“بارتي غيت” تلاحق جونسون.. وهذه المرة يحمل كأس شراب ويلقي خطابا

قالت صحيفة “الغارديان” إن صورا بثتها محطة “أي تي في” وتظهر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وهو يلقي خطابا في حفلة، وتكذّب ما قاله أمام البرلمان بأنه لم يحضر الحفلات الممنوعة بسبب قيود كوفيد-19، تعيد إلى الصدارة موضوع “بارتي غيت” الذي لاحق جونسون منذ مدة طويلة، واتُهم فيه بأنه خرق وحكومته القوانين التي وضعوها للناس، في وقت كان الناس يُحرمون من رؤية أحبابهم الذين ماتوا في المستشفيات نتيجة الفيروس.

وقال مراسل الشؤون السياسية في الصحيفة بيتر وولكر، إن الكشف الجديد سيضر بسمعة جونسون، مضيفا أن الرواية الرسمية لفضيحة الحفلات “بارتي غيت” ظلت واحدة خلال الستة أشهر الماضية. وعندما شعر جونسون أنه وضعها خلفه، ظهرت صور جديدة أعادت التركيز عليها بآثار مضرة على صورة رئيس الوزراء وشعبيته.

وتأتي الصور بعد قرار شرطة لندن إغلاق ملف التحقيق بشكل رسمي بدون فرض غرامات إضافية على جونسون، سوى الغرامة الأولى. وهو ما أدى لحالة ارتياح داخل حزب المحافظين، ورسائل غاضبة عن “فرار الخنزير السمين” من المشكلة مرة ثانية. ورغم إعلان الشرطة عن إغلاق الملف رسميا، إلا أن الحكومة تواجه تقريرا تعده الموظفة المدنية البارزة سو غري.

لكن أنصار جونسون كانوا واضحين في موقفهم، وهو أن غرامة واحدة ضد رئيس الوزراء لا تدعو إلى تغيير في القيادة، وحان الوقت للمضي إلى الأمام وترك الفضيحة وراء ظهورنا. وكان عنوان صحيفة “ديلي ميل” المؤيدة لجونسون في يوم الجمعة: “ما هذه المهزلة وتضييع 460.000 جنيه على التحقيق؟”.

وبعد 3 أيام، ظهرت صور لجونسون في حفلة تعود إلى 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 وهو يخاطب غرفة مزدحمة في حفلة شراب لوداع مسؤول الاتصالات السابق لي كين، وكان جونسون يحمل كأس الشراب، بشكل سيجعل حياة رئيس الوزراء صعبة من خلال طرق متعددة. فجونسون لن يخرج من الورطة حتى بعد صدور تقرير غري، فهو يواجه تحقيقا من النواب فيما إن كان قد ضلل البرلمان، عندما قال إنه لم يكن يعرف أي شيء عن اللقاءات الاجتماعية، وهي تهمة خطيرة لو ثبتت صحتها، فستجبره على الاستقالة.

وتضيف الصحيفة أن الصور ستضعف بشكل واضح دفاع جونسون، وخاصة الحوار البرلماني في كانون الأول/ ديسمبر عندما سألته النائبة العمالية كاثرين ويست حول أحداث في التاريخ الذي سألته عنه، وأجاب: “تم اتباع القواعد في كل الوقت”. وأكثر من هذا، فالصور يبدو أنها أحدثت صدى بين الناخبين، حتى مع الوصف المستمر لصناديق الخمر التي تم جرها إلى 10 دوانينغ ستريت.

وأول مرة تعامل فيها جونسون مع اتهامات فضيحة الحفلات بشكل جدي عندما حصلت “أي تي في” على لقطات لموظفين في داونينغ ستريت يتمازحون حول حفلة ما، ويقومون بالتدرب للإجابة عن أسئلة عنها في مؤتمر صحافي مفترض. وفي نفس الليلة، تمت السخرية من الفيديو في برنامج “أنا نجم أخرجني من هنا”، وفي اليوم التالي ظهرت المسؤولة الإعلامية أليغرا ستراتون وهي تقدم استقالتها في حالة بكاء على دورها في الفيديو، في وقت علق رئيس الوزراء سريعا معبرا عن “صدمته” عما ورد في الفيديو.

وبعد أسابيع من استقالتها، ظهرت أدلة وأوصاف جديدة حول تصرفات ستراتون وزملائها ومناسبات أخرى، فيما نشرت صحيفة “الغارديان” في 19 كانون الأول/ ديسمبر صورة لجونسون وعدد من طاقم داونينغ ستريت وهم يشربون في حديقة مقر الحكومة ويتناولون الجبنة. وهو ما قاد لتدخل الشرطة للتحقيق في خرق القانون، ذلك أن صورة الخمر والجنبة حفرت في ذاكرة الناخبين.

وبحسب الاستطلاعات التي تراقب شعبية جونسون، فإن موافقة الناخبين عليه تراجعت إلى الجانب السلبي، في الوقت الذي شاهد الرأي العام الفيديو والصورة. وحتى لو تجنب جونسون عقوبات جديدة، فعليه القلق من إمكانية خسارة المحافظين في الانتخابات التكميلية بويكفيلد وتيفرتون أندهونيتون الشهر المقبل.

لكن قد يرى نواب الحزب في استمرار الفضائح مشكلة قد تؤثر على فرصهم الانتخابية. وما هو واضح من الفضيحة الجديدة، أن صورة جونسون وهو يحمل كأس شراب ستكون شعارا في ملصقات حزب العمال والليبراليين الديمقراطيين.

الغارديان