بعد التحقيق.. الأمن الإسرائيلي يكشف مسار رعد حازم في عملية تل أبيب
نحو 250 شرطياً وجندياً وأعضاء من “الشاباك” ومواطنين لديهم رخصة سلاح، وصلوا إلى مكان العملية في شارع ديزنغوف في تل أبيب على مسؤوليتهم وشاركوا في التفتيش عن المخرب دون حصولهم على أي توجيه لذلك. هذا ما جاء في التحقيق في العملية التي وقعت في الشهر الماضي، والذي وصلت نتائجه إلى “هآرتس”، ويحذر من أن سلوك المسلحين كان يمكن أن يؤدي إلى المس بأبرياء.
حسب التحقيق الذي تم عرضه مؤخراً على جهات رفيعة في وزارة الأمن الداخلي، فإن أكثر من ألف شخص من قوات الأمن عملوا في شوارع تل أبيب ليلة العملية بناء على تعليمات وتحت قيادة منظمة، من بينهم دورية هيئة الأركان و”شلداغ” والدورية 13. تم إرسال أعضاء القوات الخاصة إلى المكان خوفاً من أن يحتجز المخرب رهائن.
ولكن انضم إليهم أيضاً عشرات المسلحين الذين أرادوا المساعدة في إيجاد المخرب. حسب التحقيق، فإنهم تجولوا وهم يحملون بنادق مصوبة فيها رصاصة جاهزة للإطلاق. وقد انتقلوا من مكان إلى آخر حسب شائعات انتشرت شفوياً وفي الشبكات الاجتماعية، وحتى إنهم كانوا يرافقون القوات التي عملت بصورة منظمة دون أن يكونوا خاضعين لأي قائد. هكذا، نشأت أوضاع كان يمكن أن تؤدي إلى تبادل إطلاق النار بين قوات الأمن بسبب خطأ في التشخيص.
“قوات الشرطة والجيش التي وصلت إلى المكان، أديرت بصورة منظمة حسب المناطق مقابل قوات أخرى، جزء منها كانوا جنوداً من الجيش الإسرائيلي الذين عملوا أحياناً على مسؤوليتهم”، قال مصدر مطلع. الآن، كجزء من استخلاص العبر من العملية، تجري وزارة الأمن الداخلي والشرطة والجيش نقاشات لبلورة طرق لتفعيل منظمة لقوات الأمن التي تأتي بصورة غير مخطط لها للمساعدة في ساحات العمليات في مراكز المدن.
الآن، بعد مرور شهر ونصف تقريباً على العملية، فإن الشرطة و”الشاباك” يعرفان تحديد مسار المخرب رعد حازم، الذي أطلق النار على ناد ليلي باسم “الكا” في المدينة، وقتل ثلاثة أشخاص وأصاب تسعة أشخاص آخرين. حسب التحقيق، اجتاز حازم (29 سنة) وهو من مخيم جنين للاجئين، في صباح يوم العملية، الجدار الفاصل عبر ثغرة في منطقة أم الفحم. ومن هناك سافر في حافلة عبر كفر قاسم إلى حين شوهد للمرة الأولى في كاميرات الحماية بميدان الساعة في يافا تقريباً في الساعة التاسعة صباحاً. لا يوجد لدى جهاز الأمن أي توثيق عنه وهو يدخل إلى مسجد قريب، لكن التقدير أنه صلى في المكان لأنه شوهد متجهاً نحوه. يقدر جهاز الأمن بأن حازم سار قبل ساعتين من العملية إلى شارع “ديزنغوف” وتجول في الشارع بضع دقائق إلى أن قرر تنفيذ العملية. بعد إطلاق النار، حسب التقديرات، شق الطريق عائداً إلى يافا عبر شوارع جانبية في تل أبيب. وبعد 40 دقيقة تقريباً من العملية وثق بكاميرات حماية في ميدان الساعة، وشوهد وهو يتجه مرة أخرى نحو المسجد. لا يوجد لدى جهاز الأمن أي صور أخرى له من يوم العملية. في اليوم التالي، عند الساعة الخامسة والنصف صباحاً، عثر اثنان من “الشاباك” على حازم في موقف سيارات قرب الميدان، وقتل أثناء تبادل لإطلاق النار معه.
كُتب في التحقيق أيضاً بأنه لم تكن هناك أي معلومات مسبقة لدى أجهزة الأمن، من بينها “الشاباك”، عن حازم باستثناء إصابته في قدمه من قبل بإطلاق نار في شجار في جنين. من تابع نشاط حازم هو جهاز إنفاذ القانون الفيدرالي في الولايات المتحدة، الذي طلب التحقيق معه بتهمة اختراق حواسيب أمريكية. حسب مصدر مطلع على الموضوع، كان الأمريكيون قد طلبوا من إسرائيل تحذير حازم، الذي عمل في مجال القرصنة في السنوات الأخيرة.
بعد مرور بضعة أيام على العملية، نشرت “هآرتس” أن ضباطاً كباراً في الشرطة والجيش يعتقدون بأن كمية القوات التي وصلت إلى ساحة العملية كانت أكبر من اللزوم، حيث صعبت العمل وشكلت خوفاً من حدوث تبادل لإطلاق النار بين قواتنا. “خلال ساعات، ركضت قوات الأمن في تل أبيب بزي مدني وهم يحملون السلاح، وجميعهم كانوا يعرفون أنهم يبحثون عن مخرب يحمل مسدساً وبزي مدني”، قال مصدر رفيع في جهاز الأمن. “يكفي أن يظهر واحد منهم وهو يحمل مسدساً، عندها سيثير الشك. وكان يمكن أن ينتهي هذا الحدث بقتلى آخرين.
اعترفت الشرطة بأن عدم الوضوح وقلة المعلومات التي كانت لديهم ولدى “الشاباك”، أديا إلى وضع تجول فيه رجال الشرطة ومدنيون وجنود في شوارع المدينة وهم يحملون البنادق المصوبة ويقتحمون المباني أمام أنظار أشخاص محبين للاستطلاع وأمام وسائل الإعلام. هذا السلوك لم يفاقم الفوضى في الشوارع فحسب، بل خلق خطر أن يقوم أحد المسلحين بإطلاق النار بدون ضرورة.
هآرتس
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews