Date : 28,03,2024, Time : 12:01:15 PM
2699 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأحد 20 محرم 1443هـ - 29 أغسطس 2021م 12:37 ص

البراغماتية الإيرانية والفوضى الإقليمية

البراغماتية الإيرانية والفوضى الإقليمية
إميل أمين

هل أدركت طهران أن اللحظة الحاضرة هي الوقت القيم الذي يسمح لها بالانطلاق في برنامجها النووي، لا سيما في ظل حالة الفوضى الإقليمية، والارتباك الأميركي الواضح للعيان؟
تدرك جماعة الملالي أن الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن، يكاد يكون بين المطرقة والسندان، مطرقة أفغانستان من الخارج، وسندان الفيروس المتحور «دلتا» من الداخل، وما بينهما لا تبدو مساحة الحركة التي يتمتع بها في مواجهة تطورات مشهد البرنامج النووي الإيراني واسعة، كما أن أي خيارات أخرى غير واردة، فالرجل الذي لم يكمل عامه الأول انطلق تجاهه سيل من الانتقادات جراء قرار الانسحاب من أفغانستان، إلى الدرجة التي جعلت ثعلب السياسة الأميركية وبطريركها المعاصر، هنري كيسنجر، يصف الأمر، في مقال رأي نشره عبر مجلة «إيكونوميست» البريطانية بأنه انتكاسة أميركية طوعية، وجدت فيها الولايات المتحدة نفسها تتحرك للانسحاب، من دون التشاور مع الحلفاء.
من بين أفضل العقول التي استشرفت أبعاد الموقف الإيراني في المدى الزمني القريب أندريا سترايكر، الباحثة المتخصصة في الأسلحة النووية في معهد «الدفاع عن الديمقراطيات»، التي اعتبرت أن الانسحاب من أفغانستان والعراق سيدفع طهران إلى إعادة النظر في خياراتها النووية، فبفقدان واشنطن عزمها على مواجهة خصومها في جنوب آسيا والشرق الأوسط ستعتبر طهران أنه ليس هناك وقت أفضل لامتلاك سلاح نووي.
عدة ملامح ومعالم تدفع طهران في طريق الفوقية الإمبريالية، وتجعلها تغامر بالمضي قدماً في طريق إنتاج سلاحها النووي من غير خجل أو وجل.
في المقدمة يأتي تدهور الأوضاع الأمنية في أفغانستان بشكل يخيف، ففي وقت كتابة هذه السطور كان تفجيران قد جرت بهما المقادير في محيط مطار كابل، ما سيدفع بقية القوات الأميركية للانسحاب السريع بنهاية الشهر، ومن غير التفاتة إلى بقية المتعاونين الراغبين في ترك البلاد بأسرع وقت.
والمؤكد أنه إذا كان الانسحاب الأمبركي من أفغانستان مرتبكاً، وخطيرة تبعاته، فإن الانسحاب الأميركي من العراق يكاد يكون ممنهجاً، بل أبعد من ذلك نقول إن واشنطن تنسحب من الشرق الأوسط بصورة واضحة، وما سحب بطاريات الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية إلا شكل من أشكال إخلاء مربعات النفوذ الأميركية سياسياً وعسكرياً في المنطقة.
مشهدان آخران يختصمان كثيراً من السطوة التقليدية الأميركية؛ الأول موصول باعتداءات إيران البحرية في الخليج العربي التي لم تقابل برد فعل مكافئ وموضوعي، يحمل رسالة لصناع القرار في طهران مفادها أنه غير مسموح لها بالتمادي، وهذا ما فعلته في أواخر الثمانينات من خلال عملية «براينغ مانتيس» الشهيرة.
أما الثاني فهو جد مخيف، وتمثل في محاولة أذرع إيران الاستخبارية اختطاف صحافية أميركية من أصول إيرانية في الداخل الأميركي، بعد رقابة وثيقة ولصيقة، ولم تبادر واشنطن إلى رد فعل يتساوق مع مقدار الجرم الإيراني.
أضف إلى ما تقدم ما صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من معلومات تفيد بأن طهران زادت من إنتاجها النووي عالي التخصيب 60 في المائة، في خطوة تقربها من إنتاج قنبلتها النووية.
يدرك الملالي اليوم أن الظرف الزماني الذي دفع واشنطن إلى غزو العراق عام 2003، وأدى إلى إيقاف الخطوات الإيرانية المتسارعة لحيازة السلاح النووي، غير متوافر لأسباب كثيرة، ذلك أنه قبل عقدين تقريباً لم تكن موسكو قد استعادت مقدرتها على الحركة على خريطة الشطرنج الإدراكية الأممية، وبالتالي كان الملعب الدولي متاحاً ومستباحاً للولايات المتحدة، كما أن الصين وقتها كانت تتستر وراء السعي الاقتصادي ومفاهيم الربح المادي، ومن غير إعطاء أي إشارات عن أحلامها الإمبراطورية القادمة.
من هذا المنطلق يتضاءل إلى حد إغلاق نافذة الفرصة، إنفاق واشنطن مواردها البشرية أو المالية في مغامرات عسكرية خارجية، وهي التي أضناها «كوفيد – 19» طوال عامين.
في الوقت ذاته، فإن الانطباع الذي تكرّس لدى الأوساط الإسرائيلية التي شاركت في اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة نفتالي بنيت نهار الأربعاء الماضي، بمدير وكالة الاستخبارات الأميركية ويليام بيرنز، هو أنه لا يوجد لدى الأميركيين نية لاستخدام الخيار النووي في مواجهة التهديد الإيراني.
هل في الأفق ما يمكنه تغيير الجمود الأميركي العملياتي تجاه مخططات إيران المستقبلية؟
ينبغي الإشارة هنا أول الأمر إلى أن كل ما أشرنا إليه، لا يتجاوز طرح الهروب إلى الأمام، في حين يبدو البيت الإيراني من الداخل كبيت العنكبوت، واهياً وهشاً.
ومع ذلك، ولكي تكتمل خطة خداع الملالي لجماهير الشعب الإيراني، استمع العالم في عطلة نهاية الأسبوع الماضي إلى بيان من وزارة الدفاع الإيرانية جاء فيه أنها بصدد زيادة النشاط الدفاعي خارج إيران.
دوافع طهران في هذا الاتجاه تتمثل في القول إن لها دوراً مهماً تلعبه في تعزيز جبهة المقاومة وتوسيع حماية ما تطلق عليه مصالح أمنها القومي خارجياً.
ما الذي يتضمنه هذا التوجه الاستراتيجي الإيراني الجديد؟
باختصار غير مخلٍّ، يتضمن رفع القدرات الدفاعية والتجديد المستمر للقدرة على مواجهة التهديدات، أي مد أذرع إيران إقليمياً ودولياً.
علامة الاستفهام التي تنتظر جواباً شافياً وافياً: «كيف يمكن لواشنطن، تلك التي بلورت عقولها المحافظة في نهاية التسعينات من القرن المنصرم، رؤية مشروع القرن، أي السيادة الجامعة المانعة على مقدرات الكوكب الأزرق من غير منافس روسي أو صيني، أن تصبر على الغي الإيراني السادر، وطهران إذا كانت تفعل ذلك بما يتوافر لها من أسلحة تقليدية، فكيف يكون الحال إذا امتلكت أدوات نووية.
لقادة أميركا نقول... الذين لا يقرأون التاريخ كفيلون بأن يكرروا أخطاءه.

الشرق الاوسط 

 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد