شيطنة تركيا وطرابلس.. من يسعى للفتنة في لبنان وعاصمته الثانية؟ (تقرير)

جي بي سي نيوز :- أعربت فعاليات سياسية واجتماعية في مدينة طرابلس شمالي لبنان عن أسفها لمحاولات بعض الجهات الإعلامية المشبوهة لتشويه مدينة طرابلس عاصمة لبنان الثانية، حيث ادعت بعض الوسائل الإعلامية “وجود معلومات موثوقة لديه عن تحضير لانفصال بعض مناطق الشمال وتحديدا طرابلس والضنية وعكار عن لبنان بدعم من الدولة التركية والجيش السوري الحر”.

وأكدت هذه الفعاليات أن محاولات اختلاق سيناريوهات لشيطنة مدينة طرابلس وتشويه صورة الدولة التركية باتت مكشوفة ولا تخفى على أحد ويجري تسويقها في مرحلة يعيش فيها لبنان أزمة سياسية واقتصادية غير مسبوقة.

وأشارت تلك الفعاليات إلى أن الدور التركي في لبنان يرتبط فقط باهتمام الجانب التركي لمساعدة لبنان وشعبه ومد يد العون لكل فئات المجتمع اللبناني وهذا ما تجلى بعد انفجار مرفأ بيروت والمساعدات التي تقدمها المؤسسات التركية الرسمية والشعبية للشعب اللبناني في محنته.

مصدر أمني: العلاقة مع الجانب التركي في الأطر الرسمية

ويعتبر مصدر أمني لبناني لـ”وكالة أنباء تركيا” أن “الجانب التركي حريص على مساعدة لبنان وأن التنسيق بين الجانبين اللبناني والتركي مستمر في مجالات التعاون العسكري والأمني وغيرها بالإضافة لمكافحة الإرهاب”.

ووفقاً للمصدر فإن أي حراك رسمي تركي يتم عبر التنسيق مع الجهات الرسمية اللبنانية وخاصة أن الجانب التركي يدعم الاستقرار اللبناني ويقوم بمساعدة الجهات اللبنانية الرسمية ويحرص على حسن الجوار ويعتبر أن أمن لبنان من أمن الدول المحيطة به.

سياسي لبناني: ضرب للأمن الوطني واضرار بعلاقاتنا مع الدول الصديقة

سياسياً، يعتبر الدكتور خلدون الشريف السياسي اللبناني والمستشار السابق لرئيس الحكومة اللبنانية المكلف نجيب ميقاتي “أنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها مدينة طرابلس لمثل هذه الحملات المغرضة التي تستهدف أهلها وتاريخها وأمنها بالإضافة لانزعاج العديد من الأطراف لزيارة السفراء والدبلوماسيين لها وإزالتها عن خارطة المدن الخطرة”.

ويعتقد الشريف أن “الهدف الرئيس في الهجوم طرابلس هو بهدف إخراجها من المعادلة الاقتصادية والتي من الممكن أن تكون جزء منها في المرحلة المقبلة”.

ويوضح الشريف أن “الكلام المتكرر عن تحول طرابلس لجزيرة مستقلة ومعزولة برعاية تركية وبمشاركة 3000 مقاتل من الجيش السوري الحر والذي لم يعد حتى موجوداً في سوريا ومقاتلين أتراك لم يتواجدوا يوماً بأي منطقة لبنانية وليس لتركيا أي أطماع في لبنان كما هو معروف لدى كل الأطراف السياسية والأمنية في لبنان ويعتبر الشريف أن لهذا الكلام غايات سياسية مشبوهة”.

وبحسب الشريف فإنه ومجموعة من أبناء طرابلس قرروا “تقديم إخبار لدى النيابة العامة والقضاء بحق مروجي هذه الافتراءات والتي تعتبر من نسج الخيال”.

وحسب الشريف فإنه “لو كان الموضوع حقيقياً فإن القوى الأمنية وبقدراتها ستتمكن من اكتشافه والإعلان عنه للرأي العام، وفي حال كان الكلام غير صحيح فالمطلوب وقف هذا المسلسل من التجني وقطع ألسنة من يطال مدينة بحجم طرابلس بهذا الكلام”.

ويختم الشريف بالقول أن “هذا الكلام عن تقسيم لبنان لدول طائفية ما يعني الإضرار بالصيغة اللبنانية وضرب الكيان اللبناني والمطلوب التوقيع على العريضة الوطنية التي ستطلق والتي نطالب بدورنا القضاء اللبناني للتعاطي بمنتهى الجدية لما يؤثر هذا الخطاب على الأمن الوطني وعلى علاقاتنا مع الدول الصديقة وفي مقدمتها تركيا”.

هل تقف جهات إقليمية خلف هذا الخطاب؟

وفقاً لمصادر سياسية وإعلامية لبنانية مطلعة فإن هذا الكلام الذي يتعمد البعض نشره “ليس يتيماً وهو يندرج في إطار حملة ممنهجة تقودها بعض الجهات الإقليمية لغايات ومصالح سياسية واقتصادية”.

وحسب المصدر فإن “العديد من المواقع والمنصات الممولة من إحدى الجهات الخارجية تعمل على الإعداد لمثل هذه التقارير والمقاطع بهدف زعزعة الأمن والتغول في المساحة اللبنانية في هذا الظرف العصيب”.

ووفقاً للصحافي اللبناني صهيب جوهر فإن “هذا المسلسل المستمر لتشويه صورة مدينة طرابلس يأتي في مرحلة دقيقة وفي ظل تحولات إقليمية تجري على حساب بعض الدول والأطراف العربية والغربية، وبحسب جوهر أن هذه المنصات وبعض المروجين لخطاب التقسيم والفدرالية تقوده دول شاركت بنفس السيناريوهات في اليمن وليبيا وفشلت في ذلك وتسعى إليه في لبنان وتجد من استخدام شيطنة دولة جارة للبنان كتركيا بوابة للعب في استقرار لبنان”.

وينفي الصحفي اللبناني أن “يكون للأتراك أي دور في الساحة اللبنانية إلا عبر الجهات الرسمية”.

ويتساءل جوهر “هل من يريد العبث باستقرار الدول يقدم دعماً لوجستياً وعسكري وغذائي للجيش الوطني اللبناني كما فعلت وتفعل تركيا؟”.

ويرى جوهر أن “تركيا حاضرة في طرابلس عبر مشاريع تنموية وخيرية إما عن وكالة التنسيق (تيكا) أو عبر المؤسسات الأهلية التركية والتي تمد يد العون للبنان في هذه المرحلة وأن تركيا كغيرها من الدول التي تقوم بواجبها كدولة صديقة ليس إلا”.

السفارة التركية في بيروت ترد

وكانت تركيا قد جددت موقفها الداعم لوحدة أراضي لبنان واستقلاله واحترام سيادته، وذلك ردا على ادعاءات “مضللة” انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تتهم تركيا بالتدخل في شؤون لبنان السيادية.

وقالت السفارة التركية في لبنان، في بيان أصدرته، مؤخرا إنه “يوجد بعض الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة والمبنية على الخيال والتي تم تداولها مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن سياسة تركيا تجاه لبنان”.

وأضافت “نودّ أن نذّكر بالمبادئ الأساسية لسياسة تركيا تجاه لبنان، وهي أن تركيا تدعم استقلال لبنان وسيادته ووحدته واستقراره وأمنه بشكل كامل”.

وتابعت أن “تركيا كذلك تحتضن لبنان وشعبه ككل”.

وأكدت قائلة “ستبقى تركيا متضامنة دائماً مع دولة لبنان وشعبه، ويظهر تضامنها من خلال المساعدة والجهود الداعمة لكل المناطق اللبنانية”.

وطالما تتعمد بعض الجهات الإعلامية اللبنانية الزعم أن “تركيا تتدخل في شؤون لبنان الداخلية وتقوم بإثارة الحساسيات الدينية والعرقية” دون تقديم أي دليل حسي وواقعي على ادعاءاتها.

"TRT"