بأمره أتباعه “ادخلوا بهم”.. نتنياهو يثبت قول زوجته “بيبي زعيم كبير ولتحترق الدولة”
بعد أقل من يوم من تحذير رئيس “الشاباك”، أوضح رئيس الوزراء المنصرف نواياه، وهي تشبه ذلك التسجيل الشهير لسارة نتنياهو التي تحدثت مع ناشط الليكود شمعون درعي، حين تبين أن ارئيل شارون يتغلب على نتنياهو في الليكود، قبل نحو عشرين سنة: “بيبي زعيم كبير على هذه الدولة، زعيم بمقياس دولي. هل يريد الكل أن يذبح ويحترق في هذه الدولة؟ يا الله، لماذا يحتاج للاجتهاد؟ سننتقل إلى خارج البلاد ولتحترق هذه الدولة”.
اعتذرت سارة نتنياهو عن هذا القول الذي كشف بعضاً مما تفكر به عائلة نتنياهو عن الدولة، وعن السبيل الذي يتعين فيه على هذه الدولة أن تعترف بالامتنان لبيبي بأنه تفضل الوقوف على رأسها. التصريح والاعتذار ربما نسيا، ولكن النهج لا يزال حاضراً. ليس لنتنياهو أغلبية 61 نائباً، وهو يعرف هذا. وعندما ضاق عليه الأمر، فإن كل من هم خلف المتراس كذابون، وخانعون، وأرانب وعبيد إيران وحماس.
في كتلة الليكود كان كفاحياً ولاذعاً أكثر من أي وقت مضى. رئيس الوزراء وبخ الوزير يوفال شتاينتس – رجل نزيه أكثر مما ينبغي بالنسبة لبيبي بصيغته المتطرفة منذ 2015 – على أن المذكور أعرب عن معارضته للمظاهرات أمام منازل الشخصيات العامة. وقد دفع ضريبة لفظية لشجب العنف، ولكن هذا لم يكن ألا الملحق. بينما أعضاء كتلة “يمينا”، دون استثناء محروسون، وبينما المخابرات تصدر تحذيراً عاماً من الحماسة والتطرف العنيف، (تحذير لم يقصد اليمين فقط) لم يكن لنتنياهو أي مشكلة في استخدام تعبير “ادخلوا بهم”، على حد قوله.
هناك إمكانيتان فقط: إما أن نتنياهو يجهل ما تمثله وترمز إليه كلماته في الكتلة، وعندها يكون قد فقد تفكره تماماً. وإما –وهذه صادمة أكثر- أنه يعرفها جيداً مع مراعاة أنه الزعيم السياسي الأكثر خبرة وتجربة في الغرب، باستثناء إنجيلا ميركل، ومشكوك أنه يفهم بأن “ادخلوا بهم” ستكون العنوان. وها هي بعد وقت غير طويل من ذلك، ذهبت الزينة الكهانية، النائبة ماي غولان، المساهمة الأخرى التي حققها نتنياهو للخطاب في إسرائيل، وشبهت رئيس الوزراء المرشح ووزير عدله “بالمخربين الانتحاريين”. من أدخل غولان إلى الليكود بعد أن تنافست في قائمة الكهانيين؟ امرأة رمزها هو ميخائيل بن آري، الذي شطب تنافسه للكنيست؟ نتنياهو بالطبع.
مؤكد أنه كان راضياً بل وواثقاً بأن نتنياهو قرر التطرف في الوضع الحالي عن قصد. وعليه، فقد جمّل يوم غضبه في ظهور في القناة 20 عندما وصف رئيس الوزراء المرشح “بالكذاب”. هو نتنياهو ذاته الذي قال إنه لن يجري مفاوضات مع عباس، ثم ذهب واقترح عليه اقتراحات سخية بل وبعث أبواقه ليشرح مدى اعتدال وجدارة عباس. وهو ذاته الذي وعد بألا يكون هناك تناوب ثم عرض فيلماً متحركاً عن ثلاثة بالتناوب لرئاسة الوزراء. نتنياهو ذاته الذي وعد وأقسم في الاتفاق مع بيني غانتس وخرقه فوراً بعد إقامة الحكومة كي يأخذ إسرائيل على انتخابات رابعة؛ وهو ذاته الذي وعد بأن يكون كحلون رئيس مديرية أراضي إسرائيل، وأن تنصب البوابات الإلكترونية في الحرم وتسلم أم الفحم للفلسطينيين ويُخلى الخان الأحمر، وأن تغير طريقة الحكم، وتعاد قدرة الحكم في النقب إلى دولة إسرائيل، ويكون ضم في يهودا والسامرة، وأن يخرج طالبو اللجوء من إسرائيل في تسوية مع الأمم المتحدة وبالطبع، كيف يمكن أن ننسى، ألا يخلى مُلك الأجداد (قبل أن يخلي الخليل).
يمكن لنتنياهو أن يدعي ادعاءات كثيرة تجاه بينيت في هذا الحدث؛ بأنه لم يرغب في إقامة حكومة يمين بل فضل استبدالها بحكومة برئاسته. سيكون من الصعب أن يدعي ادعاءات المصداقية في ضوء تاريخه الشخصي. والأهم من كل هذا: في ضوء التاريخ إياه، يجدر برئيس الوزراء أن يتطلع إلى تهدئة الخواطر وألا يثيرها. فعلى أي حال، سيتقرر مصيره السياسي على أيدي اثنين من النواب في أقصى الأحوال؛ لا حاجة لجر الدولة كلها إلى النار.
يديعوت
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews