إسبانيا لن تشارك في مناورات “أسد أفريقيا” لأنها تضفي شرعية على سيطرة المغرب على الصحراء
نقلت صحيفة “التايمز” البريطانية عن مسؤولين إسبان قولهم إنه قرروا عدم المشاركة في مناورات “أسد أفريقيا” المخطط لها ما بين 7-18 حزيران/ يونيو، ويشارك فيها 7800 جندي من تسع دول بما فيها بريطانيا؛ لأن المناورات كما قالوا ستضفي الشرعية على سيطرة المغرب على الصحراء الغربية. وتشمل المناورات ألعابا عسكرية في المغرب والسنغال وإسبانيا وتونس.
وقررت مدريد عدم المشاركة بعد معرفتها أن المناورات ستجرى أيضا في الصحراء الغربية، والتي كانت مستعمرة إسبانية سابقة.
وجاء قرار الولايات المتحدة إجراء مناورات عسكرية في الصحراء بعد اعتراف إدارة دونالد ترامب بسيادة المغرب عليها في كانون الأول/ ديسمبر في عملية مقايضة لإقامة الرباط علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وتجاهلت واشنطن في حينه قرارا من الأمم المتحدة يعطي سكان الصحراء حق تقرير المصير. وتدعم إسبانيا جهود الأمم المتحدة من أجل تنظيم استفتاء لحل النزاع الطويل.
وطلبت الصحيفة تعليقا من الأمم المتحدة، في وقت أكدت فيه وزارة الخارجية البريطانية المشاركة في المناورات، مكررةً تصريحا لوزير الخارجية دومينيك راب في كانون الأول/ ديسمبر، وهو أن بريطانيا تتعامل مع وضع الصحراء الغربية بأنه “غير محدد”.
وأكدت وزارة الخارجية أن بريطانيا “تدعم جهود الأمم المتحدة لتحقيق حل سياسي دائم ومقبول للطرفين ويعطي حق تقرير المصير لسكان الصحراء الغربية“. ويُفهم أن القوات الهولندية والكندية والإيطالية ستشارك في ألعاب “أسد أفريقيا”.
وتقول الولايات المتحدة إن هذه المناورات العسكرية تهدف “لمواجهة النشاط الخبيث في شمال أفريقيا وجنوب أوروبا”، وهو ما يقلق إسبانيا. ويتم تنظيم المناورات كل عام منذ 2002 ولم تكن الصحراء الغربية جزءا منها.
ومن الناحية الرسمية، فقد بررت إسبانيا عدم مشاركتها لأسباب تتعلق بالميزانية الدفاعية حسب صحيفة “إلباييس”. وقال رئيس الوزراء المغربي، سعد الدين العثماني، إن المناورة التي ستجرى في “المحبس قرب الداخلة في الصحراء المغربية بمشاركة حوالي 10000 جندي مغربي وأمريكي تعتبر تتويجا للاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء”.
وعبّرت إسبانيا عن قلق من بيع واشنطن معدات عسكرية متقدمة للرباط. وأشار المسؤولون الإسبان لتطور في القدرات المغربية من خلال مقتل القائد العسكري في البوليساريو ألداه البندير، وهو قائد سلاح الدرك في الجبهة. وتخوض المنظمة حربا ضد الجيش المغربي لتحقيق استقلال الصحراء الغربية منذ الانسحاب الإسباني من الصحراء. وقُتل البندير بصاروخ أطلقته طائرة مسيرة.
وجاء رفض إسبانيا للمشاركة في المناورة العسكرية وسط توتر دبلوماسي حاد، حيث سمحت الرباط لحوالي 10000 مغربي، معظمهم من الشباب، باقتحام مدينة سبتة التي تسيطر عليها إسبانيا. وعبّر المغرب عن غضبه من سماح مدريد لزعيم البوليساريو التي تدعمها الجزائر، إبراهيم غالي، بتلقي العلاج في إسبانيا.
وتخوض البوليساريو التي تسيطر على ثلث الصحراء حربا مع المغرب منذ عام 1975، وتعترف بها الأمم المتحدة كممثل للصحراويين. وقالت وزارة الخارجية المغربية إن موقف إسبانيا من الصحراء هو أصل النزاع وليست علاج غالي.
التايمز
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews