كيف يشارك بايدن في مسرحية الاستيطان اليهودي داخل الضفة الغربية؟
اجتماع مجلس التخطيط الأعلى من أجل المصادقة على بناء 4 آلاف وحدة سكنية في الأسبوع القادم سيوفر لجميع الأطراف ذات الصلة فرصة لـ “الدوران”، بدءاً بعضو الكنيست المتذبذب نير اورباخ (يمينا)، الذي سبق وقام برعاية هذه الخطوة وأوضح بأن المصادقة على خطط البناء في المستوطنات ستتم “بناء على طلبه”، هذا إنجاز لليمين سيوفر للمستوطنات هواء للتنفس؛ ورئيس الحكومة نفتالي بينيت الذي قد يلقي مسؤولية تقليص حجم الخطط التي سيتم إحضارها للمصادقة عليها، على “الضغوط الأمريكية” والخوف من إلغاء زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المخطط لها في الشهر القادم. ويتوقع أن تركز المعارضة بالتحديد على نية بناء مئات الوحدات السكنية للفلسطينيين في مناطق “ج”. في الجناح اليساري في الائتلاف، الذي يعارض البناء في المستوطنات، لا أحد يهدد بحل الائتلاف.
في نهاية المطاف، سبق أن أدانت الإدارة الأمريكية المصادقة على الخطط بشكل علني، رغم أنها أجرت الاتصالات مع المستوى السياسي في إسرائيل لتخفيف قائمة الخطط النهائية. وحسب قول مصدر إسرائيلي، فإن جهات في الإدارة الأمريكية كانت مستعدة “لابتلاع” المصادقة على 2000 – 3000 وحدة سكنية ليست في عمق المنطقة أو في مراكز التوتر. ولكنها ستتفهم حاجة حكومة بينيت المنهارة للحفاظ على مصوتي اليمين بقائمة أوسع من الخطط.
سبق أن توقعت إسرائيل الإدانة التي نشرتها أمس جلينا اورتر، المتحدثة بلسان وزارة الخارجية، التي قالت في مؤتمر صحافي بأن “الإدارة الأمريكية تعارض بشدة توسيع المستوطنات، الأمر الذي يزيد التوتر ويقوض الثقة بين الطرفين”. وأضافت بأن “الخطط تمس بشكل عميق باحتمالية حل الدولتين”. الرسالة تشبه بشكل كبير رسالة المتحدث بلسان الوزارة، نيد برايس، في تشرين الأول الماضي في أعقاب إعلان إسرائيل عن عقد اللجنة السابقة. أعلن برايس في حينه بأن الولايات المتحدة تجري حواراً حول البناء في الضفة مع الحكومة الإسرائيلية. “نواصل طرح موقفنا في هذا الموضوع مباشرة مع الجهات الإسرائيلية الرفيعة في النقاشات الخاصة التي نجريها معها”.
في إعداد قائمة الخطط التي ستوضع على طاولة المجلس في هذا الأسبوع، هناك شركاء كثيرون. فوزير الدفاع، بني غانتس، بلور قاعدة بيانات واسعة نسبياً لخطط بناء محتملة بتنسيق مع رئيس الحكومة بينيت. وبعد استكمال قاعدة البيانات، بدأ المستوى السياسي بفحص الاعتراضات على الخطط المختلفة أمام الأمريكيين والجيش وقيادة المستوطنين. في النقاشات المختلفة تم فحص احتياجات المستوطنات والطلبات الأمنية والخوف من مواجهة سياسية ستضر بمكانة إسرائيل. كان يمكن أن تنعقد اللجنة قبل بضعة أسابيع، لكن اللقاء تأجل بشكل متعمد بسبب شهر رمضان والرغبة في تقليص أسباب زيادة التوتر.
القائمة النهائية تشبه صيغة حل وسط ستجعل الطرفين، الإدارة الأمريكية وقيادة المستوطنين، يعبرون عن خيبة أمل علنية منها، كل حسب مبرراته. ولكنها توفر للطرفين فرصة للسماح بهذه العملية. كل طرف ومصالحه، سواء من أجل تعزيز الحكومة الحالية أو من أجل مشروع الاستيطان. قائمة الخطط النهائية التي ستوضع على طاولة المجلس تزن طلبات جميع الأطراف وتعرض “النتيجة المعقولة الوحيدة الممكنة”، حسب مصدر مطلع على بلورتها. على أي حال، عدد الوحدات السكنية التي ستتم المصادقة عليها في نهاية المطاف يناسب التقديرات الإسرائيلية في بداية النقاشات.
هآرتس
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews