مفاوضات فيينا.. إيران تتمسك برفع العقوبات وتطالب بضمانات أميركية وترفض أي التزامات

جي بي سي نيوز :- أكد وزير الخارجية الإيراني أمیر عبد اللهیان أن الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا -التي تستأنف اليوم الاثنين- ستبحث رفع العقوبات والحصول على ضمانات أميركية، وسط دعوات أوروبية لإحراز تقدم سريع في القضايا العالقة.

وقال عبد اللهیان إن هذه المفاوضات ستبحث مسودة مشتركة حول العقوبات والحصول على ضمانات أميركية، كما ستتناول الإجراءات النووية.

وأضاف عبد اللهیان "الأهم بالنسبة إلينا هو الوصول إلى نقطة يمكننا من خلالها التحقق من أن النفط الإيراني سيباع بسهولة ومن دون أي حدود، وأن الأموال لقاء هذا النفط ستحوّل بالعملات الأجنبية إلى حسابات مصرفية تابعة لإيران، وأنه سيمكننا الاستفادة من كل العوائد الاقتصادية في قطاعات مختلفة".

وأوضح الوزير أنه يتم التحضير حاليا لجولة جديدة من المفاوضات مع السعودية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (إيرنا).

مطالب خارج الاتفاق
وفي الأثناء، قالت الخارجية الإيرانية "عازمون على التوصل إلى نتيجة مقبولة في محادثات فيينا، ونرفض التنازل عن مصالحنا في الاتفاق".

وأضافت الخارجية الإيرانية أن بعض الأطراف تسعى لأن تكون هناك مطالب خارج الاتفاق النووي، مؤكدة أن طهران لن تقبل بأي التزامات خارج الاتفاق النووي، وأنه ينبغي رفع العقوبات.

وتابعت الخارجية الإيرانية "ندعو دول الترويكا الأوروبية إلى اتخاذ إجراءات جدية للعودة للاتفاق النووي"، معتبرة أن هذه الدول لم تظهر أي جدية أو إرادة حقيقية بشأن العودة للاتفاق النووي.

كما أكدت الخارجية الإيرانية أنها لا تمانع دخول المفتشين الدوليين المنشآت النووية بشرط الحفاظ على سرية المعلومات.

وتعهدت الخارجية الإيرانية بالعودة عن خفض الالتزامات النووية مقابل التزام الجميع بالاتفاق النووي، مشيرة إلى أنه ينبغي على الطرف الآخر استغلال الفرصة المتاحة والتفاوض بجدية على المسودات الحالية.

وأوضحت أنه تم تبادل رسائل ونصوص غير رسمية مع واشنطن في فيينا، ولكن لا يوجد تفاوض مباشر.

استئناف المفاوضات
وقال مراسل الجزيرة في فيينا، إن هناك لقاءات هامشية عقدت اليوم قبيل انطلاق المفاوضات، حيث التقى الوفد الإيراني بوفدي روسيا والصين، كما عقدت وفود دول الترويكا الأوروبية لقاءات فيما بينها.

ومن المقرر أن تنطلق الجولة الثامنة في الساعة السادسة بتوقيت فيينا، أي الثامنة مساء بتوقيت مكة المكرمة.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا) عن مصدر في فريق طهران المفاوض أن الإيرانيين أثبتوا حسن نيتهم في الجولة السابقة خلال مسودة الإجراءات النووية، مطالبا الطرف المقابل بإثبات حسن نيته بشأن رفع العقوبات.

وحسب المصدر الإيراني نفسه فإن طهران ملتزمة بالتوصل لاتفاق "جيد" في فيينا في أقرب فرصة ممكنة، كما عبر عن أمله أن تقوم فرنسا بدور بنّاء بالجولة الثامنة.

وخلال الجولة السابقة، تحدث دبلوماسيون أوروبيون عن تحقيق "تقدم على المستوى التقني"، محذّرين من أن الوقت يضيق أمام الاتفاق.

وكانت تقارير صحفية غربية، الفترة الماضية، أفادت بأن إسرائيل -المعارِضة بشدة للاتفاق النووي- أطلعت الولايات المتحدة على معلومات استخبارية تفيد بنيّة إيران زيادة مستوى التخصيب إلى 90%، وهي النسبة التي يمكّن بلوغها استخدام اليورانيوم المخصّب لأغراض عسكرية.

عام 2018، انسحبت الولايات المتحدة من اتفاق نووي أبرم في فيينا عام 2015 ويهدف إلى الحد من برنامج إيران النووي مقابل رفع العقوبات ضدها. ثم أعادت واشنطن فرض عقوبات على طهران تؤثر بشدة على الاقتصاد.

وبعد نحو عام من الانسحاب الأميركي من الاتفاق، تراجعت إيران تدريجا عن تنفيذ غالبية الالتزامات الأساسية التي ينص عليها الاتفاق.

مناورات وتهديدات
وتأتي الجولة الحالية في ظل توتر شديد، حيث استبقتها إسرائيل بإطلاق إشارات تهديد، وكان آخرها تصريح رئيس هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي أمس بأن الجيش سيعد خططا عسكرية ضد إيران، مضيفا أنه لا يجوز التوصل إلى اتفاق معها بشأن مشروعها النووي.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس إن كوخافي وجّه بتسريع الاستعدادات لهجوم محتمل ضد إيران، وذلك غداة تحذير الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي من أن أي تحرك عدائي ضد بلاده سيواجه برد عسكري حازم.

وقد أفادت تقارير إخبارية إيرانية أمس بأن القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري نفذت محاكاة لهجوم على مفاعل ديمونة النووي الإسرائيلي، وذلك ضمن مناورات "الرسول الأعظم" التي انطلقت في هذه الجمهورية الأسبوع الماضي.

وتم في هذا التمرين استهداف النموذج المحاكي للمفاعل بـ 16 صاروخا باليستيا، و5 طائرات مسيّرة، بنجاح ودقة عالية جدا.

المصدر : الجزيرة + وكالات