هكذا نستعيد بلادنا إسرائيل من أيدي “الإرهاب الدائم”
عملية تتلوها عملية في “المناطق” [الضفة الغربية]. قوات الأمن تنجح في إحباط كثير من محاولات العمليات، وينتهي كثير منها دون إصابات. ولكن في أجواء الإرهاب السامة السائدة في المجتمع الفلسطيني – أجواء إعطاء الإسناد والدعم للإرهاب – فإن العملية التالية مسألة وقت، مثلما تبين في “أرئيل” الأسبوع الماضي، حين قتل مخرب ثلاثة إسرائيليين وأصاب ثلاثة آخرين.
قسم كبير من هذه الأحداث لا يصل إلى العناوين الرئيسة، لكن فيها ما يجعل “المناطق” خطراً على الإسرائيليين الذين يعيشون فيها.
إن واقعاً متواصلاً من العنف، وإن بلهيب متدنٍ، يشكل دفيئة تشجع بل وتنتج المخربين التالين، كما تمس أيضاً بأولئك الفلسطينيين الذين يسعون ليعيشوا حياة اعتيادية عديمة العنف وتدفعهم أيضاً للانضمام إلى دائرة الإرهاب.
في مثل هذا الواقع نفهم دعوات للقبضة الحديدية أو حتى لحملة عسكرية شاملة تحاول تغيير الواقع على الأرض من الأساس. لكن مثل هذه الدعوات التي تعبر عن الإحباط بل والتعب، تطلب جواباً موضعياً، عملياتياً في الغالب، للتحدي الذي يتعلق بمعنى وجوهر وجودنا وحياتنا هنا في هذه البلاد، التحدي الذي يرافق القصة الصهيونية من بدايتها.
بالفعل، ينبغي مقاتلة الإرهاب، ويمكن قمع موجات الإرهاب. لكن يجب الاعتراف بأن الإرهاب العربي وجد هنا كي يبقى. فالتمسك اليهودي بالبلاد والاستيطان فيها ترافق من بدايته، حتى قبل قيام الدولة، وصراعاً دموياً، في أساسه مقاومة للوجود اليهودي وعدم التسليم به، ولاحقاً أيضاً بوجود دولة يهودية على أرض بلاد إسرائيل.
قبضة حديدية تترافق وخطوات عسكرية حازمة أو محاولة شراء قلب السكان المحليين بامتيازات اقتصادية وغيرها، ربما تقمع موجات العنف وتضمن هدوءاً لزمن ما، لكن -مثلما يفيد التاريخ- سيعود الإرهاب ليرفع رأسه.
الحقيقة أن الوضع الراهن في المناطق ما دام على حاله – أي واقع تكون فيه السياسة الرسمية والمعلنة لدولة إسرائيل غامضة – لن تكون إمكانية حقيقية لتغيير الواقع على الأرض من الأساس، ومعنى الأمر استمرار موجات الإرهاب، حتى وإن كانت بقوى متغيرة.
للوضع الراهن فضائل مهمة؛ إذ إنه يسمح باستمرار زخم الاستيطان اليهودي في “المناطق” دون الصدام بالأسرة الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة، وكذا دون إثارة جدال داخلي في إسرائيل. في مثل هذا الواقع، يمكن مواصلة الاستعانة بالسلطة الفلسطينية، رغم ضعفها وتكليفها بمهمة تهدئة الوضع.
لكن هناك ثمناً للوضع الراهن، يجد تعبيره بصعوبة التصدي لموجات العنف والإرهاب التي تغذي الأمل لطردنا من “المناطق” في نهاية الأمر، مثلما حصل في غزة مثلاً.
يمكن تغيير الوضع الراهن، مثلاً بضم المنطقة لدولة إسرائيل. ينبغي الافتراض بأن أغلبية الفلسطينيين سيحتجون، لكن سرعان ما يندمجون في منظومات الحياة في إسرائيل – التعليم العالي، الصحة، الرفاه، والعمل.
لكن وعلى فرض واقعي بأن إسرائيل غير معنية، وربما غير قادرة أيضاً على تغيير الوضع من أساسه، فكل ما يتبقى لنا مثلما في سنوات ما قبل قيام الدولة، هو مواصلة البناء والعمل، بيتاً إثر بيت ودونماً إثر دونم، على دفع الثمن الذي يتطلبه منا الاحتفاظ بالبلاد. وفي نهاية المطاف، وبمرور السنين، فإن الوقائع التي على الأرض ستخلق واقعاً جديداً.
بعد كل شيء، الإرهاب لا يبني بل يخرب. هو يسعى ليخرب المشروع الصهيوني، لكنه أيضاً يخرب المجتمع الفلسطيني من الداخل، ونسيج الحياة، والاقتصاد وبالطبع يسمم نفوس شبابه.
لا توجد اختصارات طريق في الصراع ضد الإرهاب، الذي هو ليس سوى مدماك في الصراع على البلاد، والمهم أننا المنتصرون فيه.
بقلم: أيال زيسر - إسرائيل اليوم
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews