السيسي يستقبل وزيرة الطاقة الإسرائيلية لبحث تصدير الغاز لأوروبا

جي بي سي نيوز :- ذكر تقرير إسرائيلي، مساء اليوم، الثلاثاء، أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، يستقبل وزيرة الطاقة الإسرائيلية، كارين إلهرار، في العاصمة المصرية القاهرة، لبحث بيع إسرائيل الغاز لأوروبا عن طريق مصر.

وأفاد التقرير الذي أوردته هيئة البث الإسرائيلي ("كان 11")، بأن اللقاء سيعقد يوم غد، الأربعاء، خلال زيارة ستلتقي خلالها إلهرار مع عدد من المسوؤلين المصريين للتباحث في هذا الملف.

وتأتي هذه اللقاءات في أعقاب استئناف إسرائيل فتح مناقصات جديدة للتنقيب عن الغاز استعدادا لتصديره إلى أوروبا، والإعلان عن توقيع مذكرة تفاهم مع مصر والاتحاد الأوروبي في هذا الشأن "خلال الأسابيع المقبلة".

كما تأتي اجتماعات إلهرار في القاهرة في أعقاب تسريب وثيقة أوروبية كتبت في السابع من حزيران/ يونيو الجاري أفادت بأن المفوضية الأوروبية اقترحت على دول الاتحاد الأوروبي عقد صفقة مع مصر وإسرائيل لزيادة واردات الغاز الطبيعي من شرق البحر المتوسط.

وبحسب "كان 11" فإن إلهرار ستجتمع مع وزير البترول والثروة المعدنية، طارق الملا، وكذلك المفوضة الأوروبية للطاقة، كادري سيمسون، تمهيدا لتوقيع مذكرة تفاهم بشأن صادرات الغاز الطبيعي من إسرائيل عبر مصر إلى دول الاتحاد الأوروبي.

وأشارت القناة الرسمية الإسرائيلية إلى مباحثات إسرائيلية مكثفة تعقد في الأسابيع الأخيرة مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي بشأن بيع الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا، بعد نقله عبر خط أنابيب موجود بالفعل إلى مصر، حيث سيتم تسييل الغاز ومن ثم شحنه إلى أوروبا.

وتأتي هذه المفاوضات في أعقاب الحرب في أوكرانيا، وعلى خلفية تهديدات روسية، جرى تنفيذ بعضها، بوقف إمداد دول أوروبية بالغاز، وقرار الاتحاد الأوروبي بالتوقف عن التعلق بالغاز الروسي، في إطار العقوبات ضد الأخيرة إثر غزوها أوكرانيا.

وفي هذا السياق، بحثت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، مع وزيرة الطاقة الإسرائيلية، إلهرار، شراء الغاز الطبيعي الإسرائيلي، مساء أمس، الإثنين. وقالت إلهرار، الثلاثاء، في تغريدة على حسابها في تويتر: "التقيت الليلة الماضية برئيسة المفوضية الأوروبية، التي شكرتني على العمل الجاد لبيع الغاز الطبيعي الإسرائيلي، إلى القارة الأوروبية التي تواجه أزمة طاقة حادة".

وأضافت "بالفعل في آذار/ مارس، شكلنا فِرقًا تعمل مع الاتحاد الأوروبي على اتفاقية لبيع الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى أوروبا؛ سأستمر في العمل لخلق اقتصاد طاقة موثوق به وفعّال يكون مثالاً يحتذى به للعالم".

"أوروبا بحاجة إلى الغاز الإسرائيلي"

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن المفوضية الأوروبية قولها، خلال اجتماعها بإلهرار، إن "الاتّحاد الأوروبي بحاجة للغاز الإسرائيلي"، كما شددت على أن "أوروبا تريد وصول الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا قبل الشتاء المقبل".

وفي خطاب ألقته في جامعة بن غوريون في النقب، قالت فون دير لايين إن الاتحاد الأوروبي يريد "تعزيز" تعاونه في مجال الطاقة مع إسرائيل ردا على "ابتزاز" روسيا التي قطعت إمدادات الغاز عن دول أوروبية "انتقاما" لدعمها لأوكرانيا.

وأضافت أن أوروبا تبحث عن "طرق لتكثيف تعاوننا في مجال الطاقة مع إسرائيل". وأشارت إلى "أطول وأعمق كابل طاقة تحت الماء في العالم يربط بين إسرائيل وقبرص واليونان (...) والثاني هو خط أنابيب غاز وهيدروجين نظيف في شرق البحر الأبيض المتوسط". وأكدت أن "هذا استثمار في أمن الطاقة في كل من أوروبا وإسرائيل".

من جانبها، قالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، دانا سبينانت، "ترقبوا الإعلانات التي سنصدرها بشأن التعاون في مجال الطاقة مع إسرائيل وشركاء آخرين في المنطقة" بينهم مصر التي ستزورها فون دير لايين بعد إسرائيل. وأضافت أنّه بعد المباحثات في إسرائيل "ستكون (مصر) بالطبع محطة مهمة لمباحثاتنا حول الطاقة".

وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية قد وصلت إلى إسرائيل يوم أمس، الإثنين، والتقت أيضا مع وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، على أن تلتقي اليوم، الثلاثاء، مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت.

وفي نهاية شهر أيار/ مايو الماضي، قالت إلهرار في مؤتمر صحافي: "تستعد دولة إسرائيل لمساعدة أوروبا على تنويع مصادر طاقتها؛ تمثل أزمة الطاقة العالمية فرصة لدولة إسرائيل لتصدير كميات أكبر من الغاز الطبيعي، إلى جانب القلق الحقيقي والصادق بشأن الأحداث الجارية في أوروبا".

وفي حينه، قالت وزارة الطاقة الإسرائيلية، في بيان، "في ظل الحرب في أوكرانيا وتأثيرها على إمدادات الغاز الطبيعي للقارة الأوروبية، أوعزت وزيرة الطاقة لموظفي الوزارة بتسريع الاستعدادات الإستراتيجية لإطلاق جولة عطاء رابعة (مناقصات) للتنقيب عن الغاز الطبيعي في البحر".

وبدوره، قال المدير العام لوزارة الطاقة الإسرائيلية في المؤتمر ذاته: "لقد غيّرت الأحداث الجيوسياسية حول العالم وأزمة الطاقة العالمية التي أحدثتها، حالة سوق الطاقة؛ وبعد الأزمة، أطلقنا محادثات مع نظرائنا الدوليين، وخاصة في أوروبا والولايات المتحدة ومصر في محاولة لفهم إستراتيجيتهم في مواجهة الأزمة".

وأضاف "من المهم التأكيد على أننا نتفق نحن والأوروبيون على أن أهم خطوة إستراتيجية في التغلب على الأزمة هي تسريع تطوير الطاقات المتجددة؛ ومع ذلك، لا يمكن تجاهل الحاجة العالمية للغاز الطبيعي في المستقبل القريب وعلى المدى المتوسط".

وتابع: "صرح الأوروبيون بوضوح شديد أنهم إذا لم يجدوا مصادر كافية كبدائل للغاز الطبيعي الذي يحتاجون إليه، فإن بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ستضطر إلى العودة إلى استخدام الفحم لإنتاج الكهرباء".

عرب 48