Date : 28,03,2024, Time : 04:11:51 PM
5495 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الاثنين 19 صفر 1443هـ - 27 سبتمبر 2021م 12:27 ص

فساد وسوء إدارة وغياب المعنويات وراء انهيار أغلى مشروع أمريكي في أفغانستان

فساد وسوء إدارة وغياب المعنويات وراء انهيار أغلى مشروع أمريكي في أفغانستان
واشنطن بوست

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا عن الطريقة التي انهار فيها الجيش الأفغاني السابق.

وقالت إن بناء قوات أمن وطنية في أفغانستان كان المشروع الأكثر طموحا وكلفة في الحرب التي قادتها الولايات في المتحدة لعقدين في أفغانستان ولكنه انتهى بفشل. وأنفقت الولايات المتحدة مليارات الدولارات على تدريب وتسليح الشرطة والجنود وأفراد القوات الخاصة. ولكن الإدارات الأمريكية المتعاقبة تجاهلت التحذيرات من المسؤولين الأفغان والأمريكيين، وأكدت أن هذه القوات قادرة على الدفاع عن أفغانستان.

وقال الرئيس جوزيف بايدن قبل شهر من انهيار المؤسسة العسكرية الأفغانية إنها “مسلحة جيدا كأي جيش في العالم”. واليوم لم تبق ولا حتى وحدة من قوات الأمن على حالها. فقد قادت حركة طالبان حملة محكمة لتأمين صفقات استسلام قادت إلى انهيار العسكر الأفغان. إلا أن طبقات من الفساد والتبذير والفشل اللوجيستي أدى إلى عدم توفر المعدات لقوات الأمن وأثّر على معنوياتها، مما أسهم في نجاح حركة طالبان. وتكشف عدة مقابلات مع عناصر في القوات الخاصة والجيش والشرطة في ثلاث ولايات، جرت في الفترة ما بين أيار/ مايو- تموز/ يوليو عن كيفية انهيار قوات الأمن والجيش في أفغانستان. فالانهيار لم يكن مفاجئا ولكنه بدأ منذ أشهر قبل سقوط كابول.

ففي الربيع، تكبدت قوات الأمن خسائر فادحة، ومع زيادة مدى الانسحاب الأمريكي، ومواصلة طالبان تقدمها في المناطق الريفية، زادت أعداد الضحايا بين مقاتلي الحكومة. فآخر مرة تحدثت عائلة نيازي معه، كانت في مكالمة سريعة، وكان الجندي بالجيش الوطني الأفغاني مرابطا في موقع عسكري بعيد في منطقة باغلان. وتقول والدته بات بيغوم: “أخبرني أنه في حالة جيدة”، ولكنها أحست من كلامه خوفه على زوجته، وأضافت: “نعرف ما يحدث عندما تحاصر طالبان قاعدة عسكرية”. وتعرضت وحدة نيازي لهجوم في داخل قاعدتها، حيث فرّ قائد الوحدة وجرح نيازي ومات متأثرا بجراحه لاحقا في مستشفى بكابول. ولم تتلق العائلة تعزية رسمية من الجيش، ولم تساعد وزارة الدفاع على تغطية مراسيم الدفن.

ومع زيادة كثافة الحرب في أيار/ مايو، وجدت الشرطة على الخطوط الأمامية نفسها في وسط معركة، ولم تتلق رواتبها منذ ستة أشهر. وهي مشكلة كبيرة تركت آثارها على معنويات الجنود وجعلتهم ضعافا أمام عروض حركة طالبان. ففي موقع عسكري صغير جنوبي مدينة قندهار، كان نور أحمد زارغي في مهمة حراسة، وكانت أيام عيد الفطر تقترب، ولم يكن يفكر بالعودة إلى بيته حتى لو مُنح إجازة. وقال: “كنت سأخجل من نفسي لو دخلت على أولادي بيدين خاويتين”. وعندما انضم إلى الجيش لم يحصل إلا على بندقية، بدون تدريب أو تسجيل. وقال: “في الشهر المقبل لو لم تدفع لي الحكومة فقد أبيع هذه البندقية إلى طالبان”. وسُمع أن طالبان تدفع 2.000 دولار للبندقية، وهو مبلغ أعلى من سعرها في السوق. وتجاهل السؤال حول انضمامه إلى طالبان، ولكنه لم يجب إن كان سيستلم. وبعد شهرين سقط موقع زارغي في يد طالبان مثل بقية الولايات باستثناء كابول. وقال رجال شرطة في المدينة إنهم سمعوا عن استسلام كل الجنود لطالبان. ولا يعرف عن مصيرهم: في السجن أم أعدموا.

وتم تكليف المقاتلين في الجيش الأفغاني الأكثر تدريبا بمهام دفاعية. ومع تقدم طالبان نحو عواصم الولايات، وتراجع الدعم الجوي الأمريكي، طُلب من وحدات النخبة الدفاع عن خطوط الإمداد الخطيرة، مما عرضهم لكمائن طالبان. ويقول الملازم عبد اللطيف حامد براكزاي من وحدات الكوماندو: “لم نتدرب على هذا”، مشيرا إلى عملية الانتقال بين مواقع الجيش، وأنهم كلفوا بالمهمة لأن وحدات النخبة كانت واحدة من الوحدات التي تملك عربات مصفحة. ومع وصولهم إلى قاعدة تشبه المتاهة لنقل الطعام وشراب الطاقة، ارتدت طلقة قناص من جانب مدرعة كبيرة وأصابت معدة أحد الجنود، وقام بسرعة بلف كوفية على الجرح لوقف النزيف. وقال جندي آخر: “يطلقون النار علينا كل يوم بهذه الطريقة”. وأثبت قناصة طالبان فتكهم. ففي قاعدة، تحرك حارس خارج موقعه بعد تلقيه مكالمة فأصيب برصاصة ومات على الفور. وفي حالة أخرى، أطلق قناص النار على شرطي عاد من دورية وأصيب في قلبه. وتعرضت قوات الأمن لهجمات داخل مدينة قندهار. وبدأ زوج شكيلة، وهو رجل شرطة بتلقي تهديدات من طالبان قبل شهرين من قتله في سوق المدينة المركزي. وقالت: “توسلت إليه دائما، أنت لست بحاجة لهذه الوظيفة، فهي خطرة”، ولكن زوجها محمد صادق نبي زادة لم يستطع العثور على وظيفة أخرى.

وبحلول تموز/ يوليو، خسرت الحكومة السيطرة على مناطق واسعة من البلاد، وأخذت تعتمد على وحدات النخبة الأكثر تدريبا وتسليحا واندفاعا للقتال. وبدون مراقبة من الولايات المتحدة، لم تتم إدارة الوحدات بطريقة جيدة، وأُجبر أفرادها على العمل ساعات طويلة. وقال كابتن في وحدات النخبة: “كنا نعرف كيفية هزيمة طالبان، لكن القيادة لم تستمع”.

ومع سحب الولايات المتحدة معظم قواتها من أفغانستان، تم نقل مهمة الإشراف عن وحدات النخبة إلى وزارة الدفاع. وقال الكابتن إن هذا التحول حرم الوحدات من استقلاليتها وحماها لدرجة معينة من الفساد الذي استشرى في قطاعات أخرى من الجيش وقوات الأمن. وقال إنه قدم سلسلة من الخطط إلى مرؤوسيه حول كيفية تنظيم القوات ومواجهة المتمردين، وتم تجاهله في كل مرة. وأضاف: “بدلا من ذلك أُرسلنا للقيام بعمليات تمشيط بدون دعم.. ليس بهذه الطريقة ستنتصر في الحرب، سمحنا للعدو أن يحدد وتيرة الحرب مع أنه كان يجب أخذ المعركة إليه”.

واعترف الكابتن أن الوحدات كانت تكافح للعمل بشكل مستقل في غياب الدعم الأمريكي، مضيفا أنه لم يتم اتخاذ خطوات لفطم الوحدات عن الدعم الجوي الأمريكي. ولهذا كانت تجد صعوبة في القيام حتى بالمهام الصغيرة. وأكد شهادة الكابتن عنصران آخران في الوحدات الخاصة. ففي قندوز، خشي قائد وحدة من أن جنوده الذي كانوا يحضرون للإجازة لن يعودوا للمناوبة الثانية. وقال: “رجالي متعبون” من مناوبة استمرت 4 أشهر قضوها يوميا على خطوط القتال.

وبدأت وزارة الدفاع بعرقلة عمليات الوحدات الخاصة. وقبل سقوط كابول بأسابيع، كان يفكر بترك الوحدات الخاصة والعودة إلى بلدته وتشكيل مجموعة مسلحة، و”هناك الكثير من الرجال الذي يريدون القتال ولكن القيادة هي التي تمنعهم”. وفرّ قائد القوات الخاصة في قندوز والكابتن من قندهار مع عائلتيهما في عملية الإجلاء الأمريكي.

وقال الكابتن إنه يأمل بالعودة وقتال طالبان مرة ثانية. وبحلول تموز/ يوليو، كانت طالبان تقترب من السيطرة على عواصم الولايات جميعها، والجنود الذين لم تقتلهم طالبان، غادروا مواقعهم أو فروا مرارا، وتراجعوا بشكل ثابت من المواقع العسكرية البعيدة باتجاه مراكز المدن. ومن بقي منهم على جبهات القتال، كانت لديهم القدرات العسكرية. وقال عبيد الله بلال، رجل الشرطة الجريح: “طالبان الآن في كل مكان حتى داخل المدينة”. وكان يقود سيارة غير مصفحة لنقل الإمدادات لموقع عسكري عندما تعرضت سيارته لكمين. وقال: “نحن في هذا الوضع بسبب قيادتنا”. وأضاف: “باع قادتنا نقاط التفتيش.. باعوا دماءنا”. وقال قائد شرطة إن الرجال الذين عبروا عن استعدادهم لمواجهة طالبان كانوا مدمني مخدرات. وقال إنها كانت تجعلهم مستيقظين.

واشنطن بوست




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد