حرب أوكرانيا.. القوات الروسية تتقدم إلى وسط سيفيرودونيتسك

جي بي سي نيوز :- كثفت القوات الروسية اليوم الاثنين هجومها على سيفيرودونيتسك (أكبر مدينة تسيطر عليها القوات الأوكرانية في إقليم دونباس شرقي البلاد)، في حين عبرت كييف عن أملها أن تمدها الدول الغربية قريبا بأسلحة أطول مدى.

وقال الحاكم الأوكراني لمنطقة لوغانسك سيرغي غايداي إن القوات الروسية تتقدم من الضواحي إلى وسط مدينة سيفيرودونيتسك، واصفا القتال داخل أحياء المدينة بالشرس.

ووفقا لغايداي، فإن مليون شخص محاصرون داخل المدينة من دون ماء أو كهرباء، متهما ألمانيا والمجر بتأخير نقل الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا، وقال -للتلفزيون الأوكراني- "للأسف لدينا أنباء مخيبة للآمال، العدو يتقدم إلى المدينة".

وأوضح أن مدينة ليسيتشانسك المجاورة ما زالت تحت السيطرة الأوكرانية، وتم قصف الطريق الرئيسي المؤدي إلى المدينتين، لكن لم يتم إغلاقه.

إستراتيجية روسية

وقال غايداي إن "الجيش الروسي يستخدم التكتيكات نفسها مرارا؛ إنه يقصف لعدة ساعات؛ 3 و4 و5 ساعات على التوالي، ثم يهاجم، ثم يأتي بعد ذلك مزيد من القصف والهجوم، حتى يتم إحراز تقدم في مكان ما".

وكان غايداي قال الجمعة الماضي إن القوات قد تضطر للانسحاب من المدينة لتجنب الوقوع في الأسر. ولم يتضح إذا كانت القوات بدأت الانسحاب.

بدورها، قالت صحيفة واشنطن بوست (The Washington Post) إن القوات الروسية تحرز تقدما تدريجيا ومضطردا شرقي أوكرانيا، بعد إعادة تجميع صفوفها، وإنها تستخدم في تقدمها قاذفات ثقيلة ومدفعية بعيدة المدى بشكل منتظم.

وذكرت الصحيفة أن الجيش الروسي اقترب من السيطرة على مدينة سيفيرودونيتسك الإستراتيجية في لوغانسك، وأشارت إلى أن ذلك ينذر باستيلاء الروس على كامل منطقة لوغانسك التي تشكل نحو نصف دونباس.

ومع تصاعد حدة المعارك شرقي أوكرانيا خاصة في إقليم دونباس، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله إن "تحرير دونباس" في شرق أوكرانيا يمثل أولوية مطلقة بالنسبة لموسكو بينما يمكن لمناطق أوكرانية أخرى تقرير مصيرها بنفسها، وفق تعبيره.

وفي سياق متصل، أعلنت القوات الأوكرانية صد 14 هجوما روسيّا على طول خط جبهة القتال الشرقية والجنوبية.

وأفاد بيان لقيادة الأركان بأن القوات الروسية بدأت تجميع قواتها في ليمان (شمال مدينة كرامتورسك) تمهيدا للهجوم على مدينة سلافيانسك المحاذية لها.

خسائر جسيمة

وقالت المخابرات العسكرية البريطانية إن روسيا تكبدت -في ما يبدو- خسائر جسيمة في صفوف الضباط من الرتب المنخفضة والمتوسطة في صراعها مع أوكرانيا، مما يزيد احتمالات تراجع فاعليتها العسكرية في المستقبل.

وأكدت المخابرات -في تقرير نشرته وزارة الدفاع البريطانية على تويتر- أن قادة الكتائب والألوية ينتشرون الآن في أكثر المواقع خطورة، في حين يقود أصحاب الرتب الدنيا العمليات التكتيكية منخفضة المستوى.

وأضاف التقرير أن النقص في قادة الفرق من ذوي الخبرة والمصداقية قد يؤدي إلى تراجع أكبر في المعنويات واستمرار ضعف الانضباط، خاصة مع تواتر العديد من التقارير "ذات المصداقية" عن حالات عصيان داخلية بين أفراد القوات الروسية في أوكرانيا.

مزيد من السلاح

من جهة أخرى، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن أوكرانيا تعتمد على شركائها في تزويدها بكل ما هو ضروري لحماية الحرية، طالبا المزيد من السلاح من الغرب.

وأضاف زيلينسكي -في جولة ميدانية هي الأولى إلى خاركيف (ثاني أكبر مدن البلاد)- أن جيش بلاده يبذل كل ما في وسعه لردع الهجوم الروسي عن سيفيرودونيتسك في مقاطعة لوغانسك.

وقال زيلينسكي إن الاستيلاء على سيفيرودونيتسك مهمة تبدو أساسية لمن وصفه "بجيش الاحتلال" الذي لا يهتم بعدد الأرواح، حسب تعبيره. متهما روسيا بالسعي لأخذ كل شيء من الأوكرانيين لتركهم بلا حرية ولا منازل ولا حياة، على حد قوله.

وأكد الرئيس الأوكراني أن القوات الروسية دمرت 90% من المباني والبنى التحتية في مدينة سيفيرودونيتسك، تماما كما تحاول تدمير السلام.

ودعا ميخائيلو بودولياك مستشار الرئيس والمفاوض الأوكراني مجددا إلى تسليم بلاده قاذفات صواريخ متعددة الفوهات بعيدة المدى أميركية الصنع.

وكتب بودولياك على تويتر "من الصعب القتال عندما تتعرض للهجوم من على بعد 70 كيلومترا وليس لديك ما ترد به، نحتاج إلى أسلحة فعالة".

وقال مسؤولون أميركيون لرويترز إن إرسال مثل هذه الأنظمة يتم النظر فيه بجدية، ومن المحتمل اتخاذ قرار في الأيام المقبلة.

وكان وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف قال أمس الأول السبت إن كييف بدأت تلقي صواريخ هاربون المضادة للسفن من الدانمارك ومدافع هاوتزر ذاتية الدفع الأميركية.