الديمقراطيون يحتشدون لدعم عمر.. والنائبة المسلمة تتحدث عن مكارثية يقودها مكارثي جديد

إلهان عمر، النائبة المسلمة عن ولاية مينسوتا، لم تعد تواجه الجمهوريين الذين يشحذون لها السكاكين وحيدة في الكونغرس.

فالنائبة، التي تقضي فترتها الثالثة في مجلس النواب، تواجه محاولات لإسكاتها وإخراجها من لجنة الشؤون الخارجية المهمة، وذلك لتعهدات أطلقها مؤيدو إسرائيل، وعازمون على معاقبتها بسبب انتقاداتها السابقة لإسرائيل.

وفي تقرير أعده نيكولاس ووس لمجلة “بوليتكو” قال فيه إن النائبة، التي لم ترض في الماضي عدداً من نواب حزبها الديمقراطي، بسبب مواقفها التقدمية، باتت “موحدة” له، والتف الكثيرون حولها، حتى من انتقدوا مواقفها السابقة. وهي اليوم في مقدمة محاولات الحزب لإحباط كل خطط الجمهوريين، وفي أي خطوة. والنائبة، فيما يطلق عليها “الفرقة”، كانت تعرف، حتى قبل بدء فترتها الثالثة، أنها ستواجه التهديدات التي وعد الجمهوريون طويلاً بها، وعزلها من عضوية لجنة الشؤون الخارجية، ونائبة مينسوتا تتحداهم.

وفي يوم الثلاثاء، وكجزء من ليّ ذراع الجمهوريين لطردها، حيث يرى حزبها أنها جزء من عملية انتقام، أعلن مكتبها عن تشكيل “مجموعة العمل لسياسات أفريقيا والولايات المتحدة”، وتهدف لتعزيز الحوار والسياسات المتعلقة بالقارة الأفريقية. وتحمل المحاولة صورة عبثية، وتجعل من اللاجئة الصومالية من أهم مسؤولي السياسة الديمقراطيين في شؤون القارة، إن لم ينجح الجمهوريون في طردها يوم الأربعاء.

واحتشد النواب الديمقراطيون، الذين يشعرون أن الكثير من العمل المهم عرضة للتهديد من مناورات الجمهوريين، حول عمر، بمن فيهم نواب انتقدوا تعليقاتها لإسرائيل والسياسة الأمريكية الخارجية. ولم تعد وجهاً جديداً في المجلس، حيث شكلت تحالفات مع لاعبين مؤثرين وجماعات مهمة مستعدة للقفز والدفاع عنها.

وعندما سألتها المجلة حول الدعم الديمقراطي لها، في مقابلة أجريت يوم الثلاثاء، ردت عمر بنصيحة من والدها: “من الصعب الكراهية عن قرب”. ومن الواضح أن عمر تتعامل مع لجنة الشؤون الخارجية أكثر من كونها عضوية في لجنة، فالمهمة شخصية، نظراً لأرضيتها الاجتماعية كمسلمة من أصول أفريقية، وامرأة هربت عائلتها من الحرب الأهلية في الصومال. وبعدما شاهدت، وعياناً، نتائج الحرب الباردة والسياسة الأمريكية على أفريقيا، قالت إنها قامت بحملة لكي تكون عضواً في اللجنة، مما يجعلها واحدة من قلة نواب فعلوا هذا إلى جانب الرئيس السابق إليوت إنجيل. وبعد وصولها الولايات المتحدة، وإعجابها بالمثال الأمريكي، قالت عمر إنها “تريد التأكد من تحقيق المثل هذه في السياسات التي نضعها ونطبقها، ولا تكون فقط مجرد أسطورة”.

كما أن القتال للحفاظ على موقعها أصبح شخصياً، فالجدل بشأن تعليقاتها السابقة أدى إلى فيضان من الانتهاكات والتحرش والتهديد بالقتل. وقبل المقابلة تلقّى مكتبها مكالمة هاتفية كانت تهديدية بدرجة إغلاق الخط بعد عدة ثوان. وعلقت عمر: “هذا لا علاقة له بالضبط أو المحاسبة لأنني حاسبت نفسي”.

وتقول زميلتها في “الفرقة” الديمقراطية كوري بوش، إن تسرع الجمهوريين لطرد عمر يعني أن النواب يقومون بأحكام سريعة بناءً على الأخبار والتغريدات على تويتر، من دون معرفة النائبة وشخصيتها عن قرب. ووصفت ما قالت إنه عدم استعداد “للتعرف على السياق وفهم الشخص ومقابلته والتعرف عليه شخصياً”. مضيفة و”لكنني أعتقد أن الناس كانوا قادرين على معرفة من هي، وفهم مواقفها جيداً، وخاصة أنها موجودة هنا منذ مدة”.

ولو نجح الجمهوريون في خطتهم فهي تخشى من إدخال نوع من الانقسام الحزبي لمجال يحتاج إلى إجماع الحزبين والوحدة في السياسة والرحلات الحزبية للخارج. ولم تعرب زميلتها الجمهورية في اللجنة الفرعية لأفريقيا كريس سميث عن الطريقة التي ستصوت فيها بشأن بقاء عمر في اللجنة، ملاحظة أن الديمقراطيين عندما يستعيدون السيطرة على المجلس “سأحصل على المطرقة، وسيصبحون تحت إمرتي، وهو ما سيغير الدينامية في العلاقة”.

وفي الوقت نفسه يحاول الديمقراطيون الضغط على الزملاء الجمهوريين لدعم عمر. وقال النائب الجمهوري عن نيويورك غريغوري ميكس إن زملاء له في المجلس أعربوا عن أملهم في “اختفاء الموضوع”، ولأنهم لا يريدون التصويت لطردها، مع أن النائب عن نيويورك لم يكشف عن هويتهم. ويقال إن عمر تتحدث مع عدد من الجمهوريين حول عضويتها في اللجنة مع أنها لم تكشف من هم. وليست وحيدة في القتال، فهي تعتمد على المجموعة السوداء في الكونغرس والديمقراطيين الناقدين لها سابقاً، بل شوهدت وهي تتحدث بشكل طويل ومكثف مع نواب من الداعمين الحماسيين لإسرائيل، مثل النائب جوش غوثمير، وحوار طويل في رواق الكونغرس مع ستيني هوير، الذي ساعد في تنظيم الرحلات السنوية للنواب إلى إسرائيل.

وقالت النائبة الديمقراطية عن أوهايو جويس بيتي: “أعتقد أننا نجتمع حولها مثلما نفعل مع أي عضو”، وهنا براد شنايدر، النائب الديمقراطي عن إلينوي، الذي انتقد تصريحات عمر السابقة، والذي يقول إنها تبدو “قديمة جداً”، و”لكن تسييس اللجنة هو أمر يجب على الطرفين الامتناع عنه، ويجب أن تقوم على الأفعال الحالية والأعمال الحالية”.

وفي الجانب الجمهوري هناك أدلة إيجابية، مثل فيكتوريا سباتز، التي عارضت سابقاً عزل عمر، ولكنها منفتحة الآن لتغيير رأيها.

ويستند الحزب الجمهوري على تعليقات عمر السابقة، التي اعتبروها معادية للسامية كسبب لعزلها من اللجنة، وتغريدات نشرتها على تويتر قبل أن تصبح نائبة، مع أنها حذفتها الآن. وأثارت جدلاً بشأن تعليقات لها في عام 2019 تتعلق بهجمات 9/11، والتي قالت إن نقادها الجمهوريين نزعوها من السياق. واعتذرت عنها سريعاً، وكذا تعليقاتها عن جرائم الحرب، التي بدت وكأنها تقارن إسرائيل وأمريكا بـ “حماس” و”طالبان”.

وتشعر عمر بالإحباط لمقارنتها مع مارجوري غرين، النائبة الجمهورية، وبول غوسار اللذين عزلا، العام الماضي، من لجان بسبب تعليقات نارية، مؤكدة أن الوضع مختلف: “أود أن يصبح هذا نقاشاً حقيقياً، ولكنه هجموم عليّ، ويجعله بطرق مختلفة مثل المكارثية، والتي يقوم بها مكارثي جديد”.

بوليتكو