3 قراءات وفرصة أخيرة.. إسرائيل إزاء المراحل النهائية من توقيع “الاتفاق النووي”
تعتزم القيادة السياسية – الأمنية الإسرائيلية في الأيام القريبة القادمة، التصدي لمسألة واحدة ووحيدة: محاولة أخيرة لوقف، أو على الأقل تحسين، الاتفاق النووي مع إيران.
خصص رئيس الوزراء، وزير الدفاع (الذي يصل إلى واشنطن اليوم) ورؤساء أجهزة الأمن، في صالح هذا الموضوع قسماً مهماً من جدول أعمالهم في صالح الحديث مع زعماء ونظراء، وإحاطات للصحافيين ومصممي الرأي العام. تدرك إسرائيل بأن الشك يساور نجاح هذه الخطوة؛ فواشنطن، حسب كل المؤشرات، مصممة على الوصول إلى الاتفاق، ومقتنعة بأن الاتفاق المتحقق جيد، رغم احتجاجات إسرائيل.
في إسرائيل اليوم ثلاثة مناهج مبدئية من الاتفاق المتبلور: الأول، يقوده رئيس الموساد دادي برنيع، ويعارض الاتفاق معارضة تامة. والثاني يتصدره رئيس شعبة الاستخبارات اللواء اهرون حليوة ورئيس دائرة البحوث في الشعبة، العميد عميت ساعر، إذ يعتقدان بأن الاتفاق على سيئاته أفضل من وضع عدم الاتفاق. والثالث الذي يتصدره رئيس الوزراء يئير لبيد، ويقضي بأن إسرائيل لا تعارض بالضرورة كل اتفاق، وبأن إسرائيل ستباركه إذا ما أُدخلت تحسينات على الاتفاق الحالي.
يعتقد برنيع أنه لا يمكن الثقة بالإيرانيين الذين سبق أن كذبوا، وبالتالي قد يعودون للكذب في المستقبل. وهو قلق من تاريخ انتهاء المفعول القريب نسبياً للاتفاق (جزئياً في بداية 2026، وبشكل كامل في 2030). ومن المال الكبير الذي سيضخ لإيران كجزء من رفع العقوبات. وسيستخدم لتمويل البحث والتطوير في مجالات النووي، وتسريع مشاريع الصواريخ والمساعدة الواسعة لمرعيي إيران في المجال.
أما حليوة وساعر فيدعيان بأن الاتفاق سيقيد إيران. وسيخرج اليورانيوم المخصب من تحت تصرفها، وهكذا يبعدها عن القنبلة. وحتى لو أرادت خرق الاتفاق، ستحتاج أشهراً طويلة إلى أن تتمكن من عمل ذلك، وهو زمن يكفي للرد عسكرياً، دبلوماسياً واقتصادياً. ويعتقدان بأن إيران، مع غياب الاتفاق، قد تقتحم القنبلة في أي لحظة، وتمسك إسرائيل والعالم وهما غير جاهزين، فتضعهم أمام حقيقة ناجزة.
يعتقد لبيد أنه لا يزال هناك وقت، وإن كان قليلاً، للجهود الدبلوماسية، على الأقل بهدف تحسين بعض عناصر الاتفاق. وأوضح بأن إسرائيل، على أي حل، لا ترى نفسها ملتزمة به، ولهذا يمكنها أن تواصل نشاطها السري في إيران وضدها. معقول أن الأمر لن ينفذ ضد المشروع النووي الذي ستكون الولايات المتحدة شريكة له، وبالتالي قد ترى في ذلك مساً بها، وسيتركز النشاط ضد عناصر وشخصيات مركزية أخرى في الجهاز الإيراني.
تمارس إسرائيل الضغط على الأمريكيين كي لا يتنازلوا في مسألة “الملفات المفتوحة” – ثلاثة تحقيقات تديرها الوكالة الدولية حول منشآت في طهران عثر فيها على بقايا يورانيوم. وقد اكتشفت هذه المعلومات كجزء من الأرشيف النووي الذي سرقه الموساد؛ وإيران تطالب بغلق التحقيقات كجزء من الاتفاق المتجدد، بينما واشنطن (بتشجيع إسرائيلي) معنية بتلقي أجوبة في محاولة لفهم ما إذا كانت هناك عناصر سرية لبرنامج إيراني لا يعرف به الغرب.
كما أسلفنا، ستتكرس الأيام القادمة لاستنفاد الجهود الدبلوماسية والإعلامية. خيراً يفعل السياسيون من كل أطراف الطيف إذا ما لجموا غريزة الاتهامات لديهم، لأن معظمهم يكررون صفحات رسائل فارغة تشهد على جهلهم. فإذا ما تكبدوا عناء الاستيضاح سيكتشفون بأن الاتفاق المتحقق هو نتيجة قصور إسرائيلي، بدايته في الانسحاب من الاتفاق الأصلي، وتواصله في غياب الإعداد لخيار عسكري جدير في موعده. والآن، ما تبقى لإسرائيل هو معركة أخيرة، فرصها قليلة ولكنها تستحق الجهد.
إسرائيل اليوم
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews