بعد العيش ألفي سنة “خِرافاً”.. لا أكره العرب ولكني لا أريدهم أحياء في “دولتي”
في أثناء “حارس الأسوار” قالوا لنا إن ثورة العرب (عفواً، “سكان المدن المختلطة”) جاءت بسبب القدس والمس بمشاعر المسلمين بالذات في هذا الوقت. وثمة من صدقوا.
الحقيقة تنكشف، أحياناً، في اللحظات الصغيرة اليومية. قبل يومين، سافر المخيم الصيفي لابني إلى “السوبرلاند” والتقى مخيماً صيفياً موازياً لبدو النقب، فرصة رائعة للقاء ثقافي. على مدى ساعات، تلقى الأطفال من “غوش عصيون” الضربات والشتائم والتحرشات الجنسية والمضايقات وخطف الكيبا من الرأس، وتجاوزات في الطابور، وخنق وحشر. ثقافة قومجية عنيفة.
عندما توجه المرشدون إلى رجال النظام في “السوبرلاند” قال هؤلاء إن أياديهم مكبلة، ولا يمكنهم فعل شيء، لأن المكان خسر قبل بضع سنوات في المحكمة حين حاول الفصل بين اليهود والعرب بسبب سلوك مشابه. محظور عليهم حتى أن يخرجوهم من نطاق المنتجع. دعيت الشرطة، ولم تأت، ثم دعيت مرة أخرى، فجاءت. وبسبب تدخلها هدأت الأمور. أما الصدمة فلم تهدأ، ولا العار الخاص والوطني. والمعرفة المطلقة بأن هذا قد حصل في أماكن أخرى، سيحصل غداً أيضاً وبعد غد.
لماذا؟ لماذا يتعين عليّ أن أخشى من عنف عنصري حين أبعث بابني إلى “السوبرلاند”، يتعين عليّ أن أخشى من ضربة الشمس، وربما من الجفاف، ولكن لا. كيف يحصل أن أطفالاً يهوداً يجتازون رعباً كهذا في دولة إسرائيل؟ بل وبإسناد من جهاز القضاء الإسرائيلي. من سيحميهم. إلى أين سنسير بالعار؟
لستُ متطرفة ساخنة العقل، ولا أريد أن أنكل بالعار، ولا أريد أن أمس بالأبرياء. أريد أن يتمكن أبنائي من الذهاب إلى “السوبرلاند” دون أن أخشى من أن يطعنهم بدوي، أو أن أذهب إلى التخييم دون أن أخشى من أن يحرقني العرب ويحرقوا أبنائي أحياء.
أنا لا أكره العرب، بل أخاف منهم، ولست مستعدة للعيش في دولتي بخوف. لا ثقة لي في كثيرين منهم، ولا أصدق بأن نتمكن من العيش معاً، ولا أن نتعايش، إذا لم يحصل تغيير جوهري في نهج عرب إسرائيل. هم مواطنون في دولة يهودية. توجد هنا أنماط من القانون والنظام، ولا يمكنهم أن يتصرفوا هكذا. من لا يعجبه – مدعو للمغادرة إلى أماكن أخرى.
جدي رحمه الله كان يقول عن الآخرة “ويسكن الذئب مع الخروف”، وفي حالة النزاع مع العرب، لا يمكن لهذا أن يحدث إلا إذا كنا نحن الذئب. وكان يقتبس النكتة الشهيرة عن عرض في حديقة الحيوانات التوراتية، حيث كانوا يستبدلون الخروف في كل يوم إلى جانب القفص الذي تتصدره الآية آنفة الذكر. إذن، بعد ألفي سنة من الخراف، والتي تنقلنا فيها من خروف إلى خروف، أصبح لنا دولة – ولا نزال نحن الذين نطأطئ الرؤوس ونتصرف كمواطنين وحتى لو جاء يوم ودفعنا العدو العربي لذلك، أخشى أن يأتي جيل بعده ويسمح له بأن يناطحنا مرة أخرى.
أصلي ليوم يأتي فيكون صافياً وواضحاً للجميع بأننا في بيتنا. ومن يشكك بهذه الحقيقة لا يمكنه البقاء هنا، إذ لا مفر لنا.
إسرائيل اليوم
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews