Date : 26,04,2024, Time : 09:03:55 PM
3714 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الثلاثاء 12 جمادي الاول 1444هـ - 06 ديسمبر 2022م 12:25 ص

“الطريقة التيجانية” مسرح تنافس جزائري- مغربي جديد

“الطريقة التيجانية” مسرح تنافس جزائري- مغربي جديد
جون أفريك

تحت عنوان: “الطريقة التيجانية موضوع تنافس جديد بين المغرب والجزائر”، قالت مجلة “جون أفريك” الفرنسية إنه بالإضافة إلى الجبهات الدبلوماسية والجيوسياسية والثقافية، فإن الرباط والجزائر تتصادمان حول الروحانيات، وبالتحديد الطريقة التيجانية التي هي إحدى الطرق الصوفية، والتي يقدر عدد مريديها بأكثر من 200 مليون نسمة حول العالم، وخاصة في غرب إفريقيا (السنغال وموريتانيا ومالي وبوركينا فاسو ونيجيريا).

ذكرت “جون أفريك” بأن مؤسسها أحمد التيجاني توفي ودفن في مدينة فاس المغربية عام 1815، مما أعطى العاصمة الروحية هذه مكانة “مكة الثانية” للتيجانيين. لكن سيد هذا الطريقة الصوفية ولد أيضا في 1737 أو 1738 في عين المهدي، وهي بلدة تقع في الصحراء الجزائرية على بعد أكثر من 400 كيلومتر جنوب الجزائر العاصمة، مما يجعلها مهد التيجانية، حسب السلطات الجزائرية.

ومع ذلك، وفقًا للمؤرخ والمتخصص في التيجانية، جيلالي العدناني، الذي يدرس في جامعة محمد الخامس بالرباط، فإن “عين المهدي كانت أرضًا مغربية قبل أن تضمها فرنسا وتتبعها إلى الجزائر بعد عام 1830”، كما تنقل عنه المجلة.

القوة الناعمة المغربية

تواصل “جون أفريك” التّذكير بأن أحمد التيجاني لجأ إلى المغرب عام 1799، حيث رحب به السلطان مولاي سليمان بحرارة. بالإضافة إلى ذلك، فإن جد أحمد التيجاني جاء من قبيلة مغربية، وهي حقيقة يشهد عليها بشكل خاص الأمير عبد القادر، وهو شخصية بارزة في الحركة الوطنية الجزائرية، يشير الباحث المغربي جيلالي العدناني، مضيفا أنه على عكس الدبلوماسية، حيث اعتادت الجارتان على الضربات المتبادلة والبيانات الصحافية الحارقة، فإن هذه المعركة الروحية تدور من خلال المؤتمرات والقمم المتداخلة، وذلك منذ عقود.

وتشير “جون أفريك” إلى أنه تجري الآن الاستعدادات للمؤتمر السابع عشر لمنظمة التعاون الإسلامي، الذي من المقرر أن تستضيفه الجزائر في الأشهر المقبلة. وهي مناسبة تجمع 57 دولة إسلامية، خططت السلطات الجزائرية أن يتم خلالها تنظيم زيارة إلى عين المهدي، بحضور الزعيم الروحي لفرع التيجانية الجزائرية سيدي علي بلعربي التيجاني. وتعد هذه الخطوة طريقة رائعة للترويج لعين المهدي على أنها “البيت الأم” للتيجانية، وفق “جون أفريك”.

ومع ذلك – توضح “جون أفريك”- تعتبر فاس بالفعل مكان التيجانية، حيث تجذب في كل عام حوالي 1.5 مليون شخص، وتتمتع زاويتها بأكبر تأثير في القارة الأفريقية. وتجسد الطريقة التيجانية روح القوة الناعمة المغربية في إفريقيا، كما تخدم المصالح السياسية والدبلوماسية للرباط التي تعتمد اليوم على شبكة تيجانية لتصبح قوة أفريقية.

في قلب العلاقة بين المغرب والسنغال

ومضت “جون أفريك” إلى التوضيح أن المغرب قبل عودته إلى هيئات الاتحاد الأفريقي في عام 2017، مكنته هذه الشبكة من حشد – أو محاولة حشد – دول جنوب الصحراء الكبرى من أجل قضيته الوطنية الكبرى: مغربية الصحراء.

تاريخياً – تضيف المجلة – أقامت هذه الطريقة جسراً بين شعوب ضفتي الصحراء، ولا سيما بين المغرب والسنغال. وتنقل “جون أفريك” عن الباحث باكاري سامبه، مدير معهد تمبكتو، توضيحه: “البعد الاجتماعي السياسي للتيجانية، والروابط التي نسجت من خلالها، أو من خلال استغلالها، تضفي على العلاقات السنغالية – المغربية خصوصيتها وطابعها الدائم. لا يمكن الحديث عن العلاقات مع المغرب دون الإشارة إلى هذه الأخوة. في السنغال، يُنظر إليه على أنه الأساس، إن لم يكن الدعم الديني، للعلاقات الثنائية”.

عندما اعتلى الملك الحسن الثاني العرش قاد سياسة “العودة إلى إفريقيا” وأقام علاقات قوية جدًا مع السنغال: في عام 1963، مول الملك وافتتح المسجد الكبير في داكار. في عام 1985، أسس رابطة العلماء في المغرب والسنغال. أما السنغال فتنظم كل عام أياماً مخصصة لمؤسس التيجانية أحمد التيجاني. وعندما توفي الحسن الثاني عام 1999، يتذكر باكاري سامبه أن وريثه، الملك محمد السادس، كلف وزير الشؤون الدينية الخاص به بقراءة رسالة طويلة مترجمة إلى الولفية (اللهجة المحلية الرئيسية في السنغال) إلى السنغاليين التيجان. في المقابل، أعرب مودو سي، شيخ سنغالي مهم جدا من التيجانية، عن “ولاء الإخوان وشيوخها للعرش العلوي”.

وبحسب باكاري سامبه دائما، يعود الفضل إلى حد كبير للتيجانية في أن العلاقات المغربية السنغالية ظلت مستقرة وودية، حتى بعد انتخاب عبد الله واد رئيسا للبلاد في عام 2000. وكان هذا الخصم السابق قد اعترف بجبهة البوليساريو قبل ذلك. ففي أول زيارة رسمية للمغرب صرح على شاشة تلفزيون قناة 2M المغربية: “أنا إلى جانب المغرب والسنغال إلى جانب المغرب”.

وأكدت “جون أفريك” أن هذه الهالة الروحية أثارت اهتمام الجزائر في وقت متأخر، موضحة أنه في نهاية القرن التاسع عشر، كانت السلطات الفرنسية الموجودة في الجزائر مقتنعة بأن الفرع المغربي للتيجانية، الذي كان له تأثير كبير بالفعل في غرب إفريقيا، كان يغذي مقاومة ضد الاستعمار. “ثم استخدموا فرع التيجانية في عين المهدي لجعلها طريقة عابرة للحدود”، وفق المؤرخ المغربي جيلالي العدناني، لكن المشروع ظل حبرا على ورق. وخلال الحرب الجزائرية، عارضت جبهة التحرير الوطني هذه الطريقة الصوفية.

ويتابع المؤرخ أنه منذ ثمانينيات القرن الماضي، استحوذت الجمهورية الجزائرية على مصلحة التيجانية “لخدمة طموحاتها الجيوستراتيجية ولاحقًا لمواجهة الإسلاموية”.

ضربة معلم جزائرية

في ذلك الوقت، كانت الجزائر والمغرب في خضم حرب على الصحراء الغربية (1975-1991). في عام 1983، على الرغم من الدفء في العلاقات، أعادت السلطات الجزائرية رفات الشيخ محمد الحبيب، سليل أحمد التيجاني، الذي كان يعيش في السنغال منذ عام 1950، توضح “جون أفريك” دائما، التي تنقل كذلك عن الباحث باكاري سامبه، قوله: “الرئيس السنغالي في ذلك الوقت، عبدو ضيوف، أعطاها بعدًا سياسيًا ودبلوماسيًا من خلال وضع طائرته الشخصية تحت تصرف شيوخ التيجانية”. وتم دفنه في كوردان بالقرب من أحمد تيجاني، وهو حفيد مؤسس التيجانية المدفون في فاس. واعتبر جيلالي العدناني أن “السلطات الجزائرية حتى اليوم تلعب على الغموض لاستقطاب السنغاليين وتجاوز فاس”.

وتابعت “جون أفريك” التوضيح أنه عقب عام 1984، قررت الجزائر تنظيم تجمع للتيجانيين من الجزائر وتونس ومصر وإفريقيا (باستثناء المغرب) في عين مهدي. وخصصت مبلغ 20 مليون دولار لتمويل مشروع إسكان اجتماعي في العاصمة السنغالية داكار. من جانبه، اعترف عبدو ضيوف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وجبهة البوليساريو.

رد المغرب عام 1985 بتنظيم ندوة دولية حول التيجانية في فاس والتي ستصبح حدثًا سنويًا. حد “لا يُنسى“، على حد تعبير بكاري سامبه، للدبلوماسية المغربية، التي ستحصل بعد ذلك على اعتراف بمغربية الصحراء من العديد من القادة التيجانيين.

من هناك استعاد المغرب السيطرة على ميزته هذه: شرعيته الروحانية والدينية. ويعتقد عالم الاجتماع المستشرق جاك بيرك أيضًا أن الإسلام الصوفي وُلد في المغرب قبل أن ينتشر إلى المغرب العربي وإفريقيا والشرق، تشير “جون أفريك” في ختام هذا التقرير.

جون أفريك




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد