رئيس “الشاباك”: إسرائيل تقترب من أجواء “الاغتيال السياسي” كما في عهد رابين
أمامنا أيام متوترة جداً في كل الجبهات: القدس، وغزة، والإرهاب اليهودي، وتعدّ مسؤولية الشاباك (المخابرات) هذه المرة أكبر من أي وقت مضى. فالمطلوب الآن إلى جانب الحذر أن يستعدوا لمواجهة أخرى في القطاع، ولتصعيد في القدس عقب محاولات إشعال العاصمة، بل والتصدي لتهديدات حقيقية بالمس بشخصيات سياسية في أعقاب موجات التحريض الأخيرة.
يدرك “الشاباك” أن الاغتيال السياسي في إسرائيل أقرب من أي وقت مضى. ستكون هناك مهمة قاسية أمام الأحداث الخطيرة التي وقعت مؤخراً، وهي إحباط من يخطط لمثل هذا الاغتيال. “قد يؤدي الخطاب إلى سفك دماء، ولهذا يحظر الاستمرار فيه”، حذر رئيس الشاباك، أمس. في أعقاب هذه الأقوال، يثور التساؤل حول سبب عدم تنفيذ اعتقالات لنشطاء هددوا سياسيين، ولماذا لم تقتدهم الشرطة إلى غرف التحقيق حتى الآن؟
فضلاً عن الانشغال المتزايد في إحباط الإرهاب اليهودي، تنشغل أقسام أخرى في “الشاباك” في إحباط إرهاب عرب إسرائيل، وحل ألغاز قضايا في المدن المختلطة والوسط البدوي، وبمنع انفجار آخر في القدس يشعل قطاع غزة من جديد. ما يضيف الزيت إلى النار المشتعلة هو مسيرة الأعلام الأخرى في العاصمة، التي من المتوقع إجراؤها الخميس القادم. وكما يذكر، فإن المسيرة الأخيرة التي أجريت في 10 أيار قطعتها رشقة الصواريخ التي أطلقتها حماس نحو المدينة، وكان معناها إعلان الحرب، مما أدى إلى “حارس الأسوار”. والآن، يستعد الجيش الإسرائيلي لهذه الإمكانية مرة أخرى، وعليه فإن التأهب عال جداً. فقد أصدر رئيس الأركان أفيف كوخافي تعليماته للاستعداد لجولة قتالية أخرى من عدة أيام وستكون توصية الجهتين (المخابرات والجيش) متشابهة كما في المرة الماضية: منع المسيرة لتقليص الاحتكاك، خصوصاً في هذه الأيام الحساسة. في فترة يتبدل فيها الحكم، وتشخص حماس الضعف وتحاول تحدي إسرائيل في كل فرصة ممكنة.
تعرف شعبة الاستخبارات “أمان” بأن اليأس والدين عنصران لا يمكن التصدي لهما. وعليه فإنها تحاول إخراج القدس من المعادلة لمنع إشعال المنطقة، مثلما يحاول أن يفعل زعيم حماس هذا مرة أخرى. فالسنوار، الذي يشعر بثقة عظيمة بالنفس، يحاول إثارة الحماسة لدى سكان القطاع بل ولدى الفلسطينيين في الضفة والقدس ولبنان. المعضلة الحقيقية التي يبحثون فيها داخل الغرف المغلقة هي: ألن يفسر إلغاء المسيرة للمرة الثانية ضعفاً يشجع استمرار الإرهاب بشدة أكبر؟ ولكن الموقف الآن هو تقليص الاحتكاك بين السكان قدر الإمكان، وعندما يكون هناك استقرار سياسي للرد بقوة بطريقة “الدفتر” التي في إطارها ترد إسرائيل وفق توقيت مريح لها، وهكذا تعيد الردع. هذا هو السبب الذي جعل وزير الدفاع غانتس يعلن، أمس، بأنه سيطالب بعدم إجراء المسيرة بصيغة تتطلب جهداً أمنياً خاصاً، ومن شأنها أن تؤدي إلى التصعيد.
واضح جداً أن حملة “حارس الأسوار” كان ينبغي أن تنتهي بشكل مختلف، مع مئات المخربين القتلى وليس نحو مئة، ومئة آخرين من الأبرياء. ولو كان هذا جرى عملياً، لكان زعيم حماس مردوعاً وحذراً من رفع رأسه بنشر تهديدات في كل صوب مثلما لم يفعل في الماضي.
يديعوت
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews