الأمم المتحدة تكشف تورط مرتزقة روس بارتكاب جرائم حرب في إفريقيا الوسطى

جي بي سي نيوز :- توصل محققون تابعون للأمم المتحدة إلى أن المرتزقة الروس المنتشرين في واحدة من أكثر دول إفريقيا هشاشة قتلوا مدنيين ونهبوا منازل وقتلوا بالرصاص المصلين في مسجد خلال عملية عسكرية كبيرة في وقت سابق من هذا العام.

و تم توثيق الاتهامات بارتكاب فظائع في تقرير لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حصلت عليه صحيفة نيويورك تايمز وتفاصيل الانتهاكات المرتبطة بالتورط الروسي المثير للجدل في جمهورية إفريقيا الوسطى ، وهي دولة فقيرة لكنها غنية بالمعادن. حرب أهلية منذ ما يقرب من عقد من الزمان.

وخلص التقرير إلى أن المرتزقة الروس ، المنتشرين تحت ستار مستشارين عسكريين غير مسلحين ، قادوا القوات الحكومية إلى المعركة خلال هجوم لطرد المتمردين من عدة بلدات في يناير وفبراير. وإلى جانب ارتكاب الانتهاكات ، استقر العملاء الروس في مراكز التعدين الرئيسية في بلد به احتياطيات كبيرة من الماس.

وذكر تقرير التحقيق ، الذي استند إلى أدلة فوتوغرافية وشهادات شهود عيان ، أن الانتهاكات التي ارتكبها الروس والقوات الحكومية المتحالفة "شملت حالات استخدام القوة المفرطة والقتل العشوائي واحتلال المدارس والنهب على نطاق واسع ، بما في ذلك المنظمات الإنسانية". والمسؤولين المحليين.

و لجأت جمهورية إفريقيا الوسطى إلى روسيا في عام 2017 لانتزاع السيطرة على تجارة الماس الخاصة بها من المتمردين ، وللمساعدة في إنهاء الصراع الذي أودى بحياة الآلاف وشرد أكثر من مليون شخص منذ عام 2012.

و عرض الكرملين إرسال مدربين عسكريين غير مسلحين للمساعدة في تدريب جيش إفريقيا الوسطى في مهمة باركتها الأمم المتحدة ، التي أقامت استثناءً لحظر الأسلحة المفروض على جمهورية إفريقيا الوسطى منذ عام 2013.

لكن سرعان ما أصبح واضحًا أن المدربين الروس كانوا في الواقع مرتزقة مسلحين ، وتطورت العملية إلى جهد مستتر قليلًا لبناء النفوذ وإبرام الصفقات التجارية للكرملين في إفريقيا ، بما في ذلك صفقات الماس المربحة ، لصالح رجال الأعمال بما في ذلك المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين.

و لقد أصبح الروس متورطين بعمق في السياسة والأمن في وسط إفريقيا. يقوم الحراس الشخصيون الروس بحماية الرئيس فوستين أرشانج تواديرا ، وعمل جاسوس روسي سابق مستشارًا أمنيًا له.

على الرغم من أن المسؤولين الروس يقولون إنهم لم يكن لديهم أبدًا أكثر من 550 مدربًا في البلاد ، وجد محققو الأمم المتحدة أن الرقم كان يصل أحيانًا إلى 2100 فرد.

و ترتبط العديد من الشركات التي توظف المدربين بـ Yevgeny V. Prigozhin ، المقرب من السيد بوتين والذي تم اتهامه في الولايات المتحدة في عام 2019 بتهم تمويل "حرب المعلومات" وتعطيل الانتخابات الأمريكية لعام 2016.

و الانتهاكات التي يغطيها تقرير الأمم المتحدة ، الذي سيصدر هذا الأسبوع ، حدثت خلال فترة الاضطرابات في المستعمرة الفرنسية السابقة. في أواخر ديسمبر / كانون الأول ، حاول تحالف متمردين تم تشكيله حديثًا تعطيل الانتخابات ، ثم شن هجومًا عسكريًا على العاصمة بانغي في محاولة للاستيلاء على السلطة.

فشل الهجوم ، وفي منتصف يناير ، بدأت الحكومة هجومًا مضادًا كاسحًا أدى في النهاية إلى طرد المتمردين من عدة بلدات رئيسية. وكجزء من ذلك ، أخبر شهود عيان محققي الأمم المتحدة أن مدربين روس غير مسلحين زعموا أنهم قادوا قوات جمهورية أفريقيا الوسطى إلى المعركة "بينما كانوا يتقدمون في مدن وقرى مختلفة". وتلا ذلك اتهامات بارتكاب فظائع ضد المدنيين.

وبحسب التقرير ، قام المتمردون بتجنيد الأطفال قسرا ، وهاجموا قوات حفظ السلام ، ونهبوا مجموعات الإغاثة ، واعتدوا جنسيا على النساء.

وجد المحققون أن متعاقدين أمنيين روس أطلقوا النار في ديسمبر على شاحنة أثناء اقترابها من نقطة تفتيش في مدينة غريماري ، مما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة 15 آخرين.

ثم في فبراير ، قاد الروس القوات الحكومية في هجوم على مسجد تاكوا في بامباري ، حيث احتمى المتمردون بين المصلين. وذكر التقرير أن ستة مدنيين على الأقل قتلوا عندما اقتحم الروس المسجد وأطلقوا النار على أسلحتهم.

كما وثق التقرير مقتل خمسة مدنيين آخرين على يد القوات الروسية ، بينهم اثنان من المعاقين ، واتهمهم بنهب الأموال والدراجات النارية وغيرها من الأشياء الثمينة أثناء تفتيش المنازل.

ينفي المسؤولون الروس أن تكون قواتهم أطلقت النار على المدنيين أو ارتكبت انتهاكات. وقال منسق البعثة العسكرية الروسية في بانغي للمحققين إن المتمردين استخدموا مسجد التقوى كموقع لإطلاق النار. لكنه نفى أن يكون الروس قد دخلوا المبنى أو أطلقوا النار على المدنيين.

في السنوات الأخيرة ، ظهر متعاقدون أمنيون روس في دول أفريقية أخرى تعاني من الصراع ، بما في ذلك ليبيا وموزمبيق وجنوب السودان. قُتل ثلاثة روس في اشتباك عسكري على الحدود بين تشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى في مايو.

وتم اعتقال 10 روس هذا الشهر في شمال تشاد في منطقة تقاتل فيها الحكومة المتمردين. وقال أحد الروس لوكالة رويترز للأنباء إنهم يزورون المنطقة في الصحراء للذهاب لمشاهدة معالم المدينة.

كان السيد بريغوزين مرتبطًا سابقًا بعمليات المرتزقة في إفريقيا من خلال علاقاته مع مجموعة فاغنر ، وهي شركة عسكرية خاصة لعبت دورًا في الحرب في ليبيا وسوريا. أصبحت كلمة Wagner أيضًا اختصارًا للتدخل الروسي في جمهورية إفريقيا الوسطى ، حيث قامت الشركات التي لها صلات بالسيد بريغوزين بنشر المرتزقة وحصلت على عقود تعدين ولوجستية مربحة.

في عام 2019 ، قُتل ثلاثة صحفيين روس في البلاد أثناء التحقيق في علاقة السيد بريغوزين بتجارة الذهب والألماس. وعدت السلطات المحلية بإجراء تحقيق ، لكن لم يتم القبض على أي شخص أو مقاضاته.

نيويورك تايمز