إيران على شفا “النووي” وعلى إسرائيل الاستعداد عسكرياً
“تجمع إيران المعرفة والتجربة اللازمتين للسلاح النووي، وقد اجتازت خطوطاً لم تجتزها من قبل، وتقوم بأعمال تجعلها تقف كدولة حافة نووية وتقصر المدة الزمنية اللازمة للانطلاق نحو سلاح نووي” – هكذا يقضي تقرير لمعهد بحوث الأمن القومي، الذي يجمع أهم التحديات الاستراتيجية التي تحدق بإسرائيل، والذي رفع أمس إلى رئيس الدولة إسحق هرتسوغ.
رفعت أهم التحديات الاستراتيجية والتوصيات للرئيس في مناسبة جرت في مقره حين استعرض الباحثون برئاسة رئيس المعهد، البروفيسور مانويل تريختنبرغ، أمام هرتسوغ، توصياتهم للسياسة وللدفع إلى الأمام بالفرص لإسرائيل أيضاً. وحسب التقرير، تواصل إيران التقدم في تخصيب اليورانيوم إلى مستويات عالية، بل وبدأت في إنتاج اليورانيوم المعدني المناسب للبرنامج النووي العسكري وليس المدني. كما علم أن إيران تجمع قدرات تكنولوجية في تفعيل أجهزة طرد مركزي متطورة.
وباتت إسرائيل، هكذا يكتب باحثو المعهد، مطالبة بالتأكد من وجود خيار عسكري إسرائيلي مصداق حيال إيران. كما زعم أن على إسرائيل الاستعداد لسيناريو عدم التوصل إلى اتفاق نووي متجدد بين إيران والقوى العظمى، ووضع تتموضع فيه في حالة حافة نووي قريبة، مع قدرة انطلاق إلى القنبلة في مدى زمني من بضعة أشهر.
بالنسبة لاحتمالات الحرب أو تصعيد عسكري في الفترة القريبة القادمة، يعتقدون في المعهد أن الردع الإسرائيلي قائم تجاه العداء من مواجهة واسعة النطاق وحرب. ومع ذلك، ثمة تقدير بأن المواجهة قد تقع في الساحة الشمالية، وكذا حيال غزة، بسبب دينامية التصعيد. يدور الحديث عن تقدير مشابه لتقدير الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن.
كما يقدر كاتبو التقرير بأن إيران ستواصل تثبيت نفوذها في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ثم نشر وسائل قتالية لمساحات عمل طويلة، كالصواريخ والطائرات المسيرة الهجومية، وكذا في تفعيل ميليشيات محلية في كل واحدة من الدول المذكورة.
في الساحة الشمالية، في سوريا ولبنان، تتعاظم الإمكانية الكامنة للتهديد في ضوء تفكك لبنان وتواصل الانقسام في سوريا. وحسب التقرير، ففي المعهد يعتقدون بأن الوضع يسمح للإيرانيين بتعميق دورهم في هذه الدول المحاذية لإسرائيل، وبناء “آلة حرب” تقوم على أساس قدرات هجومية دقيقة في عمق أراضي إسرائيل. وبتقدير باحثي المعهد، فإن هذا ميل ينبغي أن يقلق أصحاب القرار في القدس و”الكريا”.
بالنسبة للبنان، يشخص باحثو المعهد إمكانية كامنة متزايدة للتصعيد، ويحذرون من استمرار التقدم لدى منظمة “حزب الله” في مشروع الصواريخ الدقيقة بشكل يجعله تهديداً حقيقياً وخطيراً على الجبهة الداخلية العسكرية والمدنية في إسرائيل.
في المعهد يدعون حكومة إسرائيل لأن تقرر شكل وتوقيت معالجة مشروع الصواريخ الدقيقة في أقرب وقت ممكن. ويشخص جهاز الأمن أيضاً استمرار تقدم “حزب الله” في هذا المشروع، بحيث إن المعضلة التي ستقف أمامها إسرائيل في السنوات القريبة القادمة هي ما إذا كانت ستعمل وتمس بهذا المشروع في أراضي لبنان، وبذلك عملياً أن تأخذ بالحسبان إمكانية مواجهة عسكرية بل وحرب مع “حزب الله”. حتى الآن، يعتقد جهاز الأمن بأن هذه النقطة الزمنية لم تحن بعد.
في كل ما يتعلق بسوريا، يعتقدون في المعهد بأن على إسرائيل الاعتراف بأن ستبقى منقسمة وأن طالما بقي الأسد في الحكم لفن يكون ممكناً دحر إيران وفروعها عن أراضي الدولة. ويعتقدون أيضاً أن ثمة أهمية لمواصلة الهجمات المنسوبة لسلاح الجو في إطار “المعركة بين الحروب” في سوريا وفي أماكن أخرى، وأن إسرائيل مطالبة بمواصلة هذا النشاط بشكل ثابت. إلى جانب النشاط العسكري، يعتقدون أن على إسرائيل تصمم سياسة لدحر إيران عن سوريا من خلال أوجه تعاون دولية.
أما في الساحة الفلسطينية فيوصي القائمون على المعهد بتعزيز السلطة ودفع التفاهمات مع حماس لوقف نار لزمن طويل يتضمن موضوع الأسرى والمفقودين وترميم البنى التحتية في قطاع غزة. ويعتقدون أن الأحداث التي جرت في القدس والضفة زمن حملة “حارس الأسوار” عكست قيود سياسة العزل التي اتخذتها إسرائيل على مدى السنين في ظل تشجيع الانقسام الفلسطيني الداخلي. عملياً، يعتقدون في المعهد بأن هذه سياسة أدت أيضاً إلى تعزيز مكانة حماس، بينما تواصل تآكل شرعية السلطة برئاسة أبو مازن. وحسب التقرير، على إسرائيل أن تغير النهج وتبلور سياسة محدثة تجد تعبيرها في تعزيز السلطة الفلسطينية.
وإضافة إلى ذلك، يعتقد من هم في معهد بحوث الأمن القومي بأن حملة “حارس الأسوار” كانت نداء إيقاظ للمصاعب التي يمر بها الجيش الإسرائيلي في مواجهة إطلاق الصواريخ المقامة في قلب سكان مدنيين وفي مواقع تحت أرضية. هذا الوضع، كما يعتقدون في المعهد، لا يمكن للجيش الإسرائيلي أن يغيره بشكل جوهري في المدى الزمني القريب.
معاريف
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews