مسيرات “حزب الله” في “كاريش”.. سر طوافة أم هجوم على إسرائيل؟
اعترض الجيش الإسرائيلي في نهاية الأسبوع ثلاث مُسيرات أطلقها “حزب الله” باتجاه طوافة الغاز “كاريش”. كانت هذه عملية سريعة، دقيقة، ناجحة وصحيحة. فـ”حزب الله” يحاول خلق معادلة جديدة في خط الحدود البحرية الشمالي. ثمة طوافة في منطقة المياه الاقتصادية الإسرائيلية، وعليه فإن كل هجوم عليها مثله كمثل الهجوم على إسرائيل.
وبعد أن قلنا هذا، نجدنا ملزمين بأن نسأل ما إذا كان صحيحاً نصب الطوافة في هذا المكان، الذي هو إشكالي وموضع خلاف من ناحية سياسية. في نزاع آخذ في التطور حول طوافة “كاريش” قد نكون محقين، لكن لسنا حكماء. والسؤال هو: لماذا تتموضع الطوافة هناك – بعيداً جداً عن خط الشاطئ، حيث تشكل هدفاً مريحاً جداً للهجوم، ويصعب الدفاع عنها.
بخلاف ما يعتقد الناس، لا يفترض بطوافة الغاز أن تكون فوق البئر نفسها. قد تكون بعيدة عنه كيلومترات عديدة. فالغاز على أي حال يمر بأنابيب من البئر، عبر الطوافة وحتى نقطة في الشاطئ. صحيح أن تموضع الطوافة فوق البئر أكثر راحة من ناحية تشغيلية، لكن لو كانت الطوافة متموضعة قريباً نسبياً من الشاطئ وبعيدة عن خط الحدود مع لبنان، لأمكننا الدفاع عنها بنجاعة أكبر، وبذلك توفير الكثير من المال وكذا وجع الرأس السياسي.
ثمة فارق بين طوافة على مقربة من الحدود لا توافق عليها، وبين مكان ليس موضع خلاف وأكثر أماناً أيضاً – مثلما تموضعت طوافة لافيتان في حينه. وبالتالي، لو لم تكن مشكلة فنية جوهرية لإبعاد الطوافة، وبالمقابل توجد مزايا عديدة لذلك، فلماذا لم يتم هذا؟ أطرح هنا تقديرين: الأول، دراسة عليلة من جانب هيئة الأمن القومي، وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي. الثاني، وانا اقول هذا بحذر: يحتمل أن يكون المكان البعيد لطوافة كريش يستهدف عمليا تبرير شراء وسائل الملاحة الكبيرة والغالية التي فضلت إسرائيل شراءها من تيسنكروف الألمانية. تلك الصفقة موضع الخلاف التي يفترض أن تفحص قريبا في لجنة التحقيق الرسمية.
لقد شكلت الحكومة لجنة التحقيق قبل أشهر عديدة لكنها لم تنل بعد الزخم في عملها. نأمل أن تبدأ قريباً، وعندها فإن هذا الموضوع، في موقع طوافة كريش، يجب أن يفحص. إن الدفاع عن كاريش سيكون معقداً وباهظ الثمن اقتصادياً ومعقداً سياسياً. يجدر، من ناحية عملياتية، أن نعرف على الأقل بشكل رسمي لماذا تقرر مكانها كما تقرر – وهل يوجد هنا دافع خفي ما.
يديعوت أحرونوت
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews