الاحتلال يواصل البحث عن الأسرى الـ6.. "مطاردة خلف المجهول"
جي بي سي نيوز :- يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، بمساعدة كافة الأذرع الأمنية الإسرائيلية، عملية البحث ومطاردة الأسرى الفلسطينيين الذين تمكنوا من الفرار من أكثر السجون الإسرائيلية تحصينا.
وكشف الاحتلال فجر الاثنين الموافق 6 أيلول/سبتمبر 2021، عن تمكن ستة أسرى فلسطينيين ومعظمهم من أصحاب الأحكام العالية (مؤبدات)، من الفرار من سجن "جلبوع" الذي يوصف إسرائيليا بـ"شديد الحراسة".
اقتحامات ومواجهات أثناء البحث.. واعتقال أقارب للأسرى
ونشر جيش الاحتلال تعزيزات عسكرية قرب جدار الفصل العنصري المحاذي لبلدة عانين، بينما اندلعت مواجهات في قرية عربونة، فيما واصل الاحتلال حملات الدهم والتفتيش في عدة مناطق.
ونشرت قوات الاحتلال تعزيزات عسكرية كبيرة على امتداد المناطق الرئيسية في محافظة جنين، وخاصة سلسلة جبال جلبوع.
وذكرت مصادر فلسطينية، أن قوات الاحتلال اعتقلت يعقوب والد الأسير مناضل نفيعات من بلدة يعبد، ورداد شيقيق الأسير محمود عارضة من بلدة عرابة، وباسم شقيق الأسير محمد قاسم عارضه ، وفق "عربي21".
وأكدت هيئة البث الإسرائيلي الرسمي "كان"، أن عملية البحث عن الأسرى الفارين "تستمر دون هوادة"، موضحة أن "كاميرات المراقبة التابعة للسجن تظهر أن اثنين منهم توجها شمالا باتجاه طريق "عين حارود" إلا ان الشرطة تعتقد بأن هذه الخطوة جاءت لتضلل قوات الأمن".
وأضافت: "يستدل من التفاصيل، أن كاميرات المراقبة وثقت عملية الفرار، غير أن السجانين لم يتابعوا الكاميرات في الوقت الفعلي، كما تفحص مصلحة السجون شبهات حول استغراق الحارسة التي تواجدت في برج المراقبة قرب الفوهة التي خرج منها الستة بالنوم".
عملية الفرار
وأفاد التحقيق الأولي الذي أجرته مصلحة سجون الاحتلال، أنه "في حوالي الساعة 1:30 ليلا، دخل السجناء الستة إلى حمام زنزانتهم وقاموا برفع إحدى الفتحات المعدنية الموجودة على أرضية الزنزانة، ودخلوا الواحد تلو الأخر إلى الفتحة الضيقة للنفق الذي تم حفره".
وتابع: "زحفوا على طول بضع عشرات من الأمتار، إلى فتحة النفق الخارجية، على بعد أمتار قليلة من جدار السجن، تحت برج المراقبة".
وأشارت التقديرات الإسرائيلية، إلى أن "الأسرى غيروا ملابسهم وواصلوا عملية الهروب باستخدام سيارة كانت في انتظارهم".
وزعمت "كان" أن شرطة الاحتلال تلقت في الساعة 1:49 مكالمة من أحد المستوطنين، كان يقود سيارته على طريق رقم "71" قرب سجن "جلبوع"، وأبلغ أنه شاهد شخصا مشبوها قرب السجن ويحمل أغراضا بيده، وفي حوالي الساعة 2:00، وصلت دورية شرطة إلى مكان الحادث، وعند الساعة 2:14 أبلغ مستوطن آخر عن مشاهدته مشتبه به في المكان".
ولإحكام السيطرة على مداخل ومخارج المدن، قام جيش الاحتلال بنصب أكثر من 260 حاجزا في مناطق مختلفة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وذكرت الهيئة، أن سلطات الاحتلال قامت باستدعاء والد وشقيق الأسير المحرر وأحد أبطال عملية الفرار من سجن "جلبوع" أيهم نايف كممجي (35 عاما) من "كفر دان"، منوهة إلى أن وحدة التحقيق مع السجانين في الشرطة تشارك أيضا في التحقيقات الجارية، وهناك شبهات حول ضلوع سجانين في عملية هروب الأسرى".
وكشفت "كان"، نقلا رئيس قسم العمليات في الشرطة البريغادير شمعون نحماني، أن "قوات شرطية كبيرة تشمل عناصر بالزي المدني، تقوم بضمان أمن المتنزهين في الشمال خلال عيد رأس السنة العبرية الجديدة (الثلاثاء والأربعاء)".
وفي سياق متصل، ذكرت "كان" أن سلطات الاحتلال اعتقلت 3 شبان من قرية النعاورة قرب العفولة، بسبب "الاشتباه فيهم بتقديم المساعدة للأسرى الستة، حيث اقتحمت القوات الإسرائيلية مسجدا في القرية، وتم اعتقال الثلاثة".
كما لم تستبعد التقديرات الإسرائيلية التي عبر عنها مصدر كبير في جهاز شرطة الاحتلال، أن "يحاول بعض الأسرى الفارين الوصول لقطاع غزة"، مضيفا: "جميع الاحتمالات بهذا الشأن واردة".
ونوهت "كان" أن الحواجز الإسرائيلية تركزت على الطرقات الواقعة على خط التماس، كما تم تكثيق تواجد القوات الإسرائيلية في منطقة الشمال.
مطاردة المجهول
وفي تعبير صريح عن تعقد عملية البحث عن الأسرى الأحرار، قال رئيس قسم عمليات الشرطة الإسرائيلية شمعون نحماني: "نحن بصدد مطاردة وراء المجهول، لقد قمنا بإغلاق المحاور الرئيسية التي يمكن أن تكون منفذا للهروب كالمعابر والحدود"، بحسب ما أورده موقع "i24" الإسرائيلي.
وأضاف: "قمنا بمسح عشرات المواقع التي وصلتنا معلومات بشأنها، ونفذنا عشرات العمليات ذات الطابع العسكري، ولم يحصل تقدم في المطاردة، الأمر يتطلب الكثير من الصبر لتكوين صورة واضحة، وتشمل افتراضاتنا إمكانية عبور الحدود الى غزة أيضَا".
وأكد الضابط، أن "الشرطة مستعدة لإنزال قوات خاصة من مروحيات في وقت قصير في أي نقطة في البلاد، وتم التدرب على ذلك بالأمس"، محذرا من أنه "في حال اشتبكنا مع السجناء، ستكون تداعيات ذلك غير بسيطة".
ونبه الموقع، أن أكثر من 720 مركبة عسكرية منتشرة في الميدان، تشارك في عملية البحث، حيث جرت عمليات تفتيش في قرية "بير الباشا" التي يقطنها الأسير الحر يعقوب محمود قادري (49 عاما)، موضحا أن عملية البحث تتواصل في أكثر من منطقة ويتم جمع الكاميرات من المحال والمطاعم وغيرها.
وكشفت تقديرات إسرائيلية، إلى وجود "مخاوف لدى الجيش الإسرائيلي، أن يؤدي استشهاد الأسرى الستة خلال اشتباك محتمل معهم، إلى مواجهة وتصعيد في قطاع غزة".
وفي تعليق له على عملية الهرب، طالب النائب عن حزب "عوتسما" المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، ايتمار بن غفير، باستقالة وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي.
وفي تقرير لموقع "وللا" العبري، أكد أن قوات الاحتلال كثفت من إجراءاتها الأمنية على جميع الحدود، مع التركيز على الأردن.
وأوضح أن "قسم التحقيقات التابع لمصلحة السجون التابعة لوحدة "لاهاف 433"، قامت بجمع شهادات 14 موظفا في مصلحة السجون الإسرائيلية، للاشتباه في أن الحراس كانوا يتعاونون مع الأسرى".
ونقل الموقع عن مصادر في الجيش الإسرائيلي، تأكيدها أن "الجيش قام بعدد من التحركات، حيث كثف إجراءات الأمن حول كل الحدود، مع التركيز على الأردن"، مضيفة: "هذه الأعمال تدعم جهود الشرطة الإسرائيلية من خلال جمع معلومات عن الأرض، الطائرات، وعمليات المسح عبر القوات البرية".
وزعمت المصادر، أن "الجيش حقق نتائج وكشف عن تفاصيل ما زال الوقت مبكرا للحديث عنها"، مؤكدا أن "قوات الجيش تستعد لهذه المطاردة التي ربما تستمر بضعة أيام".
والأسرى الستة هم؛ أن الأسير محمود عبد الله عارضة (46 عاما) من "عرابة/ جنين"، معتقل منذ عام 1996، ومحكوم مدى الحياة، والأسير محمد قاسم عارضة (39 عاما) من "عرابة" معتقل منذ 2002، ومحكوم مدى الحياة، والأسير يعقوب محمود قادري (49 عاما) من "بير الباشا" معتقل منذ 2003، ومحكوم مدى الحياة أيضا.
والأسير أيهم نايف كممجي (35 عاما) من "كفر دان" معتقل منذ 2006 ومحكوم مدى الحياة، والأسير زكريا زبيدي (46 عاما) من مخيم جنين معتقل منذ عام 2019 ولا يزال موقوفا، والأسير مناضل يعقوب انفيعات (26 عاما) من يعبد معتقل منذ عام 2019.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews