أسرى إداريون يشرعون في مقاطعة المحاكم العسكرية الإسرائيلية

جي بي سي نيوز :- لا يزال الأسرى الفلسطينيون، يتعرضون لعمليات انتقام وحشية من قبل السجان الإسرائيلي، والتي زادت وتيرتها بعد عملية هروب الأسرى الستة من سجن “جلبوع” في السادس من الشهر الجاري، حيث لم تنته جميع العقوبات الجديدة التي فرضت على الأسرى، بعد اعتقال الأسرى الذين نفذوا عملية الفرار.

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي تتعمد في الفترة الأخيرة استخدام سياسة “الانتقام الجماعي” بحق الأسرى، وتضيّق الخناق عليهم في السجون ومن بينها “نفحة”.

وقالت الهيئة في بيان لها، إن إدارة سجون الاحتلال تعمد الى تنفيذ إجراءات تنكيلية قاسية بحق الأسرى، إضافة الى التشديدات الأمنية والتفتيشات الكثيرة طوال الليل، وتسليط الكشافات على وجوههم كل خمس دقائق.

وأشارت إلى أن إدارة سجن “نفحة” تواصل التضييق على أسرى حركة الجهاد الإسلامي، وتمنعهم في البقاء في غرفهم التنظيمية، وتوزعهم على الغرف الأخرى، حيث رصدت حالتين مرضيتين تقبعان بذات السجن، إحداهما للأسير محمود أبو وهدان، من مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس، والمحكوم بالسجن لمدة 3 مؤبدات، أصيب بشلل نصفي في الجهة اليمنى من الجسم، وأصبح غير قادر على تحريك رجله ويده اليمنى، أو تحريك لسانه ونتج عن ذلك التواء في الوجه من الجهة اليمنى.

ونقلت إدارة السجن الأسير أبو وهدان الى مستشفى “سوروكا” قسم العناية المكثفة، وأجريت له عدة فحوصات بما فيها فحص دم وتصوير أشعة، حيث تبين أنه تعرض الى ضغط نفسي وتوتر، ووضعه جيد ولكن أصبح يأخذ 4 أنواع من الأدوية وينتظر إجراء صورة رنين مغناطيسي، وسيتم من خلالها تحديد سبب الشلل الذي أصيب به، وقد كان أبو وهدان تعرض عام 2003 الى الاعتداء بالضرب على رأسه، ما تسبب له بمشاكل في النظر، وهو بحاجة الى تحويله الى طبيب عيون متخصص.

كما يواجه الأسير جمال عمرو من مدينة الخليل، والمحكوم بالسجن المؤبد، أوضاعا صحية سيئة للغاية، وبحاجة ماسة لرعاية طبية حثيثة، كونه يشتكي من أورام في الكبد والكلى، ومشاكل في المعدة والأمعاء وحرقة في البول، وأصبح يعاني مؤخرا من مشاكل في الأعصاب ويداه ترتجفان، كما يعاني أيضا من مشاكل حادة في الأسنان، حيث تسوف إدارة “نفحة” في عملية علاجه وتتعمد إهماله طبي.

وكانت سلطات السجون زجت بالعديد من أسرى حركة الجهاد الإسلامي في زنازين العزل الانفرادي، بعد عملية الفرار، كما قامت بتقليل ساعات الفورة، وأغلقت الكانتينا، واتخذت جملة من العقوبات منها اقتحام غرف الاعتقال والاعتداء على الأسرى ونقلهم إلى سجون أخرى.

وإلى جانب هذه العقوبات، تمضي سلطات الاحتلال في إصدار أحكام إدارية ضد الأسرى، وهي أحكام لا تقدم فيها أي تهم للأسرى بحجة أنها “سرية”، ويحري تمديدها في غالبية الأحوال قبل انتهاء مدة الاعتقال بوقت قصير، كما يمنع محامي الأسير المحكوم إداريا من معرفة التهمة الموجهة لموكلة، في مخالفة واضحة للقوانين الدولية.

وحاليا يوجد في سجون الاحتلال أكثر من 450 أسيرا محكومين إداريا، ويعانون كما باقي الأسرى من سياسيات التنكيل والتعذيب.

ورفضا لهذه السياسة الاعتقالية، قرر خمسة أسرى إداريين من المرضى مقاطعة محاكم الاحتلال الإسرائيلي، والامتناع عن تناول الدواء، وقال نادي الأسير إن الأسرى هم: عايد دودين، ويوسف قزاز، وأحمد أبو سندس، وياسر بدرساوي، وأمين شويكي، لافتا إلى أن هذه تأتي في إطار توجه الأسرى الإداريين لمقاطعة محاكم الاحتلال، في ظل تصعيد سياسة الاعتقال الإداري منذ مطلع العام الجاري، حيث وصل عددهم إلى نحو 520 أسيرا.

وهؤلاء الأسرى الخمسة هم أسرى سابقون، أعيد اعتقالهم بعد أن أمضوا سنوات في سجون الاحتلال رهن الاعتقال الإداري، ويعانون من مشاكل صحية وأمراض منها ما هو مزمن، وهم بحاجة إلى رعاية ومتابعة صحية مستمرة.

وأوضح نادي الأسير أن الأسرى الخمسة من بين عشرات الإداريين الذين أمضوا سنوات رهن الاعتقال الإداري بشكل غير متواصل، وبعضهم وصل مجموع سنوات اعتقاله أكثر من 15 عاما.

ويأتي ذلك فيما يواصل ستة أسرى، إضرابهم المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، رفضا لاعتقالهم الإداري.

والأسرى هم كايد الفسفوس ومقداد القواسمة، اللذان يواصلان إضرابهما المفتوح عن الطعام منذ أكثر من شهرين، إلى جانب أربعة آخرين، وهم: علاء الأعرج من طولكرم المضرب عن الطعام منذ 44 يومًا، وهشام أبو هواش منذ 36 يومًا، ورايق بشارات منذ 31 يومًا، وشادي ابو عكر منذ 28 يوما، وسط مخاوف تتصاعد يوما بعد يوم على مصيرهم.

وكانت إدارة سجون الاحتلال نقلت الأسير الفسفوس إلى مستشفى “أساف هروفيه” الإسرائيلي الثلاثاء، وأعادته إلى سجن “عيادة الرملة”، كما نقلت الأسير أبو هواش من سجن “عوفر” إلى سجن “عيادة الرملة”، بعد تدهور طرأ على وضعه الصحي، حيث تتعمد إدارة سجون الاحتلال نقل الأسرى المضربين إلى المستشفيات المدنية، ومن ثم تعيدهم إلى سجن “الرملة” مجددًا أو إلى الزنازين، في محاولة إضافية للتّنكيل بهم عبر عمليات النقل، والضغط عليهم بشكل مضاعف، بدلًا من الاستجابة لمطلبهم.