضعة لإدارتها، لديها صندوق يعتبر من بين أكبر عشرة صناديق أيضا. إنه الاستثناء الذي يبرهن على صحة القاعدة لسببين، فهو الصندوق الوحيد بين أكبر عشرة صناديق الذي تديره امرأة والوحيد الذي يتبع المؤشر، أي صندوق يدار بشكل سلبي،

لكن أسماء المديرين غير معروفة. واحد من هؤلاء القلة الذين كانوا يظهرون بانتظام في الصحافة، هو نيل وودفورد، لم يعد يمتلك السلطة التي كانت لديه سابقا. صندوقه يعتبر صيدا صغيرا مقارنة بأكبر صندوق في M&G وستاندارد لايف. وودفورد، الذي غادر "إنفيسكو بيربتشوال" ـ مقرها هينلي ـ وأطلق شركته الخاصة هذا العام، لديه 3.6 مليار جنيه تحت سيطرته كجزء من صندوق CF وودفورد لدخل الأسهم التابع له. ويشكل هذا جزءا بسيطا من حجم صندوق أوبتيمال إنكم M&G البالغ 24.2 مليار جنيه استرليني، ومن 22.6 مليار جنيه في "جلوبال أبسوليوت ريتيرن ستراتيجي" GARS العائد لشركة ستاندارد لايف للاستثمارات.

ربما ليس من المستغرب أن زمرة من كبار مديري الصناديق هم في معظمهم من خريجي الجامعات ورجال في منتصف العمر يأتون من الضواحي الأكثر ثراء في لندن.

ويمكن القول إن ريتشارد وولنف هو مدير الصندوق الذي يعتبر الأكثر تأثيرا في سوق السندات في المملكة المتحدة. المستثمر البالغ من العمر 50 عاما والذي يرتدي نظارة طبية، هو شخص واسع الاطلاع ومسؤول عن إدارة أكبر صندوق مقره المملكة المتحدة في الحي المالي في لندن لمصلحة M&G للاستثمارات، الذي يدير 24.2 مليار جنيه للمتقاعدين والمدخرين والمؤسسات الكبيرة.

مع وجود 253 مليار جنيه استرليني تحت إدارتها، وتعتبر M&G للاستثمارات واحدة من أقدم بيوت التمويل في لندن. وهي تضم خامس أكبر صندوق للمملكة المتحدة في الحي المالي، وأطلقت أول وحدة ائتمان للتمويل في المملكة المتحدة منذ أكثر من 80 عاما.

انضم وولنف إلى M&G في عام 2004. وفضلا عن صندوق M&G أوبتيمال إنكم الرائد، يدير صندوقين أصغر، هما صندوق سندات الشركات التابع لشركة M&G وصندوق M&G Strategic Bond.

ويقول أصدقاء له إنه إنسان عملي وتحليلي في نهجه للاستثمار. ولد في تشيسترفيلد، وتخرج في كلية لندن للاقتصاد وبدأ حياته المهنية في بنك لويدز ميرشانت في عام 1985. ثم انتقل إلى شركة التأمين الإيطالية، "أسيكيورازيوني جنرالي"، بعد عامين، حيث بدأ حياته المهنية في السندات، ومن ثم انتقل لتولي منصب في SG واربورج. وفي عام 1995، أصبح مدير صندوق في "أولد ميوتشوال".

الصندوق يعتبر مرنا، مما يتيح لوولنف أن يستثمر في مجموعة من الأصول المالية ذات الدخل الثابت، ابتداء من السندات الحكومية والتصنيف الممتاز من الاستثمار والسندات عالية العائد.

ووفقا لوكالة مورننجستار للتصنيف، أنتج الصندوق عائدا إجمالية تراكميا يصل إلى 30.19 في المائة على مدى السنوات الثلاث المنتهية في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2014.

وتقاضى وولنف 17.5 مليون جنيه حزمة أجور في عام 2013، وهو ما يجعل منه واحدا من التنفيذيين الأفضل أجرا في الحي المالي في ذلك العام.

جاي شتيرن تخرج في الولايات المتحدة وقضى جزءا كبيرا من حياته المهنية هناك - لكنه الآن واحد من أبرز مديري الصناديق في سماء الاستثمار في المملكة المتحدة.

صندوقه، ستاندارد لايف لاستثمار العائد المطلق العالمي، هو ثاني أكبر صندوق في المملكة المتحدة بـ 22.6 مليار جنيه استرليني تحت الإدارة.

وباعتباره رئيسا لاستثمار كلي متعدد الأصول، فهو مسؤول عن الإشراف على توزيع الأصول لأكثر من 107 مليارات جنيه استرليني، وله مقعد في مجلس إدارة ستاندارد لايف. ويعتبر صندوق العائد المطلق واحدا من رواد طريقة جديدة نسبيا من الاستثمار للمديرين النشطين التقليديين، لأنه لا يقيس نفسه في مقابل مؤشر معين، ويهدف إلى تحقيق عوائد إيجابية، بغض النظر عما إذا كانت الأسواق ترتفع أو تنخفض.

وكان الصندوق من كبار المشترين لأسهم المصارف الأوروبية باعتبارها تجارة قيمة نسبيا في مقابل المصارف الأخرى والأسهم المالية، استنادا إلى الرأي القائل إن هذه الأسهم رخيصة، ومن المرجح أن تزداد قيمتها.

وشتيرن (54 عاما) الذي يتمتع بأكثر من 30 عاما من الخبرة في هذا النوع من الأعمال، تولى أول وظيفة له في لندن في عام 2006 في كريدي سويس لإدارة الأصول. وانضم إلى ستاندارد لايف للاستثمار، وهي ذراع إدارة الأصول لستاندارد لايف، في عام 2008. وقبل ذلك، عمل في فرانكفورت، وكولون، ونيويورك، ونيو جيرسي.

وبحسب مورننجستار، أنتج الصندوق عائدا بلغ مجموعه التراكمي 23.5 في المائة على مدى السنوات الثلاث المنتهية في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014.

مارك بارنيت هو صاحب أكثر مهمة لا يحسد عليها في إدارة الصناديق في المملكة المتحدة. باعتباره خلفا لنيل وودفورد في "إنفيسكو بيربتشوال" هذا العام، فقد كان عليه أن يملأ الفراغ الكبير الذي تركه سلفه.

لكن بارنيت (43 عاما) الذي يدير ثالث أكبر صندوق للاستثمارات في المملكة المتحدة مع 12.3 مليار جنيه استرليني تحت إدارة المجموعة ومقرها هينلي، لم يكن متهيبا المهمة. فقد كان يعمل مع وودفورد لمدة 18 عاما قبل مغادرة الأخير لإنشاء شركته الخاصة في أيار (مايو) هذا العام، وبطرق عديدة يمكن القول إن الرجلين متشابهان.

وبشكل مشابه لوودفورد، بارنيت قصير القامة، ممتلئ الجسم، وإلى أن يتعرف عليك أكثر فإنه يظل قليل الكلام.

وقال عندما تولى منصبه من وودفورد في بداية العام: "أنا لست جديدا على هذه اللعبة أو هذه الأموال. لدي ثقة في خوض الدور. سيكون التركيز بشكل أكبر علي ومبلغ المال الذي أقوم بإدارته يعتبر أكبر، لكن هذا شيء أستمتع به وأنا واثق من أنني يمكن أن أكون ناجحا".

بدأ حياته المهنية في "ميركيري لإدارة الأصول" في عام 1992 بعد تخرجه في جامعة ريدينج. وانضم إلى "إنفيسكو" في عام 1996 وساعد في إدارة الصناديق الدولية كجزء من فريق "وودفورد" وأعطي أول صندوق استثمار لإدارته في تموز (يوليو) 1999.

على مدى السنوات الخمس الماضية تفوق على "وودفورد" والآن يدير مالا أكثر من معلمه. صندوق "بارنيت" ذو الدخل المرتفع لديه تعاملات كبيرة في شركة التبغ البريطانية - الأمريكية وفي "أسترا زينيكا" و"روش"، ما يسلط الضوء على الطبيعة الدفاعية لمحفظته.

ووفقا لـ "مورننجستار"، أنتج الصندوق عائدا إجماليا تراكميا يبلغ 58.46 في المائة على مدى السنوات الثلاث الماضية.

الاسكتلندي إيان ستيوارت، ذو الكلام الصادق والمباشر وراكب الدراجات المتحمس، يسيطر على 9.4 مليار جنيه استرليني في شركة نيوتن، الذراع الاستثمارية لـ "بنك أوف نيويورك ميلون".

صندوق العائد الحقيقي التابع له، الذي يستثمر في مجموعة من الأصول مثل السندات والأسهم والمشتقات، يعتبر رابع أكبر صندوق في المملكة المتحدة وهو واحد من أسرعها نموا. كان لديه مليار جنيه استرليني تحت إدارته في عام 2008.

وقد اتخذ الصندوق رهانات كبيرة في سندات الخزانة الأمريكية المتوسطة الأجل وفي أسهم شركات مثل جلاكسو سميث كلاين ونوفارتيس، يتوقع أن تحقق أداء جيدا. ويقول: "نحن نملك 60 في المائة في الأسهم التي تقدم لنا الدخل، لكن هذا يأتي مع مخاطر". ويضيف: "إننا نعوض هذا الخطر ونحد من التقلب من خلال أصول مثل السندات الحكومية ومشتقات التحوط وتعاملات العملات".

ستيوارت (58 عاما) من أشد المؤمنين بالعملية المنهجية للاستثمار لتحقيق أفضل النتائج، وهذا يليق بخلفيته بوصفه عالما - لديه شهادة دكتوراه في علوم البحار والمصايد.

وهو أيضا من أشد المؤمنين بممارسة التمارين الرياضية للمساعدة في تخفيف التوتر وتوفير شرارات الإلهام، ويؤكد أن تلك الخبرة مهمة كثيرا في إدارة الصناديق. ويقول: "ركوب الدراجات وسيلة رائعة للاسترخاء تساعدني على التفكير".

في الصيف، يسير بدراجته مسافة تصل إلى 100 ميل في الأسبوع، غالبا قرب منزله في ريف كِنت. وفي فصل الشتاء، يفضل ركوب دراجته في صالة الألعاب الرياضية ويسير بها نحو 50 إلى 70 ميلا في الأسبوع.

وبحسب مورننجستار، أنتج الصندوق عائدا تراكميا يبلغ 14.81 في المائة على مدى السنوات الثلاث المنتهية في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014.

"إليانور دي فريتاس"، يعتبر صندوقها أغرب صندوق من بين أكبر عشرة صناديق في المملكة المتحدة. وهي المديرة الوحيدة وصندوقها هو الوحيد الذي يتعقب المؤشرات من بين أكبر عشرة صناديق.

تعتبر دي فريتاس، الحاصلة على درجة الماجستير في الرياضيات من جامعة أكسفورد، واحدة من النجوم الساطعة في بلاك روك، المجموعة الاستثمارية الأمريكية وأكبر شركة لإدارة الأموال في العالم. حقيقة أن صندوقها البالغ حجم أمواله 7.7 مليار جنيه استرليني هو واحد من أكبر الصناديق في المملكة المتحدة يسلط الضوء على التأثير الذي تمارسه "بلاك روك" في الحي المالي في لندن.

ورغم أن المجموعة لا تعطي تفصيلات حول مقدار الأموال التي تسيطر عليها في المملكة المتحدة، إلا أن لديها نحو 1.4 تريليون دولار، أو 31 في المائة من الأصول البالغة 4.5 تريليون دولار تحت الإدارة والتي يتم استثمارها في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا.

صندوق "بلاك روك" الذي يختص بمتابعة مؤشرات الأسهم في المملكة المتحدة هو جزء من فريق استراتيجية "بيتا" في المجموعة، التي تشرف عليها دي فريتاس من مقر إدارة الشركة في لندن.

وبدأ الصندوق بإدارة 2.2 مليار جنيه في أيلول (سبتمبر) 2009، ثم توسع إلى 7.7 مليار جنيه، ما يجعله واحدا من أسرع الصناديق نموا في المجموعة. وهذا يعد علامة على الشعبية المتزايدة للصناديق السلبية، أو متابعة المؤشرات، خلال السنتين الماضيتين، مثل الصناديق التي تعطي بديلا أرخص للصناديق المنافسة ذات الإدارة النشطة، والتي غالبا ما تتفوق عليها في الأداء في الوقت نفسه. وأكبر تعاملات دي فريتاس توجد في أكبر الأسهم المدرجة في مؤشر فاينانشيال تايمز 100، وتشتمل شركات مثل HSBC ورويال داتش شل وبرتيش بتروليوم.

وأنتج صندوق متابعة مؤشرات الأسهم في "بلاك روك" عوائد إجمالية تراكمية بنسبة 48.39 على مدى السنوات الثلاث المنتهية في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014، وفقا لوكالة مورننجستار.

(المصدر: فاينانشال تايمز 2014-12-03)