ساعة الحقيقة!
ليس من المقبول أن يتحدث أحد مع الأهلي الآن إلا عن بطولة الدوري!
من السخف أن يأتي واحد مثلي اليوم ويتحدث معه عن بطولة كأس رئيس الدولة أو عن بطولة كأس المحترفين مثلاً!
أو أن يأتي أحد المزايدين ويحدثه عن البطولة الآسيوية وأهميتها وفوائدها العظيمة، ويثمن قدرها باعتبارها حلم الحالمين وأمل الآملين وعشق الملايين، وكأن الأهلي آخر من يعلم!
اليوم هو يوم الدوري ولا شيء غيره، وغداً يوم آخر.
الأهلي نفسه يعلم علم اليقين أنه بطل الدوري هذا الموسم، لكن لا أحد يعرف حتى الآن متى يحدث هذا اليقين، نعم نقطة واحدة متبقية، لكنها لم تأت بعد.
ما أريد قوله.. إن كرة القدم ليست ميداناً للتنزه، فلا الأهلي سيكون في نزهة اليوم، ولا الوصل هو الآخر بالتأكيد.
ما أفهمه أن النقطة المتبقية لن يكون طريقها مفروشاً بالورود، لا سيما وأنها ستكون ملازمة لساعة الحقيقة وما أدراك ما ساعة الحقيقة!
لاعبو الأهلي وجماهيرهم وإدارتهم تترقب حدوث اللقب اليوم، وهذا الترقب في حد ذاته له مخاطره وله ثمنه، مثل هذه الأوقات تحتاج إلى شجاعة من نوع خاص، تحتاج ثباتاً وعملاً وجهداً وإرادة.
شخصياً، لا أنظر للأمر من منظور الفريق المنافس فقط، وإذا كان هناك من يستهين بالوصل فهو مخطئ، حال الوصل الآن ليس أفضل من حاله عندما أوقع الأهلي في المحظور وألحق به أول الهزائم الحقيقية وليست الإدارية في الدور الأول، بل على العكس، فإذا كان الوصل في السابق «أيام الرخاء» كان يلعب دور شرطي المسابقة أمام فرق بعينها، فهو اليوم لن يخوض المباراة ترفاً، فهو يخوضها بمفهوم الأسد الجريح الذي وجد نفسه فجأة أمام أخطر موقف وأصعب موقف، وجد نفسه في مواجهة مباشرة مع ظلمات الهبوط وهو البطل وهو الكبير!
ثم إن الخطر الأشد من الممكن أن يأتي للأهلي من نفسه وليس من منافسه إذا تراخى أو تعالى أو تكبر!
كرة القدم فيها كل شيء، و«ياما» تعلقت ألقاب وضاعت ألقاب في «غمضة عين»، حين دخلت أشياء غير كروية في الموضوع.
نعم، لن تكون نهاية العالم إذا خسر الأهلي اليوم، لأنه سيكون قد خسر مباراة ولم يخسر بطولة، لكنه بالتأكيد سيواجه حرج الموقف، أمام نفسه أولاً، وجماهيره المتشوقة المتلهفة المحتفلة على نفسها منذ أن فاز على الجزيرة!
والأهم، أن الأهلي يريد أن يتخلص فعلياً ورسمياً من بطولة حتى يستفيق لغيرها، طالما أنه يرغب في تعدد الألقاب، وكما قلت قبل ذلك وأكرر أنها مسألة ليست سهلة على الإطلاق، فإذا كان الأهلي يريد، فغيره أيضاً يريد، وإذا كان قد وصل إلى نهائي، فغيره أيضاً قد وصل، وأصبحت الفرص في الميدان نصفها لك ونصفها لي!
أما من يقول إن الأهلي هو الأقوى وإنه يستحق كل البطولات فهو يضر الأهلي ولا يخدمه، إذا كان الأهلي قوياً فكل من وصل إلى نهائي بطولة فهو الآخر قوي، وفي خواتيم البطولات «نهائيات الكؤوس» لا شيء أيها السادة مضمون!
كلمات أخيرة
إذا كانت هذه الجولة كاشفة للبطل، فهي كذلك للشعب على وجه الخصوص، فإذا خسر أمام العين وفاز الإمارات على الجزيرة، فعلى الشعب السلام!
نعم، إذا أحرز الأهلي الدرع اليوم، وهبط الشعب أيضاً اليوم، فماذا يتبقى من دوري المحترفين على مدار الثلاث جولات المقبلة!
لن يتبقى إلى بقايا معركة.. رفعت الأقلام وجفت الصحف!
( البيان 11/4/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews