بينيت: قد تحدث خلافات مع أصدقائنا ولن نلتزم بالاتفاق النووي
قال رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، أمس، بأن “إسرائيل تقف أمام فترة معقدة، ربما يكون فيها عدم تفاهم مع أفضل أصدقائنا. وإذا كانت هناك عودة إلى الاتفاق (النووي) فلن تكون إسرائيل طرفاً فيه ولن تلتزم به”. وقال وزير الدفاع، بني غانتس، إن إيران حاولت نقل مواد تفجيرية لجهات إرهابية في الضفة الغربية بواسطة الطائرات المسيرة التي أطلقتها من سوريا. وحسب قوله، فإن إطلاق الطائرات المسيرة من نوع “شاهد 141” تم تنفيذه في شباط 2018 من مطار “تي 4″، واعترضتها إسرائيل قرب بيسان.
تطرق بينيت إلى التهديد الإيراني في خطابه الذي ألقاه في مؤتمر معهد السياسات والاستراتيجية في جامعة رايخمن قبل استئناف المفاوضات بين الدول العظمى وإيران حول الاتفاق النووي. وقال إن “إيران سعت بشكل دائم إلى إحاطة إسرائيل بطوق من المليشيات والصواريخ من كل الجهات”. وتابع: “وبرنامجها النووي الآن في وضع متقدم جداً”.
مع ذلك، أشار إلى أن الجمهورية الإسلامية هشة أكثر مما يعتقد. “النظام الإيراني في حالة تآكل… الحديث يدور عن نظام فشل في توفير المياه لمواطنيه، واقتصاده ضعيف، وهو نظام فاسد ويحكم بقوة الذراع والخوف. الإيرانيون، خلافاً للصورة، غير متحمسين للانتحار. الحياة ثمينة عندهم”. قال ذلك على خلفية ما نشر في الصحيفة الشهر الماضي، وهو أن إسرائيل اعتبرت الشعب الإيراني، لا سيما المثقفين والمتحضرين، “نقطة ضعف” يمكن استغلالها في إطار المحاولات لاستنزاف النظام وثنيه عن جهوده في إنتاج السلاح النووي.
رئيس الحكومة وجه الانتقاد لسلوك الحكومة السابقة برئاسة نتنياهو بعد التوقيع على الاتفاق النووي في 2015. “الخطأ الذي ارتكبناه بعد الاتفاق النووي الأول لن يتكرر… منذ اللحظة التي تم التوقيع فيها على الاتفاق، كان أثر علينا مثل حبة مخدر. إسرائيل ببساطة غفت في نوبة الحراسة”، قال بينيت. وأكد أن إسرائيل ستتعلم من الخطأ وستحمي حريتها في العمل.
“في العقد الأخير، تظهر إيران من كل نافذة في دولة إسرائيل، في المنطقة الشمالية الشرقية مليشيات شيعية في سوريا، وفي الشمال “حزب الله”، وفي الجنوب حماس والجهاد الإسلامي”، قال بينيت. وحسب قوله، فإنه عندما تسلم منصبه قبل نصف سنة تقريباً تفاجأ من “الفجوة بين البلاغة الكلامية والأفعال. لقد وجدت مسافة مقلقة بين أقوال مثل “لن نسمح في أي يوم بأن تكون إيران نووية” وبين الإرث الذي تسلمته”.
غانتس: إيران تريد أن تكون سقفاً إقليمياً
ألقى غانتس خطاباً في المؤتمر، وقال فيه إن “الطائرات المسيرة أداة من الأدوات الرئيسة لدى إيران، فالأمر يتعلق بسلاح دقيق يمكنه الوصول إلى أهداف استراتيجية على بعد آلاف الكيلومترات”. وحسب قوله، فإنه في شبهار وقشم في جنوب إيران، تعمل قواعد تنطلق منها الطائرات المسيرة المتقدمة للقيام بهجمات في فضاءات بحرية. “هذه القدرة تعرض الدول السنية وقوات دولية في الشرق الأوسط ودولاً في أوروبا وإفريقيا أيضاً، للخطر”، قال غانتس.
حسب أقوال غانتس، تريد إيران التحول إلى سقف إقليمي، وبعد ذلك إلى سقف عالمي، وفرض أيديولوجيا متطرفة يتم فيها سحق حقوق الإنسان… ويتم توجيه الموارد لصالح النظام”، قال. “لهذا الغرض، تعمل إيران للسيطرة على دول ضعيفة مثل اليمين وسوريا والعراق ولبنان. وتعمل أيضاً خارج المنطقة؛ فهي تنقل النفط والسلاح لفنزويلا وتستخدم “فيلق القدس” في أمريكا الجنوبية، وتحاول نشر نفوذها حتى أفغانستان”.
وتطرق غانتس أيضاً إلى تعهد المجتمع الدولي بمحاربة العدوان الإيراني. وقال إن “على العالم تشغيل الخطة ب (الخطة البديلة) بدلاً من الخطة الدبلوماسية”، قال. “أحياناً، استخدام القوة واستعراضها يجنبان الحاجة إلى استخدام قوة زائدة”. وقد شكر الولايات المتحدة على “العقوبات والنشاطات التي قامت بها مؤخراً في هذا السياق من أجل الوصول إلى الهدف المشترك”.
بيرت ماكغورك، وهو شخصية رفيعة في إدارة بايدن ويعمل منسقاً لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي، قال في المؤتمر بأن الولايات المتحدة تطمح إلى السير في قناة عدم التصعيد أمام إيران وهي تلتزم بالدبلوماسية. وأشار أيضاً إلى أن “عدم التصعيد لا يعمل إلا بوجود قدرة ردع. وأن الولايات المتحدة تلتزم بأن يكون لحلفائها القدرة للدفاع عن أنفسهم”.
تطرق ماكغورك أيضاً إلى موضوع الطائرات المسيرة، وأشار إلى أن هذا الأمر يتعلق بتهديد جديد في المنطقة. وقال: “شاهدنا ذلك بشكل خاص في السعودية. فهناك يطلق أحياناً 40 – 50 طائرة مسيرة في الشهر”. وأشار أيضاً إلى أن هذا الأمر بحث في مباحثات أجرتها إسرائيل والولايات المتحدة “من أجل هزيمة هذه المنظومات”. وأكد ماكغورك على تعزيز قدرة الشركاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة وإسرائيل في الشرق الأوسط بهدف التأكد من أنه يمكنهم الدفاع عن أنفسهم من جهات مثل إيران وتنظيم”الدولة” أو القاعدة.
أضاف ماكغورك بأن الولايات المتحدة تلتزم كلياً بالأمن الوطني لإسرائيل والدفاع عنها. وأشار، على سبيل المثال، بأن أمريكا تمول تجديد مخزون القبة الحديدية، وأنهما عملتا جنباً إلى جنب طوال أيام المواجهة السابقة في غزة في أيار الماضي.
هرتسوغ: نتوقع من حلفائنا الحزم
رئيس الدولة، إسحق هيرتسوغ، الذي التقى أمس في لندن مع رئيس الحكومة البريطانية، بوريس جونسون، تطرق أيضاً إلى مسألة الاتفاق النووي. وفي إطار اللقاء الذي جرى بينهما بمقر الحكومة في داونينغ ستريت 10، قال هرتسوغ: “نتوقع من حلفائنا في هذه المفاوضات بأن يكونوا حازمين بقدر الإمكان، لأننا لا نثق بأن إيران تعمل ببراءة. وعندما تكون جميع الخيارات على الطاولة، فإن الأمور يمكن أن تتقدم بالاتجاه الصحيح”. وقد رد جونسون عليه، وقال: “النقطة التي قلتها بخصوص إيران نقطة مهمة، ونرى وضعاً لا يوجد فيه أمام العالم الكثير من الوقت لعلاج هذه المشكلة”.
جهات في الإدارة الأمريكية: الهجمات ضد إيران لن تفيد على المدى البعيد
نشر في “نيويورك تايمز” بأن موظفين في الإدارة الأمريكية حذروا إسرائيل من أن الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية لن تكون مجدية على المدى البعيد. وحسب التقرير، قالت مصادر رسمية في الولايات المتحدة أثناء المحادثات مع النظراء الإسرائيليين، بأن هذه الهجمات رغم أنها “مرضية من ناحية تكتيكية” إلا أنها تضر بوقف المشروع النووي الإيراني. أجابت المصادر الإسرائيلية بأن لا نية لإسرائيل في التوقف عن هذه النشاطات.
وقد ذكروا في التقرير بأنه نسبت لإسرائيل في السنوات الأخيرة هجمات ضد المشروع النووي الإيراني، وحتى أن إسرائيل والولايات المتحدة عملتا معاً قبل أكثر من عقد لتخريب إنتاج أجهزة الطرد المركزية في منشأة في نطنز، وذلك بواسطة هجمات سايبر. ولكن في السنوات التالية، قالت مصادر رسمية، أمريكية وإسرائيلية، بأن قدرة إيران على صد هجمات مشابهة قد تحسن. وحسب قول هذه المصادر، تمتلك طهران الآن قدرة هجومية في مجال السايبر. وقد تم توجيهها أكثر من مرة نحو أهداف أمريكية.
في الأسبوع القادم، سيتم استئناف المحادثات بين مندوبي الدول العظمى وإيران حول العودة إلى الاتفاق النووي. مبعوث الرئيس الأمريكي للمحادثات، روبرت مالي، قال إن “القرار بيد إيران. ولكن على الولايات المتحدة وحلفائها الاستعداد لأي سيناريو”. وقد أشار إلى أن الرئيس الأمريكي ووزير الخارجية الأمريكي قالا في السابق بأنه “إذا فشلت الدبلوماسية، فلدينا وسائل أخرى سنستخدمها لمنع إيران من التوصل إلى السلاح النووي”. ورغم أقواله هذه، فإنهم البيت الأبيض بدأ مؤخراً بجهود لفحص إمكانية التوصل إلى اتفاق مؤقت يمكن من تجميد المشروع النووي مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية على طهران.
في هذا الشهر، زار مالي إسرائيل على خلفية استئناف المحادثات. ولكن بينيت لم يلتقه. وأوضح مصدر في محيط بينيت بأن الحديث لا يدور عن قطيعة، بل عن قرار بعدم إجراء لقاء يتجاوز قواعد البروتوكول بسبب المواقف التي يدعو إليها مالي بشأن الاتفاق النووي. وحسب قوله: “بينيت لا يقاطع مالي، بل يعتقد أن العودة إلى المفاوضات ليست الأمر الصحيح. ومالي يقود هذه المقاربة في الإدارة الأمريكية”.
هآرتس
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews