Date : 29,03,2024, Time : 06:18:55 PM
4039 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: السبت 06 صفر 1444هـ - 03 سبتمبر 2022م 12:46 ص

قرار التحول من الفرنسية إلى الإنكليزية إشارة على خسارة فرنسا تأثيرها في الجزائر

قرار التحول من الفرنسية إلى الإنكليزية إشارة على خسارة فرنسا تأثيرها في الجزائر
بوليتيكو

نشرت مجلة “بوليتيكو” تقريرا عن قرار الجزائر الانتقال من تعليم اللغة الفرنسية إلى الإنكليزية، كلغة تدريس ثانية في المدارس.

وقالت سيليا كولكت، إن التحول يُظهر المدى الذي خسرت فيه فرنسا تأثيرها على مستعمرتها السابقة. ففي عالم الدبلوماسية، تفاصيل قليلة تحمل نفس القدر من الأهمية مثل اللغة. ولغات قليلة لها ذلك القدر من التأثير الثقافي والدبلوماسي مثلما تفاخر الفرنسيون دائما.

وعندما كانت علامة “رئيس الجمهورية” بالإنكليزية بدلا من الفرنسية على المنصة في القصر الرئاسي الجزائري الأسبوع الماضي، لاحظ الدبلوماسيون والمراقبون التغيير، فالجزائر كانت جزءا من الإمبراطورية الفرنسية لأكثر من قرن.

وقال كزافييه دريانكور، السفير الفرنسي السابق في الجزائر: “لم أفاجأ، ولكنني صُدمت من فعل (الجزائر) أمرا مثل هذا أثتاء زيارة رئيس فرنسي“. وأضاف: “هذا أمر مقصود، وهي رسالة لفرنسا، وطريقة لإخبار الشعب الجزائري أنه لا شيء خاص يتعلق بالفرنسية، فهي لغة مثل بقية اللغات”.

وتقول الكاتبة إن اختيار المضيف اللغة أثناء زيارة ماكرون للجزائر في الأسبوع الماضي، هو إشارة على محاولات تخفيض درجة الفرنسية كلغة عمل بالنسبة للجزائر الرسمية. ففي تموز/ يوليو، أعلن الرئيس عبد المجيد تبون عن بدء تعليم اللغة الإنكليزية في المدارس هذا العام. وقدم القرار على أنه تخلص مرحلي من اللغة الفرنسية. وقال إن الفرنسية هي “غنيمة حرب” أما الإنكليزية فهي “لغة عالمية”.

وتقول المجلة إن استخدام الفرنسية في الإدارات العامة والتجارة والجامعات الجزائرية، هو جزء من الإرث الاستعماري المعقد والحقبة التي انتهت عام 1962، بعد ثماني سنوات من الحرب الطاحنة التي قادت للاستقلال. واليوم تخوض فرنسا حربا ناعمة للحفاظ على تأثيرها، في وقت تتحرك المستعمَرة السابقة للتحول عن الفرنسية إلى الإنكليزية وتدريسها في المدارس.

وتعتبر اللغة العربية والأمازيغية، اللغتين الرسميتين في البلاد، حيث يتحدث معظم السكان لهجة عربية في البيوت. ورغم كون الفرنسية ليست لغة رسمية، إلا أنها تدرس في المدارس الابتدائية من سن التاسعة، ويتحدث بها ثلث سكان الجزائر. أما الإنكليزية، فتدرس، بدءا من سن الرابعة عشرة. ولو مضت الحكومة الجزائرية في قرارها، فسيتم عكس وضع اللغتين، حيث تصبح اللغة الإنكليزية لغة تدرس في المراحل الابتدائية والفرنسية في المراحل الثانوية.

وبحسب أرقام المنظمة الدولية للغة الفرنسية، فالجزائر تعد ثالث دولة في العالم تنتشر فيها الفرنسية، وينطق بها 15 مليون من أبناء الجزائر، وتأتي بعد فرنسا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وستكون خسارة الجزائر لطخة في مجال التأثير الفرنسي والذي يعد مصدر قلق للساسة الفرنسيين. وقال رياض غسيلي، المحاضر في اللغة الفرنسية بجامعة بومرداس، شرقي الجزائر: “إذا لم تتحرك فرنسا، وتوقف استبدال الفرنسية بالإنكليزية، فستخسر التأثير وستخسر الناس الذين سينشرون ثقافتها والدفاع عن مصالحها، ولو لم يحدث أي تغير، فسيختفي مجال التأثير الفرنسي”.

ومع أن التحرك عن الفرنسية هو محاولة لتحرير الأمة الجزائرية التي تعيش على المتوسط من الماضي الاستعماري، إلا أن الكثير من الناطقين بالفرنسية ينظرون للقرار بنظرة شك، ويعتقدون أن له دوافع سياسية. وقال غسيلي: “تحاول الحكومة تشجيع استخدام اللغة العربية، ولكنها تريد تشجيع اللغة الإنكليزية لأنه ينظر إليها على أنها محايدة ثقافيا في الجزائر”. وأضاف: “يفعلون هذا لأن خلف كل لغة ثقافة، واللغة الفرنسية تخلق أناساً ناقدين”.

ووسط صخب العاصمة الجزائر، ينتهز الجزائريون الذي خرجوا للغداء فرصة الجلوس في الشمس والتحدث مع بعضهم البعض قبل العودة لأعمالهم أو مدارسهم. وفي خارج مستشفى مصطفى الجامعي، فالموقف من اللغة كان واضحا، فالمعظم يحبذ دراسة الإنكليزية بدلا من الفرنسية في المدارس الثانوية لو كان لديهم خيار. وقال طالب الإدارة سهيل الزواوي: “الإنكليزية هي لغة عالمية وهي مفيدة أكثر من الفرنسية في السفر”. وأضاف: “لو أردت العمل في الجزائر فأنت بحاجة للفرنسية، لكن لو أردت الحصول على وظيفة في أوروبا وكندا والولايات المتحدة فأنت بحاجة للإنكليزية”.

وقال الممرض عبد الرحيم سركاوي: “يحب الشباب التحدث بالإنكليزية لأن الجميع يتحدث بها، ولا يتحدث باللغة الفرنسية إلا في عدد من الدول”، وأضاف أن “تاريخ الاستعمار نفّرنا من تعلم الفرنسية”. وفي هذه الزواية من الجزائر، تتراجع القوة الفرنسية الناعمة- الثقافة المدعومة والقنوات التلفازية، تفشل في إحداث خرق في التأثير الأمريكي، حيث يذكر الشباب أسماء المغنين الأمريكيين والممثلين المفضلين لهم. ويبدو أن رغبات الجيل الجديد تتوافق مع طموح الوطنيين الجزائريين الذين كانوا يريدون التخلص من الفرنسية منذ الأيام الأولى للاستقلال.

ويقول المؤرخ في مركز الأبحاث بمدينة وهران ،عمار محند عامر: “ليس مطلبا جديدا، بل ينظر للتحرك على أنه تحرير النفس من الروابط الاستعمارية”. ويضيف: “نريد التحرر من اللغة الفرنسية”. ويرى محند عامر، أن موضوع اللغة يطل برأسه في كل مرة تشهد العلاقات الفرنسية- الجزائرية توترا، كما في العام الماضي.

وكانت زيارة ماكرون للجزائر الأسبوع الماضي محاولة لإعادة ضبط العلاقة، بعدما انتقد المسؤولين الجزائريين واتهمهم باستخدام الماضي الاستعماري كوسيلة. كما اتهم ماكرون في العام الماضي، الحكومةَ الجزائرية بأنها “نظام عسكري سياسي يشجع على كراهية فرنسا” وأنها “تقوم باستغلال الماضي الاستعماري”. واستدعت الجزائر سفيرها في فرنسا ثلاث مرات.

ويأتي التحول للإنكليزية وسط توقيع الجزائر عقدا بمليارات الدولارات لتزويد إيطاليا بالغاز، وقرار تنظيم مناورات عسكرية مع روسيا في تشرين الثاني/ نوفمبر، حيث فهمت باريس الإشارات، ونُظر إليها على أنها تهديد لتأثيرها المتراجع في المنطقة.

وجاءت زيارة ماكرون، بعد زيارة إلى الكاميرون وبنين الناطقتين بالفرنسية، وقرار سحب القوات الفرنسية من منطقة الساحل. ويرى الكثير من المراقبين أن فرنسا تحاول الحفاظ على تأثيرها على المجال الذي عرف مرة “إفريقيا الفرانكوفونية”، وهي الدول التي استعمرتها فرنسا سابقا.

وتتوقع المنظمة الدولية للغة الفرنسية تراجعا في عدد المتحدثين في إفريقيا، رغم التوقعات بزيادة أعداد من يتحدثون بها من الناحية السكانية. وفي أثناء زيارته للجزائر، أكد ماكرون على دعم المجتمع الفرانكوفوني- الجزائري. وقال: “نريد أن يكون لدينا مدخل مرن حول كيفية الدخول إلى فرنسا ليس فقط العائلات ذات الجنسية المزدوجة، ولكن الفنانين والرياضيين والساسة ممن يساهمون في العلاقات الثنائية”.

والتقى ماكرون مع رجال الأعمال الشباب الجزائريين في السفارة الفرنسية، حيث عبّر بعضهم عن مخاوفهم من خطط الحكومة للتخلي عن الفرنسية. وقال إبراهيم أومنصور، الباحث في مركز إيرس في باريس: “يذكّرنا ذلك بسياسات التعريب في السبعينات والتي كانت كارثة على الجزائر. وللتخلص من المدرسين الفرنسيين، تم إحضار المدرسين من سوريا ومصر، لكنهم لم يكونوا مؤهلين ولم يكونوا يعرفون الكتابة بالعربية بشكل جيد”. ويضيف: “قضت الجزائر وقتا لإصلاح الخطأ”.

وربما لم ينحرف التيار بعد عن الفرنسية، حيث وقّع الرئيسان ماكرون وتبون على اتفاقية لفتح المدارس وترجمة الأعمال الأدبية الفرنسية والجزائرية للغتين، وتعزيز العلاقات بين الجامعات على طرفي المتوسط.

بوليتيكو




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد