Date : 28,03,2024, Time : 05:43:48 PM
4794 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأربعاء 22 جمادي الآخر 1443هـ - 26 يناير 2022م 12:38 ص

في أزمة أوكرانيا.. هل يلعب بوتين الشطرنج في عالم يلعب الزهر؟

في أزمة أوكرانيا.. هل يلعب بوتين الشطرنج في عالم يلعب الزهر؟
هآرتس

فلاديمير بوتين وحده من يعرف ما إذا كانت أزمة أوكرانيا ستتطور إلى تصعيد عسكري أو إلى حل سياسي، ولكنه لا يعرف ما ستؤول إليه المرحلة القادمة التي ستتخذها موسكو، وليس باستطاعته تقدير استمرار تسلسل الأحداث. علاوة على ذلك، هناك شك كبير إذا كان بوتين قدر تصميم الرئيس الأمريكي التصريحي في هذه المرحلة. ولد جو بايدن في عهد الحرب الباردة، وتشكلت رؤيته في ظلها. استفاد بوتين في السنوات الأخيرة من جهل ونقص فهم لدى دونالد ترامب في السياسة الخارجية، وهو (ترامب) الذي كان شكاكاً تجاه الناتو، وأراد سحب القوات الأمريكية من أوروبا.
تدل العلامات الظاهرية على اجتياز بوتين نقطة اللاعودة، وتوصل في حسابات الربح والخسارة، السياسية والاقتصادية، إلى استنتاج بأنه سيكسب في الغزو أكثر مما يكسب تجنبها، الأمر الذي سيفسر كخضوع لضغط الولايات المتحدة. حتى لو دفع ثمناً اقتصادياً باهظاً، وربما سياسياً، إذا ما تحولت أوكرانيا إلى مستنقع موحل عسكرياً، يقدر بوتين أن ثمن التراجع سيكون أعلى، وأن المفاوضات ستضع صورته كعبقري استراتيجي محلاً للشك، ويلعب الشطرنج في وقت يلعب فيه العالم لعبة الزهر. ثمة حلول دبلوماسية معروفة للأزمة، ولأنها ليست قريبة بصورة جوهرية كي تكون محتومة، يجب البحث عن تفسير خارج أوكرانيا نفسها.
تمترس الطرفان في مواقفهما عقب جولة محادثات دبلوماسية، والتي لم تخلق إطاراً أو صيغة لتحييد الأزمة وحلها، حتى لو على المدى القصير. أعلن بايدن بأن الثمن الاقتصادي الذي ستدفعه روسيا بسبب الغزو سيكون باهظاً، وأعطيت إشارات غير مباشرة بأن أمريكا تفحص القيام بخطوات لإخراج روسيا من شبكة نقل المعلومات والأموال الدولية “سويفت”، وهي خطوة ستشل، مؤقتاً، قدرة روسيا على العمل في الأسواق المالية. وتم التحدث أيضاً عن عقوبات أمريكية وأوروبية ستفرض على صندوق النقد الوطني في روسيا وعلى بنوك روسية، التي يضع فيها مقربو بوتين جزءاً من أموالهم.
صادقت الولايات المتحدة أيضاً على إرساليات كبيرة من الصواريخ المضادة للطائرات والمضادة للدبابات من دول الناتو إلى أوكرانيا. وأعلن البيت الأبيض عن إجراء فحص تكثيف الوجود العسكري في دول البلطيق وشرق أوروبا في الوقت نفسه، مع نشر ورقة موقف لوزارة الخارجية الأمريكية، بعنوان “الروايات الخمس الكاذبة التي تنشرها روسيا عن طريق الدعاية الكاذبة”.
تواصل روسيا تهديدها عن طريق تعزيز قواتها في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، خصوصاً على الحدود بين روسيا البيضاء وأوكرانيا. وفي الوقت نفسه، صعدت لهجتها المناوئة لأمريكا حول تمدد الناتو شرقاً، وقد عرضت هذه السياسة على اعتبارها عدم فهم لمصالحها ومساً مباشراً بأمنها القومي، مع إظهار البلطجة والغطرسة. يمكن تفسير خطوات بوتين على أنها خطوات تنبع من ضعف سياسي واقتصادي إلى جانب رغبة في إصلاح “الكارثة التاريخية” لتفكك الاتحاد السوفيتي.
لم تعترف روسيا يوماً ما في الحقيقة باستقلال أوكرانيا، ويريد بوتين إعادة روسيا إلى مكانتها كدولة عظمى، أو على الأقل كلاعبة رئيسية في الساحة الدولية، بالأساس في مجال النفوذ الروسي الواضح. منذ التسعينيات وبوتين يرى في توسع الناتو شرقاً إشارة على فقدان سيطرة روسيا في أوروبا، واستخفاف وتعالٍ من قبل أمريكا إزاءها. إن تصميمه أمام أزمة مصطنعة -التي من المشكوك فيه أن يحقق تصعيدها أو حلها إنجازات لروسيا- فيه ما يدل على منظومة اعتبارات متسعة أكثر من مسألة السيطرة على دونباس أو العلاقة التاريخية لكييف مع موسكو.
في السنوات الأخيرة، انتشرت في الولايات المتحدة مقاربة ترى في كل سياسة وخطوة أو تصريح للصين، تحدياً وتهديداً للنظام العالمي للولايات المتحدة. مبادرة بكين للتمدد الاقتصادي “الحزام والطريق”، وقمع هونغ كونغ والتصريحات العدائية تجاه تايوان، كل ذلك اعتبرته واشنطن لعبة مجموعها صفر، استهدفت تحقيق “تغيير هيكلي” في النظام العالمي. ربما أن أزمة أوكرانيا هي توسيع للنضال حول هذا التغيير.
لاحظت الصين وروسيا في العقد الماضي وجود مصالح مشتركة واتحدتا حول مبدأ منظم فوق استراتيجي، يرى في النظام العالمي ما بعد الحرب العالمية الثانية (السلام الأمريكي) تهديداً لمكانتها. النظام العالمي لمؤسسات ومنظمات وتحالفات ومعايير، يقوم على رؤية أمريكية للديمقراطية وحقوق الإنسان، ويعرّف حسب قيم أمريكية تنبثق من قوة الولايات المتحدة ومن الشعور بالتفوق الأخلاقي والسياسي لها. الولايات المتحدة تعتبر نفسها الأمينة على هذا النظام وتحدد سلم أولوياته وتعمل كمحكم له.
وجد هذا النظام منذ 1945 على خلفية الحرب الباردة، في عالم فيه كتلتان وتم تقسيمه إلى مجالات نفوذ بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، هذا في الوقت الذي كانت فيه الصين ضعيفة وفقيرة ومتخلفة ولا مكانة أو قوة أو نفوذ لها في الساحة الدولية. تحول هذا النظام إلى أحادي القطب، مع سيطرة واسعة للولايات المتحدة، عندما تفكك الاتحاد السوفييتي. ولكن الظروف تغيرت الآن في نظر موسكو وبكين.
أصبحت الصين دولة عظمى بكل المقاييس المحددة، ولم تعد روسيا مستعدة لتحمل تآكل مكانتها الجيوسياسية في أوروبا وآسيا، في حين أن الولايات المتحدة ضعفت وتآكلت وحدتها الداخلية بسبب نظام سياسي مشوه وغير ناجع. بل استيقظت الولايات المتحدة من مغامرات عسكرية وبدأت في سحب قواتها من كل المناطق في العالم. في إحدى المحادثات الأخيرة، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، لبوتين بأن “هناك قوى دولية تتدخل بصورة اعتباطية” في الشؤون الداخلية لبلادهم بحجة الديمقراطية وحقوق الإنسان. ليس صعباً تخمين المقود.
في مقال مطول نشر قبل سنة في مجلة “فورين افيرز”، كتب يان سواتونغ، عميد مدرسة العلاقات الدولية في جامعة شينغ هوا في بكين، أن “الصين مقتنعة أنه وبسبب كونها دولة عظمى، فإن مكانتها يجب أن تعطيها دوراً جديداً في شؤون النظام العالمي، الأمر الذي لا يتساوق مع سيطرة الولايات المتحدة”. وحسب قوله: “عالم باتت فيه الولايات المتحدة هي الزعيمة، هو عالم آخذ في التلاشي، ويتشكل بدلاً منه اليوم عالم متعدد الأقطاب”.
رغم فجوات ضخمة بين الصين وروسيا من حيث القوة، غير أنهما تعتبران العالم مقسماً إلى مناطق نفوذ واضحة، وبينهما اتفاق يتمثل في حتمية هذا التقسيم. ودخلت أزمة أوكرانيا في هذه المعادلة، وقد نرى في الأشهر القريبة القادمة أزمة مشابهة أيضاً في تايوان.
عندما نحلل الأزمة الحالية من وجهة نظر العلاقة بين روسيا والناتو، أو رغبة بوتين في إعادة مكانة بلاده إلى عهدها السابق، ولو بشكل جزئي، تصعب رؤية أي إنجازات يمكن أن تسجلها موسكو. إذا كانت ذريعة الأزمة “توسع الناتو” فإن بوتين عزز التحالف وأعطاه سبباً وجودياً لعقد آخر على الأقل، بعد سنوات تساءل فيها الأعضاء فيه عن هدفه.
إذا كان هدف بوتين تعزيز روسيا، فإن الضرر الاقتصادي الذي سيلحق بها عقب الغزو سيكون أكبر بسبب عقوبات الولايات المتحدة. لذلك، بقي تفسير سياسي معقول واحد، وهو أن بوتين قد ربط روسيا بالصين لعقود كثيرة قادمة، ويقدر بأن طريق تحسين مكانتها يمر بتغيير النظام العالمي. وكيلة التغيير هي الصين، والعدو الأكبر الولايات المتحدة، وأوكرانيا ليست سوى وسيلة.

هآرتس 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد