إيران.. بين “ثورة الحجاب” والدعوة لاستئناف محادثات النووي
الشعار الجديد لعشرات آلاف المتظاهرين في إيران، “النساء، حياة وحرية”، جاء ليروي قصة شجاعة للنساء البطلات: شابة تصعد إلى صخرة أو تقف على كرسي في وسط المدينة، فيتجمهر حولها مئات من أبناء جيلها. لم يعد أحد يكترث من تصدر النساء، فيما الرجال مستعدون للمخاطرة. الشابة تنزع حجابها، تلقي به في شعلة نار صغيرة ليحترق. وعندها تمتشق مقصاً وتقص شعر رأسها. حتى وإن حرصت السلطات على قطع كل وسائل الاتصال بالعالم الخارجي – انستغرام، واتساب، وفيسبوك – فإن شباناً ذوي جسارة نجحوا في تهريب مئات الأشرطة التي تكاد كلها تكرر الصورة ذاتها بالضبط لطقوس الحرق وقص الشعر.
من الجهة الأخرى، في المظاهرات التي بادر إليها الحكم الإيراني، بدأ مئات الشبان في نفس العمر كمن فرض عليهم الخروج بالتظاهر تأييداً للحكم. نجح كثيرون في التملص بعد أن اشتكوا بأنهم نزعوهم بالقوة من البيت. لا يوجد زعيم للمظاهرات ضد النظام، وليس هناك من يدعو الشبان إليها في المدن الإيرانية الكبرى. تنتقل الشائعة من الفم إلى الأذن، وتمتلئ الميادين، إذ ليس هناك ما يمكن خسارته. وحتى في مدينة قم، المقدسة لأبناء الطائفة الشيعية، تعربد المظاهرات، وتجرأت النساء لارتقاء الكراسي وإلقاء الحجارة. عندما يتجرأون على الصراخ في الشوارع “الموت للدكتاتور” فيما الأصابع ترفع نحو الزعيم الأعلى عليّ خامينئي، فإن قوات النظام تستخدم الغاز المسيل للدموع وتنتقل إلى الرصاص الحي. 74 شخصًا، بينهم أطفال ونساء، قتلوا حتى الآن. سيظهر مزيد من الأعداد، بعد انكشاف الصورة الكاملة.
أبناء عائلة مهسا أميني التي توفيت في أثناء اعتقالها لدى “شرطة الأخلاق”، يرفضون السكوت. بعد الأم والأب اللذين انتقدا بشدة، اكتشف ابن العم، عرفان مرتئي، الجهد العنيد الذي بذلته السلطات لإجراء دفن سري لمهسا في ساعة ليل متأخرة، بلا مشاركين.
في تلك الساعات، نشرت مقابلة حصرية منحها وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان لـ “المونيتور”، وهي مقابلة طويلة جداً، مخططة من الجانب الإيراني لكنها غير مقنعة. في إيران “دكتاتورية كاملة”، وهو يقترح على الصحافي أن “تعال لتكتشف بنفسك”. أما الصحافي فلا يتنازل، ويسأله عن قتل الشابة مهسا أميني، بنار شرطة الأخلاق. يرد الوزير بأن “كلنا آسفون جداً، ويجري تحقيق لتقصي حقيقة الحدث”. وعلى الفور يجد من الصواب الملاحظة بأن أشرطة الفيديو التي يظهر فيها أفراد الشرطة الإيرانيون يطلقون الرصاص الحي على المتظاهرين – مفبركة.
كما أن وزير الخارجية الإيراني يبشر لأول مرة بأن بلاده مستعدة لاستئناف محادثات النووي على الفور. لكنها لن توافق حالياً على محادثات مباشرة مع الوفد الأمريكي. كما أنه يفاجئ الإعلام بأن “نحن مستعدون لفحص ميداني من مراقبي الأمم المتحدة في المواقع التي يزعم أنه عثر فيها على بقايا يورانيوم”. وعندما سئل ما إذا كانت إيران ستوافق على إلغاء فرض اعتمار الحجاب على النساء، والتوجه إلى حرية أكبر للشبان، فإنه يكذب دون أن يرف له جفن: “ثمة ديمقراطية وحرية كاملة في إيران، وأدعو الجميع أن يروا بعيونهم”.
بقلم: سمدار بيري - يديعوت أحرونوت
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews