نهائي أوروبي بلون واحد!

 للموسم الثاني على التوالي، سيكون نهائي دوري ابطال اوروبا بين فريقين من بلد واحد. ولكن ماذا ترك وراءه الدوري الانجليزي في كلتا المرتين؟.

حتى هذا الذي يسمونه « السبيشل وان»، وأقصد البرتغالي جوزيه مورينيو، لم يتمكن من تحويل ميزان القوى مرة أخرى لمصلحة الاندية الانجليزية كما فعل أتليتكو مدريد، الذي كتبت عنه قبل بضعة أسابيع، والذي كان في ذروة تألقه في الموسم الأوروبي واستطاع ان يتحدى اعتى وأشهر منافسيه.

قبل عام، كان كل الحديث منصبا على هيمنة الدوري الألماني وأنديته وتفوقه على مسرح الكرة الاوروبية، كما فعل بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند اللذان تذوقا المجد على استاد ويمبلي.

وقبل ذلك، كان ثمة شعور بأن أندية الدوري الانجليزي الغنية يمكن ان تعود وتقول كلمتها، وهناك من اعتقد ان جميع الجوائز الكبرى في أوروبا ستذهب لا محالة إلى الاندية الإنجليزية. ولكن الآن تغير كل شيء مرة أخرى، اذ تستعد لشبونة لاستضافة نهائي مدريدي سيكون الأول من نوعه الذي يضم فريقين من مدينة واحدة، في 24 مايو الحالي.

واللافت ان أيا من المدربين اللذين من المفترض أن يكونا الأكثر موهبة في أوروبا سيغيبان عن لشبونة. أولهما مورينيو، الذي يبدو - على الرغم من انه قد لا يعترف بذلك - قد سقط تكتيكيا على يد سيميوني اتليتكو في الدور قبل النهائي الأسبوع الماضي في حين تجرع بايرن المزيد من الذل في مواجهة خسرها تكتيكيا مدربه بيب جوارديولا ضد الريال في نتيجة أذهلت جميع المراقبين لتسقط من يديه جميع مراهناته على الاحتفاظ باللقب.

ولعل من بين الدروس التي اظهرها الدور نصف النهائي هو أن السمعة وحدها لا تكفي دائما لانتزاع الجوائز. فالبحث عن الالقاب للاندية المحرومة منها هو المفتاح. ففي الموسم الماضي، كان ذلك حافزا لبايرن من اجل الفوز باللقب بعد ثلاثة مواسم خالية من الالقاب، فاذا بهم وقد انتفضوا بشكل لا يصدق وحققوا اللقب تحت قيادة المخضرم يوب هاينكس.

ولكن ماذا حصل بعد ذلك، لقد اعتزل المدرب الحكيم هاينكس، وانتقل غوارديولا صاحب الكاريزما المعروفة من برشلونة ليواجه تحديا من نوع آخر. فهذا المدرب يواجه حاليا مشكلة يلخصها التساؤل التالي: كيف يمكنك ان تحصل على الكمال المطلوب، وهل بإمكانك ان تحققه مع بيئة أخرى؟.

الجواب طبعا أنك لا تستطيع ذلك. فالخطط التكتيكية لغوارديولا لم تحظ بقبول واستحسان جماهير البايرن ورأيتم كيف نجح ريال مدريد في سحقه 4-0 في اليانز ارينا.

لقد نال الفريق الابيض فرصته بجدارة واستحوذ على كل شيء. فهو الذي فاز بأكبر جائزة في عالم كرة القدم الأوروبية تسع مرات ولكن واصل الخطى نحو العاشرة بطريقة مبهرة ليؤكد هذه المرة ان سنوات الانتظار الطويلة قد ولّت.

إن قوة أتليتكو تأتي من جهده الجماعي، وروح الفريق الواحد مع قليل من بصمات سيميوني، الذي سرعان ما تحول الى ظاهرة لافتة بكونه المدرب الأكثر رواجا في أوروبا. فهذا الفريق - وكما كتبت قبل أسبوعين - فريق بكل معنى الكلمة مع انه لا يضم نجوما كبارا، لكنه يمثل مزيجا قويا من الثبات، والرغبة والروح الرياضية العالية وهو ما لم يحسن حتى تشيلسي - في ظل قيادة «السبيشل وان» - ان يملك الحلول المناسبة لها الاسبوع الماضي.

( المصدر : استاد الدوحة 2014-05-07 )