هذا ما تفعله إسرائيل “الديمقراطية” بالصحافيين الفلسطينيين في مدينة القدس

تدير دولة إسرائيل معركة ضد صحافيين فلسطينيين في القدس. شرطة بلباس مدني وصلوا أول أمس إلى مكاتب شركة إنتاج في شرقي القدس، اعتقلوا هناك خمسة صحافيين وأصدروا للمكاتب أمر إغلاق لستة أشهر. وما السبب؟ الشركة وردت خدمات إنتاج للتلفزيون الفلسطيني.
سبب الإغلاق الذي قدمه وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير هو قانون تطبيق اتفاقات أوسلو من العام 1994، الذي يحظر على السلطة الفلسطينية العمل في حدود إسرائيل. لكن مراجعة القانون تبين أن هدفه هو منع “نشاط ذي طابع سياسي أو سلطوي”. لا ينطبق القانون على صحافيين فلسطينيين يعملون في القدس المدينة التي 40 في المئة من سكانها فلسطينيون. بن غفير ليس طليعة في هذا المجال، بل مواصل لسياسة أسلافه، منهم جلعاد أردان وعومر بار-ليف، اللذان استطابا أيضاً استخدام “قانون التطبيق” ضد الفلسطينيين في القدس: ضمن أمور أخرى أغلقا احتفالاً لمهرجين، ومباريات كرة قدم، واجتماعات لجنة الأهالي، للاشتباه بأن السلطة الفلسطينية مشاركة في تنظيمها.
إن التنكيل الحالي بالصحافيين الفلسطينيين يضاف إلى خطوات أخرى غايتها تقليص حرية الصحافة للفلسطينيين. لمى غوشة، صحافية فلسطينية من القدس، تحتجز منذ نصف سنة قيد الاعتقال المنزلي، والنيابة العامة تطلب لها حكماً بالسجن مدة سنة، متهمة إياها بمخالفات التماثل مع منظمة إرهابية والتحريض للعنف بسبب منشورات في الشبكات الاجتماعية. كان يمكن رؤية طلب معقول في طلب النيابة العامة لو لم تكن النيابة نفسها تتجاهل قدراً لا نهاية له من التحريضات الأخطر بكثير التي قالها وكتبها ونشرها متحدثون إسرائيليون: من وزير المالية الذي دعا إلى محو قرية، عبر نشطاء الليكود الذين يخوضون لحملة كاملة شعارها “يساريون خونة”، وحتى مغردين يدعون لـ “اقتلاع العيون” لنشطاء الاحتجاج ولرجال الإعلام.
صحافيون فلسطينيون يعملون في القدس يشعرون بثقل ذراع دولة إسرائيل. من الصعب أن نجد صحافياً فلسطينياً في المدينة لم يصب بعيار مطاطي، أو يتعرض لضربات هراوة، أو يعتقل عبثاً أو تهينه الشرطة. معظمهم تعرضوا لكل هذه معاً بل وأكثر من مرة واحدة. وعلى الرغم من أن العديد من الاعتداءات على الصحافيين وثقت، فإن دائرة التحقيق مع الشرطة لم تفتح تحقيقاً ضد الشرطة. إن صراع الحكومة ضد حرية الصحافة وحق الجمهور الفلسطيني في المعرفة هو صراع غير قانوني وغير أخلاقي بل وعديم الفائدة أيضاً في الواقع الإعلامي الحالي. وهدفه شطب الهوية والوجود الفلسطيني في القدس. يدور الحديث عن ذراع آخر للاحتلال يحاول قمع حرية التعبير، وهو الآن يتلقى ريح إسناد من أخطر حكومات إسرائيل.
أسرة التحرير - هآرتس
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews