هكذا يكشف موسم الزيتون عن العنف الدائر في الضفة الغربية
خط التماس في المناطق “ج” يتقلص، والاحتكاك يصبح أكثر إلحاحاً، والمواجهات الدائرة في المناطق المفتوحة تصبح أكثر عنفاً، ومثلها أيضاً أعمال الإخلال بالنظام. هذه هي الخلفية التي يستقبل بها موسم قطف الزيتون في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] هذه الأيام. قاطفو الزيتون، وأعضاء المنظمات، والمستوطنون، والجيش الإسرائيلي – كلهم في الدوامة. الكاميرات تمتشق، والتوثيقات من بعيد ومن قريب، ومنها إلى مفاتيح النقر على الحاسوب. مع حلول الخريف، يبدأ موسم قطف الزيتون، الذي يجلب معه الكثير من العنف، والإفساد، والزعرنة. وهذه السنة، كما تشرح محافل الأمن، تصبح أكثر عنفاً.
“موسم القطاف” مفهوم من عالم الزراعة. وصور القطاف جميلة، تبشر بالعلاقة بين الإنسان وأرضه. كان أفيحاي أدرعي، الذي يسمى الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي بالعربية، نشر صورة تظهر فيها مجندة تساعد امرأة فلسطينية في القطاف. صورة منعشة للقلب. بالنسبة للفلسطينيين، يعد فرع الزيت عموداً فقرياً من القطاع الزراعي الذي يشكل مصدر رزق لمعظم القرويين في يهودا والسامرة. يدور الحديث عن أكثر من مئة ألف عائلة هي أكثر من 500 ألف نسمة، يعملون سبعة أيام في الأسبوع في أثناء أشهر الموسم. ولكن منذ سنين، تحولت هذه الفترة من أيام من التنكيل المليء بالعنف. فتيان يهود يلحقون الأذى بأشجار الزيتون، يسرقون أكياساً مليئة بالمحصول. وفي الأسبوع الماضي، أعاد رجال الإدارة المدنية أكياساً كهذه إلى مزارع فلسطيني في منطقة السامرة. بالمقابل، يصل مشاغبون فلسطينيون تحت رعاية المزارعين إلى جيوب المستوطنات، يرشقون الحجارة ويثيرون الاستفزازات (في الماضي، استغل المخربون هذا الموسم للتسلل إلى المستوطنات). في الوسط الذي بين اليهود والفلسطينيين يتلقى رجال الإدارة المدنية والجيش الإسرائيلي الضربات من هنا ومن هناك.
غير أنه إذا كان موسم القطاف العادي ينتهي بعشرات أحداث العنف القليلة، يأتي هذه المرة على خلفية الصراع المحتدم في المناطق “ج”. يأتي المزارع للقطف في قطع الأراضي المحددة ثم يخرج. ظاهراً، لا صلة بالمناطق “ج”، ولكن الأجواء حامية الوطيس. اليوم، كل مزرعة تقام تلمس أرضاً فلسطينية للرعب، وكل مبنى ينشأ يلقي بظلاله على البؤرة الاستيطانية المجاورة. الكل في نقاط استراتيجية، ويصطدمون على أساس دائم. وتسيب الدولة في المناطق “ج” يخلق أجواء حارة وعنيفة تتلقى حقنة تحفيز في موسم القطاف. ويريد كل من النشطاء تأكيد الرواية… من يخرج أكثر عنفاً من الموسم الجديد؟ من يمس بالأرض التي يخاض الصراع عليها؟ من يدمر الزراعة؟ وعندها توثق الأحداث. المعارضون ينشرون التوثيق الكامل، ولاحقاً تنشر “زاوية أخرى”، والكل في لعبة العنف. أما الزيتون فليس سوى ذريعة. خسارة.
يديعوت
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews