Date : 23,04,2024, Time : 08:33:04 PM
2142 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الثلاثاء 13 صفر 1443هـ - 21 سبتمبر 2021م 12:29 ص

هكذا خسر نتنياهو وترامب في رهان “النووي الإيراني”

هكذا خسر نتنياهو وترامب في رهان “النووي الإيراني”
صحف اسرائيلية

نشرت “نيويورك تايمز” مؤخراً مقالاً مهماً قضى بأن إيران، حسب تقويم “المعهد الدولي للعلم والأمن”، قلصت زمن الانطلاق نحو تحقيق كمية اليورانيوم المخصب التي تكفي لقنبلة نووية واحدة، بمقدار شهر فقط.

اتفاق 2015، الذي لم يكن كاملاً، ألزم إيران بإخلاء معظم اليورانيوم المخصب من أراضيها، والابتعاد عن “زمن الانطلاق” لسنة تقريباً. أما اليوم، فتصل المسافة إلى 30 يوماً فقط.

في اختبار النتيجة، هذا إفلاس للسياسة النووية التي قادها نتنياهو وترامب تجاه إيران. خروج الولايات المتحدة من الاتفاق لم يؤدِ إلى تراجع إيراني تحت العقوبات، بل سمح لطهران بتحطيم تواصل ونوعية الرقابة وتقصير “زمن الانطلاق” بشكل دراماتيكي وخطير.

وبينما يندفع الإيرانيون إلى هدفهم بسرعة، لا يزالون يدعون بأن في نيتهم الوصول إلى اتفاق، بشروط محسنة. ولكنهم هم الذين عرقلوا المفاوضات لاستئناف الاتفاق على مدى نصف السنة الأخيرة، وعملياً أوقفوا الرقابة وبدأوا بالتخصيب إلى مستوى عسكري أمام الواقع الجديد الناشئ.

إذا تحقق اتفاق، وهنا “إذا” كبيرة، فلا يزال يمكنه فرض اضطرارات معينة على إيران ويمنحها صورة أنها لم تركل المطلب الدولي وألا تصبح دولة نووية. وفي نظرة أقرب، تظهر صورة أكثر إقلاقاً بكثير. نجد وباحتمالية عالية أن الجياد فرت من الإسطبل؛ فقد اجتازت إيران أغلب الظن نقطة اللاعودة باتجاه كونها “دولة حافة” نووية.

الادعاءات المضادة والحقيقة

في محاولة للتهدئة، ثمة ادعاء بأن حيازة مادة مشعلة لقنبلة واحدة لا يعد قنبلة، ولهذا فإن القلق مبالغ فيه. موضوعياً هذا صحيح، ولكنه يفوق الأمر الأساس. الحقيقة هي أن تخصيب اليورانيوم إلى مستويات ليس لها أي استخدام غير عسكري يعتبر إعلان نوايا واضحاً بأن الهدف هو سلاح نووي.

وهاكم ادعاء آخر: حتى لو كانت هناك مادة مخصبة فإنها ستحتاج إلى معالجة لتصبح معدناً، وحاجة لبناء سلاح. أما الحقيقة فهي أن الإيرانيين ينشغلون بالموضوعين منذ زمن بعيد. والأساس أن هذا عمل سهل نسبياً على الإخفاء وصعب على العثور.

إن التخصيب في المستويات المتدنية جهد صناعي واسع النطاق يتم في مواقع تحت أرضية ضخمة، ومن الصعب جداً إخفاؤها. أما القفز إلى التخصيب اللازم للسلاح النووي، فهو أقصر بكثير ومع أجهزة طرد مركزي متطورة يمكن تنفيذه في زمن قصير، وسيكون من الصعب العثور عليه في موقع صغير نسبياً.

هذه هي الأسباب التي لأجلها عُرف “زمن الانطلاق” كمؤشر أساس لنوايا الإيرانيين وقدرتهم على إكمال المشروع دون إمكانية حقيقية لوقفهم. كيف نعرف أن هذا ممكن؟ لأن هذا بالضبط ما فعلته كوريا الشمالية، رغم المعارضة الأمريكية الشديدة.

والادعاء بأن نية إيران أن تكون “دولة حافة” نووية، ثم تتوقف هناك، فهو ادعاء مع قيمة محدودة جداً بالنسبة لنا، نحن الإسرائيليين. أما الحقيقة فهي أن لا فرق بين “دولة حافة” و”دولة نووية” من حيث قدرة الوصول إلى السلاح النووي. “دولة الحافة” قد تحوز سلاحاً نووياً، ويحتمل حتى غير قليل منه أيضاً باستثناء أنها لا تحوزها “موحدة” وجاهزة للاستخدام الفوري، بل منفردة، بحيث تحولها إلى “سلاح” يتطلب زمناً، بضع ساعات، أو بضعة أيام، أسابيع أو أشهراً… كيفما ترغب الحكومة.

إسرائيل هي الأخرى تصنف أحياناً في الأكاديميا كـ “دولة حافة”، على خلفية إعلانات قادتها بأن “إسرائيل لن تكون الأولى لإدخال سلاح نووي إلى الشرق الأوسط”.

“دولة الحافة” هي بالإجمال أداة دبلوماسية، في أيدي القيادة السياسية لتشويش وضعها المعلن وزيادة المرونة وحرية العمل السياسي. هذه ليست نصف مواساة بالنسبة للتقدم الإيراني إلى النووي.

قد تفضل إيران التوقف في هذه المرحلة فلا تنفذ تجربة نووية أو تعلن رسمياً عن دخولها إلى النادي النووي. فلا يزال هذا إنجازاً تاريخياً هائلاً للنظام الإيراني.

شوكة بايدن

الولايات المتحدة بقيادة الرئيس بايدن هي الآن في ذروة فك ارتباط عن الشرق الأوسط كي تركز على الصين التي تعد التحدي المركزي لمكانة الولايات المتحدة. إيران “شوكة مزعجة” في الطريق لهذه الخطوة. فالتزام بايدن تجاه إسرائيل حقيقي وشخصي، وليس سياسياً فقط. هذا هو أحد الأسباب التي تجعل إيران مهمة للإدارة.

ولكن بيننا وبين الولايات المتحدة فجوة بنيوية في فهم التهديد من إيران. فالولايات المتحدة بالفعل لا تريد أن ترى إيران نووية، ولكن هذا ليس المصلحة الحيوية المتصدرة لديها، وهي كفيلة بأن تسلم بإيران كـ “دولة حافة”. أما بالنسبة لنا، فهذا تحد قريب وأكثر تهديداً، ولا سيما في المدى البعيد.

ما نشرته “نيويورك تايمز”، الصحيفة الأهم في الولايات المتحدة، هو بتقديري طريقة إدارة بايدن لأن تبدأ بإعداد الرأي العام في أمريكا وفي إسرائيل لهبوط قاس على أرض الواقع.

عندما يقول الرئيس: “لن يكون لإيران سلاح نووي ذات يوم”، فمن غير الواضح ما إذا كان يقصد أن الولايات المتحدة لن تسلم بإيران كـ “دولة حافة”. عندما يقول الرئيس “إذا لم ينجح هذا بالدبلوماسية فسنتوجه إلى وسائل أخرى”، فإنه لا يقول: “سنستخدم القوة العسكرية كي البرنامج النووي الإيراني نحبط لسنوات طويلة”.

وهنا يطرح السؤال: ألم نكن نتوقع بأن تكون بالفعل خطط جارور كهذه، نظراً للعناد الإيراني لـ”الانطلاق” – سيوقفونها بعمل عسكري موضعي، يؤجل الجهد النووي الإيراني لعدد كبير من السنوات؟

عمليات كهذه يجب إعدادها لسنوات مسبقاً، لتطوير وسائل وطرق عمل تتتابع وتتجدد حسب التطورات في إيران، بما في ذلك تعميق التحصين وإخفاء المنشآت وتوزيعها.

بقدر ما يبدو هذا غير معقول، أقول بمسؤولية: ليس واضحاً أن للولايات المتحدة اليوم خطط عمل عسكرية قادرة على تأجيل إنضاج القدرة النووية لإيران بعدد كبير من السنين. وليس واضحاً أيضاً ما إذا كانت لإسرائيل “خطط جارور” قابلة للتنفيذ، تؤجل القدرة النووية الإيرانية لسنوات قليلة.

هذا هو الفشل الذريع للثنائي ترامب – نتنياهو. فقد صعدا إلى مسار مواجهة مع خصم ذكي بينما كانا يتسليان بالأوهام، دون أن يعدّا “خطة ب”، ولا سيما حين يكون الخروج من الاتفاق جعل الخطة البديلة أكثر تعقيداً على التنفيذ من سنة إلى أخرى.

من غير المستبعد أن تتردد الولايات المتحدة، القوة العظمى، اليوم في مسألة ترددنا فيها قبل عقد، مشكلة “مجال الحصانة”. أي: ما هي المرحلة التي لا يمكنها بعد اليوم أن تحقق التأجيل المطلوب، بسبب تعمق التحصين، والتوزيع، وكمية المادة النووية ومستوى التخصيب الذي تحقق. لا كلمات تصف حجم القصور إذا كان هذا هو الوضع فعلاً.

في حالة رئيس الوزراء في حينه، يبدو القصور أخطر بكثير، لأن تدخله السياسي الفظّ بسيادة الرئيس الأمريكي في بيته عام 2015 ربما ساعده كإعلان ولاء للحزب الجمهوري ولاحقاً لترامب، ولكنه حرم إسرائيل من فرصة قد لا تتكرر للوصول إلى تنسيق عميق في موضوع “خطة الجارور” لحالة انطلاق إيراني والحصول على وسائل تسمح لإسرائيل بعمل مستقل في حالة تتفق فيها الحكومتان على العمل، ولكن الولايات المتحدة محيدة بشكل كبير لمساعدة مالية للأمن ومنظومة الإنتاج المشتركة لصواريخ اعتراض القبة الحديدية قبيل مواجهة محتملة مع “حزب الله”. وهذا قصور تاريخي لا بد أن يبحث لاحقاً.

إن وقاحة رئيس الوزراء السابق التي لا تصدق، والذي ينشغل اليوم بإلقاء الذنب عن الوضع الإشكالي المتسبب به هو إلى عتبة بديله الذي جاء لتوه، تجسد بالفعل -لديه على الأقل- موت الخجل والرسمية على حد سواء.

ولكن سيسأل سائل: نسمع من المسؤولين هنا وفي الولايات المتحدة بأننا “جاهزون لكل سيناريو” وبأنه إذا ما تطلب الأمر منا مهاجمة إيران فسنهاجم. فنياً، هذا صحيح. إذا أمرت الحكومة الإسرائيلية بأن يهاجم ميناء ما، أو منشأة نفط، أو موقع نووي معين في إيران، فسيهاجمه بل وسيلحق به ضرراً معيناً أو كبيراً.

ولكن الجواب يفوت الأمر الأساس. إذا كان الهدف المهاجم بهجوم علني لسلاح الجو يعود بمنظومة النووي الإيرانية، وأن العملية التي اتخذت لا تحبط البرنامج النووي بل تؤجله لسنوات، فإن ضررها هذا قد يكون أكبر من نفعها.

سواء أكانت العملية إسرائيلية أم أمريكية، فسيكون الرد الإيراني على ما يبدو إزالة كل الحواجز والركض بكل قوة نحو القدرة النووية. سيدعون بأن هجوماً كهذا يستوجب منهم الحصول على سلاح نووي “لأغراض الردع والدفاع عن النفس”.

لماذا لم يفعل العراقيون أو السوريون هذا عندما دمرنا لهم مفاعلاً نووياً؟ لأن التدمير بالفعل أبعدهم لسنوات عن القدرة النووية، وحام فوقهم خطر هجوم آخر. عندما لا تكون لديك خطة لتحقيق تأجيل كهذا، فكر مرتين قبل أن تعمل.

إذا ما هوجمت أهداف إيرانية ليست نووية، فإننا أمام خطر حقيقي لتوسيع الصدام مع إيران وتدهوره إلى مواجهة مع “حزب الله” أيضاً. لإسرائيل أكثر من سبب واحد لتفضيل تأجيل مثل هذه المواجهة طالما كان الأمر تحت سيطرتنا.

إذن، هل ضاع أملنا؟ لا. إسرائيل كانت ولا تزال في كل مدى منظور للعيان القوة الأقوى في نصف قطر 1.500 كيلومتر حول القدس. أقوى من كل خصم أو جمع من الجيران. ينبغي أن نعقل فنحافظ على العلاقة الخاصة مع الإدارة الأمريكية، الحزبين ويهود الولايات المتحدة، الذين يوفرون لإسرائيل شبكة أمان في الأمم المتحدة، ومساعدة مالية لضمان التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي، وسنداً مستقراً في أوقات الأزمة.

يجب وقف التحريض وكراهية الأخوة، ووقف تخويف مواطني الدولة التي يعتقد كل العالم بأنها قوة عظمى نووية منذ أكثر من 50 سنة، ويجب أن نكف عن البحث عن “عمالقة” أو “حيوانات مفترسة” من الخارج و”خونة” من الداخل، ونفهم بأننا كنا كفلاء بالفعل مع بعضنا بعضاً.

إذا ما وثقنا في أنفسنا وطريقنا وجددنا التضامن وإحساس شراكة المصير مما كان مصدر قوتنا في أقسى الامتحانات، فستأتي السنة التالية بالخير علينا، وستجلب السنوات القادمة لنا وتخرج منا الخير. وهو موجود هناك. نعم ستكون إرادة.

يديعوت




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد