نيودلهي ترفض ضغوط واشنطن لخفض استيراد السلاح والنفط من روسيا

تكشف صحيفة الإندبندنت عن بعض نتائج “المحادثات المعمقة” التي تجريها الإدارة الأمريكية مع الهند لإقناعها بالحد من الاعتماد على شراء الأسلحة والنفط من روسيا.

وتقول الكاتبة شويتا شارما إن الرد الهندي كان “أن نيودلهي ليست بلدا يرضخ للضغوط وأن موقفها يتحدد بناء على رؤيتها ومصالحها الخاصة”.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الخارجية الأمريكية قوله لشبكة سي إن إن الإخبارية “لقد أجرينا محادثة عميقة مع الهند حول حقيقة أننا نريد مساعدتها في الحصول على خيارات للتنويع في مصادر شراء السلاح والطاقة، وأن الهنود بدأوا أيضا يدركون أنه يمكن أن تكون هناك فوائد حقيقية لهم في التنويع لأن موسكو لم تعد شريكا موثوقا بسبب قيامها بخوض حرب مع أوكرانيا”.

وجاء الرد الهندي بلسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الهندية أريندام باجشي التي قالت “إن الهند ليست دولة يمكن الضغط عليها وموقفها ينبع من من رؤيتها الخاصة ومصالحها بشأن ما تريد القيام به”.

وتعيد الصحيفة التذكير بأن روسيا هي ثاني أكبر مورّد للأسلحة في العالم بعد الولايات المتحدة، وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.، كما أنها لا تزال أكبر مصدر للنفط للأسواق العالمية وثاني أكبر مورد للنفط الخام بعد المملكة العربية السعودية، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.

وظلت روسيا منذ أربعين عاما من أكبر موردي الأسلحة والذخيرة للهند التي كانت بدورها أكبر مستورد للأسلحة على مستوى العالم، إذ يقدّر مركز ستيمسون أن الأسلحة الروسية يمكن أن تشكل ما يصل إلى 85 بالمئة من أنظمة الأسلحة الهندية الرئيسية.

وترسم الصحيفة معالم الموقف الهندي الذي يعتمد التواصل مع روسيا والغرب في ذات الوقت. وتقول “إن الهند ترفض حتى الآن الانضمام إلى الغرب في جهوده لعزل روسيا بشأن أوكرانيا”. وفي ذات الوقت واصلت الهند حث روسيا وأوكرانيا على متابعة “الحوار والدبلوماسية” وذلك خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون في أوزبكستان، الأسبوع الماضي، حيث اجتمع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.

ورحبت الولايات المتحدة بموقف مودي، وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إنه بيان مبادئ عما يعتقد أنه صحيح وعادل.

في تطور آخر، كانت الهند من بين أكثر من 100 دولة صوتت لصالح السماح للرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي بإلقاء كلمة في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة من خلال خطاب مسجل، بعد الامتناع المتكرر في الماضي عن التصويت في الأمم المتحدة لتعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان.

وفي الوقت نفسه، فإن العلاقات االتجارية بين الهند والولايات المتحدة قد قفزت عام 2021 إلى 157 مليار دولار، كذلك فقد تطورت العلاقات الدفاعية بين بريطانيا والهند في أبريل/نيسان الماضي بعد موافقة البلدين على قيام شراكة دفاعية جديدة وموسعة، والاتفاق على إبرام اتفاقية التجارة الحرة بحلول شهر أكتوبر /تشرين الأول هذا العام.

الإندبندنت