Date : 29,03,2024, Time : 05:24:13 PM
3858 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأربعاء 16 محرم 1443هـ - 25 أغسطس 2021م 12:09 ص

بايدن يؤمن أيضا بمقولة "أميركا أولا"

بايدن يؤمن أيضا بمقولة "أميركا أولا"
أفشين مولافي

“يمتلك الأميركيون ساعات اليد، ونحن نمتلك الزمن”، كثيرا ما يُستشهد بهذه المقولة والتي تعود لأحد مقاتلي طالبان، ويعيد الكثيرون استحضار هذا القول وسط كارثة تتكشف ملامحها في أفغانستان بفضل انسحاب متسرع وسيء التخطيط وقصير النظر من الناحية الاستراتيجية للقوات الأميركية وفق تعليمات جو بايدن. وكان الأمر كما لو أن الرئيس كان ينظر إلى ساعته، وينقر عليها ويقول “دعونا ننتهي من هذا الأمر قبل حلول تاريخ الحادي من سبتمبر، وننتقل إلى التحدي التالي”.

وكتب أحد السفراء السابقين للولايات المتحدة في أفغانستان رايان كروكر مقالا في صحيفة “نيويورك تايمز” يدين فيه بايدن لافتقاره إلى “الصبر الاستراتيجي”. وأشار كروكر في المقال إلى التقدم الكبير، وإن كان تقدما متعثرا ومليئا بالعيوب، والذي تم إحرازه في أفغانستان على مدى العقدين الماضيين، وذلك التقدم ينهار الآن على مرأى ومسمع من العالم أجمع.

وقال كروكر “عندما ترك الرئيس باراك أوباما منصبه، كان هناك أقل من عشرة آلاف جندي أميركي. وعندما غادر ترامب البيت الأبيض، كان هناك أقل من خمسة آلاف جندي، ولم تسيطر طالبان على أي منطقة حضرية رئيسية، والآن، تسيطر الحركة على البلد برمته. فما الذي تغير بسرعة وبشكل كامل؟ إنه عملنا، إنه قرار بايدن بسحب جميع القوات الأميركية، وهو القرار الذي دمر الوضع الذي كان قائما وكان وضعا يمكن تحمله ويمكن له الاستمرار إلى أجل غير مسمى بأقل تكلفة مالية وأقل إراقة للدماء”.

كانت عبارة “وضع قائم يمكن تحمله” طريقة جيدة لوصف ذلك الوضع. ولا يزال أمام الأفغان جهود مضنية لبناء دولتهم، وكان معظم تلك الجهود يقوم بها الأفغان أنفسهم، تحت مظلة أمنية أميركية يمكن تحمل كلفتها. نعم، كانت هناك مشكلات وسوء إدارة وفساد، لكن يجب ألا ننسى أن أميركا أخذت من الزمن ما يقرب من عقدين وحرب أهلية للوفاء ببعض الوعود الأساسية في دستورها، كما يجب تذكر الجحيم الذي خلقته حركة طالبان للأفغان عندما حكموا من 1996 إلى 2001.

قد قال هنري كيسنجر ذات يوم لأحد كبار مساعديه إن قضايا السياسة الخارجية ليست مشكلات يمكن “حلها” بل هي قضايا يجب “إدارتها”، وأراد ترامب “حل” مشكلة أفغانستان من خلال التفاوض مع طالبان وإعلان جدول زمني لسحب القوات، وكانت تلك في الأساس فكرة سيئة، فقام بايدن بتبني تلك الفكرة السيئة ووجهها بعيدا عن مسارها واصطدم بها عرض الحائط.

وفي حين أن بايدن هو السبب الرئيسي لفشل سياسة “الصبر الاستراتيجي”، إلا أن ترامب وأوباما قد زرعا جذور ذلك الفشل، ويعود ذلك جزئيا إلى تعهد أوباما بـ”إعادة التوازن” الخاص بسياسة الولايات المتحدة تجاه منطقة آسيا والمحيط الهادئ والابتعاد عن “الحروب الأبدية” لحقبة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر، وهو ما يسمى بـ”المحور المائل نحو آسيا”، وهي نظرة عالمية تغلغلت إلى أن وصلت إلى قمة مؤسسة الأمن القومي الأميركية.

لم يتفق أوباما وترامب حول الكثير من الأمور وتناقض أسلوبهما تناقضا صارخا، لكنّ كليهما أراد بعمق “الخروج” من صراعات الشرق الأوسط، ليتمكنا من التركيز على الصين، وهي القوة الصاعدة في شرق آسيا. ناهيك عن حقيقة أن الولايات المتحدة لا يزال لديها عشرات الآلاف من القوات في كوريا الجنوبية وألمانيا، وهي نتيجة مخلفات صراع الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية.

وفي مقابلة نُشرت في مجلة “ذي أتلانتيك”، وصف أوباما العديد من كبار حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بمصطلح “المنتفعين مجانا” بمظلة الحماية الأمنية الأميركية، مما جر واشنطن إلى صراعات إقليمية وطائفية هي في غنى عنها. وقال إن الولايات المتحدة يجب أن تركز على الأسواق سريعة النمو في آسيا وأميركا اللاتينية.

وكان هناك دافع للسياسة الواقعية وفقا لمبدأ “أميركا أولا” في نظرة أوباما للعالم والذي غالبا ما لا يُذكر لأنه كان أيضا هو الذي أوصل ترامب إلى السلطة، وهو الرئيس الذي قال علانية “أميركا أولا”. وقد أظهر أوباما هذه السياسة الواقعية القاسية عندما فشل في فرض سياسة “الخط الأحمر” عندما استخدم بشار الأسد أسلحة كيمياوية ضد شعبه. وأعلن أوباما أن المصالح الأميركية الأساسية ليست معرضة لأي خطر، وبينما كان يتلقى التصفيق والتشجيع من محبيه ومعجبيه، كانت الغالبية العظمى من السوريين يتلقون البراميل المتفجرة ويعيشون في دمار.

من جانبه، كان ترامب متحمّسا لإخراج جميع القوات الأميركية الخاصة من سوريا، وقد خفف الجنرالات من حدة حماسه، في حين صرف مستشارو الأمن القومي انتباهه إلى قضايا أخرى. وعلى الرغم أن ترامب اختار المملكة العربية السعودية كمحطته لأول زيارة خارجية، إلا أن علاقاته مع القوى الإقليمية مالت إلى مبدأ عقد الصفقات منها إلى استراتيجية طويلة المدى، ودائما ما كانت تلوح فكرة “الخروج بأقصى سرعة”.

في هذه الأثناء، ابتعدت مؤسسة الأمن القومي في واشنطن منذ فترة طويلة عن اختصار شائع وهو GWOT ويعني (الحرب العالمية على الإرهاب) نحو اختصار آخر جديدة GPC أو التنافس بين القوى العظمى. وتجدر الإشارة إلى أن صنع السياسات الاستراتيجية لا يجب أن يخضع للاختصارات اللغوية أو الجداول الزمنية البسيطة.

ويبدو أن جو بايدن يؤمن بالمقولة القاسية “أميركا أولا”، كما ذكر المؤلف جورج باكر في سيرة ذاتية ثاقبة لريتشارد هولبروك، لقد رد نائب الرئيس بايدن آنذاك بحدة عندما سُئل عما إذا كان لدى الولايات المتحدة التزام إنساني تجاه الشعب الأفغاني، حيث قال “فليذهب كل ذلك إلى الجحيم”، حسب ما زعم عن بايدن قوله لهولبروك في عام 2010، وحسبما نقل عنه “لا داعي للقلق بشأن ذلك، لقد فعلنا ذلك في فيتنام، وقد أفلت نيكسون وكيسنجر بفعلتهما”.

وهذا الأمر يثير الذهول، خاصة أنه صدر من رئيس أعلن أن حقوق الإنسان والديمقراطية ستعود إلى أجندة السياسة الخارجية للولايات المتحدة. وفي أفغانستان، لدينا وجود متواضع للقوات الأميركية التي أبقت البلاد بعيدا عن أيدي طالبان، وهي جماعة معروفة إنها سيئة السمعة وتنتهك حقوق الإنسان، وكان لدى بايدن في أفغانستان أيضا ديمقراطية هشة وناشئة مع دولة وهيئات حكومية قائمة، والكثير من الناس يحاولون فعل الشيء الصحيح (حتى مع فساد قمة الهرم).

وإذا استعرنا مقولة كيسنجر، بدا الأمر وكأنه قضية يمكن إدارتها وليس “حلها”. وبفعلته تلك المتمثلة في سحب القوات ضمن إطار زمني ضيق وعدم الاهتمام بنصائح الجنرالات، أكد بايدن أن أفغانستان لن تغيب عن الأنظار سياسيا كما كانت عليه، بل ستكون في الصدارة وبؤرة الاهتمام للسنوات الأربع القادمة.

العرب اللندنية 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد