آلاف المتظاهرين في تل أبيب: “لن نسمح لهذه الحكومة بتحويلنا إلى دكتاتورية”

تظاهر الآلاف عشية السبت في ميدان “هبيما” في تل أبيب، وانطلقت من هناك مسيرتا احتجاج ضد الحكومة. في المكان سمعت هتافات “لا للتمييز برعاية الحكومة”، “بن غفير وسموتريتش كارثة”، “إسرائيل تريد المساواة” و”المواطنون متساوون، يهود وعرب”. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها “هذا هو بيتنا جميعاً”. نحو 200 متظاهر احتجوا أيضاً في حيفا ضد خطوات الحكومة. منظمو المظاهرة في تل أبيب قالوا إن نحو 20 ألفاً شاركوا في المظاهرة.

في الأصل تم التخطيط لمظاهرة ومسيرة موجهة ضد خطوات الحكومة من قبل حركة “نقف معاً” من بداية الأسبوع. ولكن في أعقاب المؤتمر الصحافي الذي عرض فيه وزير العدل ياريف لفين، الأربعاء، خطته لإضعاف جهاز القضاء، دعا سياسيون وحركات احتجاج، حالية وسابقة، إلى التظاهر في ميدان “هبيما”.

بدأ التجمع في السابعة مساء في ميدان “هبيما” بمشاركة “كل من يعارضون الانقلاب في نظام الحكم الذي تنفذه الحكومة البلطجية”، حسب تعبير البيان. من هناك، في السابعة والنصف تقريباً، انطلقت مسيرة برئاسة أعضاء الكنيست أيمن عودة ونعمة لزيمي وعوفر كسيف وعضو الكنيست السابق موسي راز، في مظاهرة لـ “نقف معاً” في ساحة متحف تل أبيب. في الساعة الثامنة، انطلقت من الميدان مسيرة مشاعل. في الساعة التاسعة تقريباً، تقدم بضع مئات من المتظاهرين نحو شارع “نتفيه أيالون”، جنوب مفترق طرق “هشالوم”. نجحت الشرطة في وقف معظمهم، لكنها أغلقت الشارع بصورة متعمدة لمدة قصيرة. بعد فترة قصيرة توحد المتظاهرون في مسيرة المشاعل مع المتظاهرين الذين كانوا يتظاهرون أمام بيت رئيس الكنيست أمير أوحانا، وأغلقوا مفترق طرق تلة الذخيرة و”يغئال ألون”.

رئيس نقابة المحامين آفي حيمي، قال في ساحة المتحف: “أريد نقل رسالة لياريف لفين ومن هم على شاكلته: لن نسمح لكم بتحويلنا إلى ديكتاتورية. التعديل الذي يتحدث عنه هو تدمير للديمقراطية ومس بحقوق الإنسان واستقلالية المحكمة ومس بكم أيضاً كمواطنين”. عضو الكنيست عودة قال: “مع وجود هذه الأزمة التاريخية، توجد فرصة ضخمة وتاريخية. انظروا كم هي القوة الموجودة هنا. وليست هذه سوى النواة والبداية. الفرصة الوحيدة للفاشيين هي الفصل بيننا. ولن نسمح لهم بذلك”.

أما عضوة الكنيست لزيمي، فألقت خطاباً في ساحة المتحف، وقالت: “في كتلتنا هناك من يظهر لهم بأنه يجب التحدث مع الخاطف، مع الذي يحتجز دولة بأكملها كرهينة، والذي قرر تدميرنا باسم محاكمته، وأدخل أعشاب كهانا الضارة كي تكون هي الشخصيات الرفيعة في الحكومة والكابنت. ولكن لا، يحظر التحدث مع الخاطف بنيامين نتنياهو وعصابته. يجب الانتصار عليهم”. الأديب وكاتب المقالات في “هآرتس” عودة بشارات، قال: “الاحتلال نبع السم الذي يفسد كل شيء. الاحتلال يسير مع العنصرية والخوف من المثليين وكراهية الآخر. يولد الآن وحش الاحتلال، ديكتاتورية جديدة جشعة. لقد حان الوقت للعمل وبسرعة”.

وقال أيمن عودة بأنه بعد انتهاء خطابه، هاجمه أحد المتظاهرين: “هاجمتني لفظياً مجموعة من المتظاهرين الفاشيين. وحتى إن أحدهم اعتدى عليّ جسدياً وتم صده على الفور على يد متظاهرين كانوا بجانبي”، كتب في تويتر. “هذه هي النتيجة الأولى لهذه الحكومة الظلامية التي نتظاهر ضدها في هذا المساء. أنا وضعي جيد، ولن أسمح لأي أحد بمنعي من تمثيل الجمهور”، أضاف.

وشاركت في المظاهرات منظمات مدنية كثيرة مثل “جمعية حقوق المواطن” و”نحطم الصمت” و”لجنة التوجيه العليا لعرب النقب” و”نساء يصنعن السلام”. إضافة إليهن، دعت منظمات احتجاج ضد نتنياهو للتظاهر أيضاً، مثل “الرايات السوداء” و”كرايم منستر” و”قومي يا إسرائيل”، ومنظمات مرتجلة أقيمت ضد الحكومة مثل “الأعلام الفخورة”. توجه منظمو المظاهرة الأصلية “نقف معاً” إلى الشرطة وطلبوا المصادقة على المسيرة في أرجاء تل أبيب تحت شعار “مسيرة الأمل”، “هذا بيتنا جميعاً”. في الوثيقة التي صادقت عليها الشرطة، كتب أن الأمر يتعلق بـ “مسيرة اليسار ضد الحكومة الجديدة”.

نشطاء مختلفون انتقدوا الانقسام في المظاهرات، وعبر بعضهم عن الخوف من رفع علم فلسطين في المظاهرة، الأمر الذي سيخدم معسكر نتنياهو. مثلاً اساف اغمون كتب، وهو أحد رؤساء مجموعات الاحتجاج: “المظاهرة في منتهى السبت تقودها مجموعات يسارية متطرفة غير مستعدة للابتعاد سنتيمتراً عن شعارات “كفى للاحتلال” و”حقوق العرب”. هذه مواضيع مهمة جداً، ولكنها تأتي من حيث أهميتها بعد أن نبقي الديمقراطية لدينا من أجل دفع هذه المواضيع قدماً. من يأتي سيجد نفسه محاطاً بأعلام فلسطين وكفى للاحتلال.

ألون لي غرين، الذي يترأس “نقف معا” رد عليه، وقال: “كل الجنرالات يرون مشكلة مع أن يعتلي هذا المساء المسرح عرب يخطبون ويتحدثون -ليحفظنا الله- عن الاحتلال. تعالوا نجعل الأمر واضحاً بقدر الإمكان: لا توجد ديمقراطية مع وجود تمييز منهجي ضد المواطنين ومع سيطرة عسكرية على ملايين الأشخاص”.

عضوة الكنيست السابقة ستاف شبير، كتبت في تويتر: “هذا ليس المكان المناسب لنقاشات تطهرية حول من سيأتي وتاريخ حياة كل مشارك. في كل الحالات نتنياهو وأبواقه سيكذبون بعد ذلك، وسيقولون بأن المظاهرة نظمها يسار خائن ممول بأموال أجنبية ويؤيد أعداءنا”. أما المحامي غونين إسحق، من الشخصيات البارزة في احتجاج بلفور، فكتب بأن “أحد الأمور الجميلة في احتجاج بلفور هو أننا نجحنا في الاحتجاج الذي كان يتكون من جماعات مختلفة ومتنوعة ولم نفرض الرسائل. هكذا يجب أن فعل الآن أيضاً”. ثمة معارضات أخرى أثارتها المظاهرة المنقسمة وترتبط بطبيعة الاحتجاج، حيث إن المتظاهرين الذين يؤيدون حركات الاحتجاج ضد نتنياهو غير معنيين بمسيرات منسقة مع الشرطة وبمنصات يتم إلقاء الخطابات عليها.

من “نقف معاً” جاءنا: “في حملة بن غفير الانتخابية سأل: من هو صاحب البيت هنا؟ وردنا هو “هذا بيتنا جميعاً”، لأنه لجميعنا، يهوداً وعرباً، متدينين وعلمانيين، مثليين وغير مثليين، في المركز وفي الضواحي، وثمة مصلحة للعيش المشترك بكرامة ومساواة وأمان. جميعهم يتعرضون للتهديد من الحكومة”. من “الأعلام السوداء” جاءنا: “بعد بضعة أيام على إعلان نتنياهو بواسطة لفين عن انقلاب في الحكم، سنعود إلى الشوارع. هناك شيء واحد يمكن أن يوقف الانقلاب، وهو أن يوضح المواطنون من الشوارع بأنهم لن يسمحوا بتحويل إسرائيل إلى ديكتاتورية مسيحانية”.

بقلم: بار بيلغ وآخرين - هآرتس